أسباب خراب المدن و إندثارها في المنظور القرآني
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

إن لخراب المدن أسباباً أدت إلى ذلك ، و من جملة تلك الأسباب ما يمكن أن نجمله في الموارد الآتية :
1ـ الحروب و الصراعات :
قال تعالى:(( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً )) سورة الأسراء , الآيات ( 4 ) ــ (7) .
و قال تعالى :(( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ )) سورة النمل (34) .
2ـ الغضب الإلهي :
إذ أن القرى عندما تكفر ، و تخرج عن أمر الله تعالى فلا بد لها من رادع ، فكان الرادع الأكبر هو الغضب الإلهي المتمثل بخسف القرى ، و تدميرها ، حفاظاً على النقاء الإنساني ، و لإعطاء الدروس و العبر لكل بني الإنسان ، و لصدق الوعد الإلهي تأييداً لأنبياء و رسله ( عليهم السلام ) .
قال تعالى:(( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ * فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * )) سورة الأعراف ( 4 ــ 5 ) .
و قال تعالى:(( أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ * إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ * )) سورة الفجر ( 6 ـ 13 ) .
2ـ العوامل الجغرافية و المناخية :
إن الطبيعة تحاول فرض نفسها على المدينة ، أما الإنسان فيحاول جاهداً أن يكيَّف نفسه و مدينته لهذه العوامل ، لذا فعليه أن يتجنب جملةً من الأمور و التي منها :
أولاً ـ الابتعاد عن البناء في الأماكن التي تكون عرضة للكوارث الطبيعية كالبراكين و البحار و المحيطات عند هيجانها ، و الجبال و انهياراتها ، و ما شاكل ذلك .
ثانياً ـ أن يبني بنياناً يتحمل و يتلائم مع العوامل المناخية و الجغرافية التي يعيش فيها ، فلا يبني بيتاً ـ على سبيل المثال ـ من خشب في ظل بيئة أعاصير و رياح عاتية و حرائق غابات . و لا يبني بيتاً من طين في ظل بيئة ماطرة و رطبة دائماً .
و القرآن الكريم في مجال تناوله للعوامل الجغرافية و المناخية قد أشار إلى أمثلة قرآنية غير مباشرة حول الطبيعة و مقارنتها بأعمال الإنسان في آياتٍ متفرقة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat