كل طيور العالم منذ ان خلقها الرب وإلى هذا اليوم لها لها فقط إثنان من الأرجل. ومن قال بغير ذلك فهو إما مجنون او واهم.
في التوراة وفي سفر اللاويين المتخصص بالحلال والحرام من الطعام، امر الرب موسى واخيه هارون قائلا : ((وكلم الرب موسى وهارون قائلا لهما : كلما بني إسرائيل قائلين : هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض : كل ما شق ظلفا وقسّمهُ، ويجتر من البهائم فإياه تأكلون . إلا هذه فلا تأكلوها)):
ثم يُعدد الرب انواع الحشرات والطيور إلى ان يقول : (( وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروهُ لكم. إلا هذا لا تأكلونهُ من جميع دبيب الطير الماشي على أربعٍ لكن سائر دبيب الطير الذي لهُ أربعُ أرجل فهو مكروه لكم. من هذه تتنجسون. كل من مس جثتها يكون نجسا إلى المساء. وكل من حمل من جثثها يغسلُ ثيابهُ ويكونُ نجسا إلى المساء)). (1)
أين هذا الطير، مالنا لم نسمع به أو نراه في متاحف التاريخ أو بين الاحفوريات الحجرية. حتى دارون في كتابه الطيور لم يذكر لنا ان هناك طير له اربع ارجل.
ولرب قائل يقول ان المقصود بها الحشرات ، فنقول له ان الحشرات لها ستة ارجل ، وسفر اللاويين نفسه ذكر الحشرات في فصل مستقل فقال : (( هذه منهُ تأكلون: الجرادُ على أجناسه، والدبا على أجناسه ، والحرجوان على أجناسه. والجندب على أجناسه ...................)).
فالنص ذكر الحشرات ولكن في حكم خاص بها وسمح بأكلها ولم يحرمها حتى الخنافس والعناكب والدبايات والحراجين .
ولكن الرب وضع هذا الطير العجيب ضمن قائمة الطيور المحرمة والتي منها : (( وهذه تكرهونها من الطيور، لا توكل : النسر والانوق والعقاب والحداة والباشق وكل غراب والنعامة والظليم والسافُ والباز والبوم والغواص والكركي والبجع والقوق والرخم واللقلق والببغا والهدهد والخفاش . وكل دبيب الطير الماشي على أربع)).
اذن الرب في هذا النص وضع هذا الطير العجيب في خانة الطيور وليس في خانة الحشرات ، وقال عنه بان له اربع ارجل ؟! (2)
هل هناك من يدلنا على هذا الطير. أم نقول أن الرب واهم ؟
في الانتظار.
المصادر ـــــــــــــــــــــ
1- سفر اللاويين 11: 20
2- طبعا ذهبت إلى كل التفاسير المسيحية فرأيتها تتجنب الخوض في تفسير هذا الفصل المتعلق بالطير ذو الاربعة ارجل إلا القس انطونيوس فكري في شرح الكتاب المقدس العهد القديم فقرة الطير ذو الاربع فقال : (وبذلك نفهم أن الجراد ينطبق عليه هذه المواصفات فهو له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران). طبعا لا ادري هل اختلط عليه الامر ففسر الطير بالجراد ففصل بين ارجله فجعلها اربعة في الامام ، وإثنان في الخلف ومع ذلك فهي ستة وليس اربعة ؟ والقس فكري يعرف ان الجراد مذكور ضمن قائمة الحشرات وليس ضمن قائمة الطيور.
ملاحظة جدا مهمة تنبه كاتب سفر التثنية إلى ان الطيور ليس لها اربع ارجل فقام بحذف كلمة (الطير الماشي على اربع ) فكتب في سفر التثنية 14: 18 هذا النص : (( واللقلق والببغاء على أجناسه، والهدهد والخفاش. وكل دبيب الطير ....... نجسُ لكم لا يؤكل)). فقام بحذف الارجل الاربعة . ولكنه وقع في خطأ اكبر نتيجة للارتباك ، فحرم كل دبيب الطير بصورة عامة . ولكن على ما يبدو ان كاتب هذا السفر متأثر بالاساطير اليونانية والاشورية والبابلية التي كانت تصور الثور المجنّح له اربع ارجل وجناحين ، وكذلك تصور الحصان المجنّح له اربع ارجل وجناحين ، والتنّين له اربع ارجل وجناحين وهكذا

التعليقات
يوجد 12 تعليق على هذا المقال.
