العراق بلد الحجة ع غاب عنه وسيعود إليه ::حقيقة حتمية ::ونهاية تاريخية
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله المعصومين
منذ بداية التاريخ البشري كان العراق رامزا معرفيا وحضاريا اخترع اهله الكرام
الكتابة والتدوين واحتضنت تربته انبياء ومرسلين وعند مجيء الاسلام ارتبط قدر العراق به وصار رقما صعبا في معادلة الجميع
, إختاره علي ع ملاذا امنا في محنته بعد مقتل عثمان وفتنته ولم يكن اختيار علي /ع/
للعراق جزافا بل جاء وفق قراءة واعية ترمز الى قدسية المكان وشرافته
حيث قال ع في حق العراق
((العراق بها كنز الايمان وهم رمح الله يجزون ثغورهم ويكفون الامصار / يا اهل الكوفة انتم رأس العرب وجمجمتها وسهمي الذي ارمي به ))
ووصف ع اهل الكوفة بجبهة الانصار وسنام العرب ) 1 /نهج البلاغة
وعندما سئل الامام الصادق ع عن افضل البقاع بعد حرمي الله ورسوله قال ع الكوفة هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبين والمرسلين ..../
فتلك دلالات وتوازنات واعيات فيها استشراف لمستقبل العراق الذي سيحسم النهاية التاريخية البشرية بقيادة الامام المهدي ع /
العراق كان ولايزال مفصلا حيويا في العلم والثقافة والفكر وسيبقى كذلك بإذن الله فيه حكم علي ع بعدل الله تعالى وفيه استودع ذاته المقدسة ليأتمن عليها ,
اما الحسن ع فأحب العراق واستخلف فيه حكم ابيه ع وإن نزلت به نوازل الشر (شر الخذلان والخيانة )
والى العراق عاد الحسين ع مرة اخرى بعدما تركه قهرا عودة منحته الشهادة والفوز المبين في كربلاء المقدسة
والى العراق حن الامام الصادق ع وجاد عليه بعلومه ومعارفه الخالدة
وفي العراق اصطبر الامام الكاظم ع على محنته ونشر الجواد فقه وكلامه وذاع
للهادي /ع/ هداه ومقاومته للاعداء ثم للعسكري فيه قضية نصت على ولادة محمد المهدي ع
ومن هنا ارتبط قدر العراق مرة اخرى بقدر الحجة ع فعاش فيه احداث الغيبة الصغرى وواعلن منه بدء الغيبة الكبرى فمن هنا بدأت المحنة الحقيقية للامام المهدي ع وقصته الازلية
فالمهدي ع انسان معصوم يحمل هم البشرية و وظيفته إنقاذ البرية
مستسلم لربه فأطاع امره تعالى في الغيبة الظاهرية
فالمطلوب منا بحسب وضبط كل تلك الاشارات والحقائق التاريخية التأهب الجاد
والتسلح بالايمان والعلم والتقوى وخاصة في بلد الحجة ع العراق الحاضنة الحانية لاهل البيت ع والتي ستكون انشاء الله في نهاية المطاف ارض الفتح المبين ومركز القرار العالمي للناس اجمعين
وهذا بحد ذاته يفرض مسؤولية كبيرة علينا كأفراد معتقدين قطعا بالامام المهدي/ع/
وحتمية ظهوره الشريف ومن المعلوم روائيا أن جغرافية الاحداث المهدوية
تركز على العراق وتعتبره مركز الحدث والذي منه ستنطلق الفتوحات الحضارية
بعد تحريره من ايدي طغاة الوقت ومنه ستنطلق طلائع التغير وعصائب الحق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat