صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

أسرار النخيب الأنبارية
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإدارة الأمريكية تمسك بأغلب خيوط اللعبة, على الساحة العراقية, لكن أخيرا ظهر لها مجهول, وهو الحشد الشعبي, فهي لا تفهم ما هي خططه, ولا تهتدي لطريقة تروضه, ولا تملك القدرة على اختراقه, لأنه جيش عقائدي, مرتبط بفتوى المرجعية الصالحة, لذا لا تجد من حلول سريعة, إلا نباح كلابها, عبر دفع المرتبطين بالإدارة الأمريكية, للتشويش على انتصارات الحشد الشعبي, والسعي لزرع الشك, بأي خطوة يقوم بها الحشد المبارك.

النخيب هي الحلقة الجديدة من الاستهداف, فقوات الحشد المرابطة في قضاء النخيب, تعرضت لحملة استهداف ممنهجة, فبدت القصة من مجلس محافظة الانبار, حيث دعا ألعبادي إلى سحب قوات الحشد, الداخلة لقضاء النخيب, وحذر مجلس محافظة الانبار من التجاوز على حدود المحافظة,  فيما غرد بعض فحول الانبار, إلى إن ما يجري في النخيب, هو اغتصاب لأرض الانبار, وهدد آخرون من شيوخ العشائر, إلى أن النخيب خط احمر, وإنهم سيقومون بقطع يد كل من يدخل المنطقة, وأعلنوا الرفض حتى لدخول القوات الأمنية!

الموضوع يحتاج لتفكيك صوره, لفهم ما يجري, وما غاية كل هذا الزعيق, وان نوضح حجم التناقضات التي يعيشها, بعض شخوص المنطقة الغربية.

أولا نوضح حقيقة أمنية يجب الإشارة لها, خصوصا مع كثرة التهريج الإعلامي, الساعي لتغييب الحقيقة, والحقيقة أن قضاء النخيب له موقع استراتيجي, يؤثر بشكل مباشر على امن محافظات (كربلاء وبابل والنجف), لذا كان من الطبيعي أن تبادر الحكومة للسماح للحشد بدخول قضاء النخيب والسيطرة عليه بالكامل, لذا من حق الحكومة, ان تسيطر على الموقع الاستراتيجي, دفعا للخطر.

شهور طويلة وتنظيم داعش يعيث فسادا في الانبار, يقتل أبنائهم, ويعتدي على نسائهم, مجازر حصلت في أكثر من مكان, من محافظة الانبار, وصمت مطبق من قبل مجلس المحافظة, لا يفعل شيء حتى اضعف الأفعال, وهو التنديد, لا يملك الشجاعة لفعله, لكن التهجم على الحشد, والشعور بالغيرة على الأرض, إن دخلتها قوات الحشد الشعبي, أمر محير, أننا أمام قوم ترضى بذل واهانة داعش, ولا أن تكون لشخص موالي لأهل البيت فضيلة عليه.

الأغرب إن شيوخ العشائر نفسها, تقبل بنزوح عوائلهم نحو محافظات الجنوب والوسط, وتطالب بدعم نازحيها في أراضي المحافظات الأخرى, وتطالب بقائمة طلبات لا تنتهي من أهل الجنوب, لكن ترفض بشدة أن يأتي الحشد الشعبي, للقضاء على من انتهك أعراضهم (داعش), تعامل متغطرس في زمن ضاعت كرامتهم وأعراضهم, نتيجة قبولهم أن يكونوا حواضن للقاعدة وداعش,

التهديد بقطع يد كل من يدخل المحافظة, وهو تهديد موجه لقوات الحشد الشعبي المبارك, يعني أنهم يملكون سلاح وعدة وجنود, وعندهم حسب التهديد ما يكفيها لحرب الحشد الشعبي والقوات الأمنية, أذن ماذا ينتظرون, لماذا لا يحررون محافظتهم من تنظيم داعش!

يتوضح هنا من خلال هذه المقدمات, أنهم يطلبون معونات وخدمات, مع الحفاظ على التنظيم الإرهابي, أي هنالك قبول كبير لديهم لبقاء التنظيم جاثم على صدورهم, حتى لو انتهك أعراضهم, لأنه يستشعرهم بقوة ضد الدولة, فيقبلون التعاون مع الشيطان, على عدم الانصهار في عراق ما بعد الدكتاتور صدام.

جانب مهم إن الملك السعودي سلمان, بدا يحرك الخيوط, لأحداث تأثير في المنطقة, السعودية الداعم الكبير لداعش في المنطقة, واليوم تريد جغرافيا عراقية بعنوان داعش, في عملية حربها لإيران, ومحاولة جعل العراق تحت التهديد المستمر, كي لا ينهض, لذا على شيوخ الغربية إن تنصاع للأمر السعودي, وإلا يتم إقصائهم, أو حجب المعونات السعودية عنهم.

الآمر الأهم هو الموقف الأمريكي, المعارض لدخول الحشد الشعبي للانبار, وتحريرها, وهو موقف أمريكي معلن, وهنا يأتي دور الدمى الانبارية, أن تجسده على الأرض, فتغرد بالنغمة الأمريكية, كي تمنع جهود العراقيين, من تحرير الأرض, لان الإرادة الأمريكية تتجه لإطالة عمر تنظيم داعش.

الغد سيكون أكثر إفصاحا, عن نوايا دمى الانبار, فالشطرنج الإقليمي يحتاج لحركة, من قبل اللاعب الخاسر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : أسرار النخيب الأنبارية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net