اخي الطيب لو تأملت لما قلته أنا لما أوقعت نفسك في هذا الاحراج ، ولكن يبدو انك التهمت الوجبة ولم تنظر بما فيها .
انا لم اقل ان التنين طائر له اربع ارجل ، بل قلت ما يلي : انسخ الك النص بين قوسين : (( ولكن على ما يبدو ان كاتب هذا السفر متأثر بالاساطير اليونانية والاشورية والبابلية التي كانت تصور الثور المجنّح له اربع ارجل وجناحين ، وكذلك تصور الحصان المجنّح له اربع ارجل وجناحين ، والتنّين له اربع ارجل وجناحين وهكذا )). فقلت على ما يبدو ان كاتب النص تأثر بالاساطير البابلية التي كانت تصور الثور له اربع ارجل وجناحان والذي لايزال ماثلا للعيان إلى هذا اليوم في آشور وكذلك الحصان المجنح في الاساطير اليونانية وغيرها ....
هلا انتبهت إلى ذلك ؟
اما طلبك مني أن اذكر لك جميع الطيور التي خلقها الله منذ بدء الخليقة وحتى تاريخ انقراضها ، فهذا من اختصاص الرب الله الذي خلقها فاحصاها . طلب غريب .
يعني عنزة ولو طارت .
تحياتي
هل سمع كاتب المقال يوما عن التنين الطائر ذا الاربع ارجل ..؟؟؟ وهو يعتبر من الطيور ايضا ..!!!
عزيزي ...
لا تدعي على الكتاب المقدس ذورا لمجرد انك غير عالم او لست ذا معرفة بالامر ..
تحياتي ...
كيف لم تجدي ما أقوله عند ذوي الشأن ..وهو موجود في مقالكِ ؟!!
في نفس هذا المقال ؛ أنتِ ذكرتي رأي القس انطونيوس فكري
وهو قريب مما قلته أنا ^_^
اقتباس:
" طبعا ذهبت إلى كل التفاسير المسيحية فرأيتها تتجنب الخوض في تفسير هذا الفصل المتعلق بالطير ذو الاربعة ارجل إلا القس انطونيوس فكري في شرح الكتاب المقدس العهد القديم فقرة الطير ذو الاربع فقال : (وبذلك نفهم أن الجراد ينطبق عليه هذه المواصفات فهو له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران). طبعا لا ادري هل اختلط عليه الامر..."
فالقس لم يختلط عليه الأمر إنما كان يرى (ترابط الآيات) التي ذكرت دبيب الطير كما شرحت لكم
فالجراد هو المستثنى (بأنواعه الأربعة) من جميع دبيب الطير المكروهة
وسبب الاستثناء -كما ذكر- هو أن: له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران
فكيف تقولين انه استبعد أن تكون الحشرات هي المقصودة !
أليس الجراد من الحشرات ؟!
وهذه أسماء بعض العلماء الذين فسروا دبيب الطير بالحشرات :
1- القمص تادرس يعقوب
2- الأرشيدياكون نجيب جرجس
3- أوزوالد ت. ألِس
4- حلمي القمص يعقوب
يمكنكم مراجعة هذه الأسماء في هذا الرابط:
http://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/733.html
فكيف يكون هناك إجماع على عدم وجود هذا الطير !!
أما رفض القديس يوحنا الذهبي الفم؛ أن يكون الخفاش هو المقصود فهو رفض صحيح ^_^
وأنا أيضا لم أقل إن الخفاش من دبيب الطير ذي الأربع أرجل ^_^
كل ما أردته من ذكر الخفاش هو بيان أن موقعه في ذيل قائمة الطيور معقول ومناسب في التسلسل لما قبله وما بعده
أما حذف النص من سفر التثنية فلا أستبعد الحذف ولكن في نفس الوقت يمكن أن لا يكون محذوف ^_^
لأن الأحكام التي في اللاويين وردت في التثنية بشكل مختصر فقط مع بعض التغيير
وهذا الأسلوب (اسلوب الإختصار) موجود حتى في القرآن الكريم ..
