صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

هذا ما اتفق عليه حكام العراق..!
زيدون النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(أنا ولي الدم)، بهذه العبارة المشهورة أنهى المالكي فترة حكمه الثانية، والغريب أنه وبعد ثماني سنوات من الهرج والمرج الأمني، تذكر.. أنه ولي الدم.
حادثة الشهيد محمد بعيوي الأستاذ الجامعي والأكاديمي المغدور، ورغم أنها مست الوجدان الشعبي، إلا أنها تعتبر حادثة جنائية مثلها مثل كل الحوادث التي تشغل محاكمنا، ولو جردناها من صبغتها السياسية (الإنتخابية) لوجدناها.. صورة مستنسخة عن جرائم قتل شخصية، تحدث في كل العالم، مع أختلاف المسوغ والدافع.
لذلك.. نستغرب ربط دولته بدم الشهيد بعيوي، وهو الذي تنصل عن كل تلك الدماء التي زفتها ولايته العقيمة.
حال المالكي لم يخالف سابقيه، وإلى الآن لم يختلف عنه لاحقيه، فلا زلنا نشاهد حلقات مسلسل (أقتلونا وننتظر المزيد!).
منذ تأسيس الدولة العراقية والعراق يتسلح، وحكامه مصابون بداء العسكرة، والآن وبعد مرور ما يقارب مائة عام، نشهد واقعاً أمنياً مزرياً، يبعثر أجسادنا هنا وهناك، ولون الدم يطغي على شوارع إنسانيتنا.
بالحديث عن أمن العراق المفترض، نستذكر دولاً شهقت معالمها مع تشديد الإشارة، إلى أنها لم تعطي للعسكرة ما أعطاه العراق، لكنها تتمتع بأمن وأمان بتنا نحسدهم عليه، وهنا نجد أن مفعول عسكرة الحياة المدنية، لم تجلب أمناً وأضاعت أمماً.
منذ عشرينيات القرن المنصرم، والأسماء العسكرية تجول في أروقة الحكم، وهنا لا نجزم بأن الجميع تدرج في الكلية العسكرية، إلا أننا نجزم بأن من يفكر بالعسكرة، هو عسكري بالمنهج لا يختلف شيئاً عن نائب ضابط قديم، أشبع السرية جوراً وفتنه.
إذن أين هو الأمن الذي من المفترض أن نجنيه بعد عسكرة الدولة العراقية؟!
لم يفقه رؤساء العراق موضوعاً مهماً، يأتي إجابة لسؤال عرضي، من أين تؤكل الكتف؟ لذلك مشوا بعيداً عن ما يحقق الأمن لبلادهم، والذي من شأنه أن يثمر في القوة العسكرية العراقية.
هل يوجد الآن من (يتحرش) باليابان؟
الكوكب الياباني الشقيق، تعرض ومنذ فترة ليست بعيدة، للقنبلة الذرية (التي ربما نشاهدها قريباً) كمكرمة داعشية مستحدثة، وأبيد عسكرياً ومعنوياً، ثم تلا ذلك شروط تعجيزية على إنتاج الأسلحة أو أستيرادها، لكن في النهاية لا يوجد من (يتحرش) باليابان.
السبب بسيط جداً، هو تعامل الكوكب الصديق مع المشكلة بواقعية، بناء الإنسان والمجتمع الذي ينتج أمناً ومستقبلاً ودولة.
عسكرنا المجتمع بينما أغفلنا تعليمه، والإهتمام بصحته وبناه التحتية، لذلك كانت النتيجة مؤسفة، وهي البحث عن قائد عسكري فلا نجد!
هذا ما اتفق عليه الرؤساء، الانتقال بالمجتمع المدني إلى الحظيرة العسكرية، وكلنا نتمتع الآن بدراية أمنية، فيما يفتقدها شخص الرئيس.
أتفقوا على تشتيت الجهود فضاعت نتائجها، وعلى الأختيار الخاطئ للقادة العسكريين فخابت توقعاتهم، والعراق بين فكي الثعلب الطامع، لا يملك شيئاً إلا منازعة الموت البطيء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : هذا ما اتفق عليه حكام العراق..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net