فالقرآن يذكر مسألة أو قصة معينة في سورة ما ، ثم يذكرها مختصرة في مكان آخر أو بتفاصيل أخرى ...
الآيات في سفر التثنية تقول:
9 «وَهذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْمِيَاهِ: كُلُّ مَا لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ تَأْكُلُونَهُ.
10 لكِنْ كُلُّ مَا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ لاَ تَأْكُلُوهُ. إِنَّهُ نَجِسٌ لَكُمْ.
11 «كُلَّ طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ.
12 وَهذَا مَا لاَ تَأْكُلُونَ مِنْهُ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ
13 وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ وَالشَّاهِينُ عَلَى أَجْنَاسِهِ،
14 وَكُلُّ غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ،
15 وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ عَلَى أَجْنَاسِهِ،
16 وَالْبُومُ وَالْكُرْكِيُّ وَالْبَجَعُ
17 وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ وَالْغَوَّاصُ
18 وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ.
19 وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ نَجِسٌ لَكُمْ. لاَ يُؤْكَلُ.
20 كُلَّ طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ.
ما يهمنا هنا هو الآيات 19 - 20
فالآيات هنا اختصرت بعض التفاصيل مثل تعداد الحشرات الطاهرة وبعض التفصيلات مثل ذكر الأرجل والكراع وغير ذلك
كما هو الحال في اختصار بعض ألفاظ الآيات التي سبقتها
الآية 19 تعطي حكم عام لكل دبيب الطير بغض النظر عن عدد الأرجل وتقول أنه لا يؤكل
الآية 20 هذه الآية بمثابة الاستثناء لدبيب الطير الطاهر وجواز أكله ، طبعا هذه الآية ليست تكرار للآية رقم 11 إنما لها مقصد آخر متعلق بالآية 19 ، وهذه هي مشكلة الترجمات والتفسيرات المختلفة للكتاب المقدس كما ذكرت سابقا
عند الرجوع لبعض الترجمات لهذا المقطع من سفر التثنية في لغات أخرى
نجد أن الآية 20 مختلفة في ألفاظها عن الآية 11 مع أنها في النسخة العربية بلفظ واحد كما هو واضح في الأعلى
نأخذ نفس المقطع في بعض الترجمات الانجليزية :
11 Of all clean birds you may eat.
12 But these are the ones which you shall not eat: the eagle, the vulture, the ospray,
13 The buzzard, the kite in its several species,
14 The raven in all its species,
15 The ostrich, the nighthawk, the sea gull, the hawk of any variety,
16 The little owl, the great owl, the horned owl,
17 The pelican, the carrion vulture, the cormorant,
18 The stork, the heron of any variety, the hoopoe, and the bat.
19 And all flying insects are unclean for you; they shall not be eaten.
20 But of all clean winged things you may eat.
https://www.biblegateway.com/passage/?search=Deuteronomy%2014&version=AMP
نلاحظ هنا أن الآية 20 في هذه الترجمة استخدمت لفظ ( لكن but ) بينما في النسخة العربية التي في الأعلى ، لم تذكر هذا اللفظ ، وهذا اللفظ يبين الربط مع الآية السابقة كما هو واضح
كما نلاحظ أن الآية اختلفت في ألفاظها مع الآية رقم 11
ونلاحظ أيضا الآية 19 ذكرت الحشرات الطائرة flying insects بشكل واضح ^_^
ترجمة الآيتين:
19 وجميع الحشرات الطائرة هي نجسة لكم. انها لا تؤكل.
20 ولكن جميع الأشياء المجنحة الطاهرة بإمكانك أن تأكل.
ملاحظة: كلمة but تأتي بمعنى إلا ، لكن ، غير ، ما عدا ....
أكرر وأقول أنا لا أنكر الحذف في هذا الموضع
ولكن لا يمنع أن يكون لهذا التغيير أو الحذف وجه صحيح وهو الإختصار كما ذكرت
وأعتذر على الإطالة ^_^