ماذا فعلتم أيها الحمقى؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لكل شعب من شعوب العالم عاداته وتقاليده وطقوسه الدينية حتى قيل أن (لكل معبد طقوسه)، وهذه العادات والتقاليد الأجتماعية والطقوس الدينية تشكل جزء هاما من البنيان الأجتماعي والقومي والديني والمذهبي والأثني لذلك الشعب، ومن الطبيعي أن هذه العادات والتقاليد والطقوس الدينية تكون متوارثة عبرمئات بل آلاف السنين!.والذي قد نراه غريبا ويأخذنا العجب منه في تقاليد وعادات وطقوس أي شعب من شعوب العالم، هم يرونه امرا عاديا وليس فيه ما يثير الأستغراب!. فمثلا الزائرلبلاد الهند (بلد العجائب والغرائب)! سيأخذه العجب العجاب عندما يرى مجموعة من الهنود تسير خلف بقرة!! وهم يتلون الصلوات والأدعية! وتكون غرابته أكبر عندما يراهم يتباركون بروث تلك البقرة بوضعه على رؤوسهم ووجوههم!!، كما يوجد في الهند من يعبدون الفار!! ويقيمون لها النذور والشذور ويوقدون لها الشموع ويشعلون البخور!!.المهم في الأمرهو انه على زائر تلك البلدان أن يحترم عادات وتقاليد وطقوس تلك البلدان!! وقيل في أمثلتنا الشعبية (يا غريب كن أديب).فمثلا لا يستطيع الأوربي الزائر الى احد البلدان العربية أن يقبل صديقته أو حبيبته بكل( أريحية )!! امام الناس كما في بلدانهم، ولنتخيل ماذا سيحدث لو أن أحد السياح ومعه حبيبته أو صديقته وهو يتمشى في أحد أسواق الكاظمية على سبيل المثال يتوقف فجأة ليطبع على شفتيها قبلة حارة أمام المارة؟!!. خلاصة القول: الذي يكون عندنا نحن العرب المسلمون من عادات وتقاليد وطقوس دينية أمرا طبيعيا، قد يراه الأوربيين أمرا فيه الكثير من الغرابة!! والعكس صحيح. أردت بعد هذه المقدمة أن أعلق على حادث الأعتداء على المهندس البريطاني صاحب شركة (شلمبركر) التي تعمل في حقل الرميلة النفطي من قبل مجموعة من العراقيين (الشيعة) المتطرفين المتشددين والمغالين في طقوسهم الدينية!. المهندس الآن يرقد في المستشفى وحالته الصحية حرجة!، وهناك اخبار تقول انه مات نتيجة الضرب القاسي واللاأنساني الذي تعرض له!. بريطانيا من جانبها ولحد كتابة هذه السطور لم يصدر منها أي تعليق (الله يستر فهذه بريطانيا أصل كل مصائبنا ومآسينا!!) وكل ردت الفعل أزاء ما حدث لحد الآن هو ان الشركة أقفلت عملها وغادركادرها البالغ 350 موظف العراق!!.وقبل التعليق على حادث الأعتداء وتداعياته المستقبلية المتوقعة على العراق سياسيا وأقتصاديا والأنطباع الذي تركه أو سيتركه لدى العالم لاسيما وأن الفلم تناولته كل مواقع التواصل ووسائل الأعلام على أختلافها،لا بد هنا من الأشارة والأشادة بنفس الوقت بموقف سماحة السيد مقتدى الصدرالذي سارع الى تقديم الأعتذارمنتقدا بشدة مثل هذا التصرف قائلا(لقد كانت أسائتكم أكبر، مذكرهم بحادثة قتل العالم المستبصر الشيعي المصري من قبل المتشددين السلفيين بمصر، قائلا لهم فبماذا أختلفتم عنهم وأنتم تضربون هذا المهندس البريطاني؟!) ونقول هنا:
1- ان مثل هذا التصرف الأحمق سيفتح على العراق أبواب وأبواق كثيرة نحن في غنى عنها، لا سيما وأن العراق يعيش حالة من الفوضى والأنفلات الأمني وعدم المركزية وغياب القانون وضياع هيبة الدولة، وأن مثل هذا الحادث بقدر ما يؤكد حالة الفوضى وغياب الأمن فأنه سيسيء الى صورة العراق أكثر مما هي سيئة في نظر العالم!!.
2- أن تصرف هؤلاء الحمقى هو بقدر ما فيه أساءة الى الطقس الديني الحسيني الطاهر فيه أساءة أكبر الى الدين الأسلامي الحنيف المتسامح وأرى أن مثل هذه التصرفات هي هدية مجانية قدمها هذا النفر الضال على طبق من ذهب لأعداء الدين الأسلامي واعداء العراق، وأمرا طبيعيا ان مثل هذه التصرفات تعطي انطباعا سيئا على صورة الأسلام الحنيف والمسلمين مهما كانت المبررات لا سيما ان أعداء الأسلام يقولون بأن الأسلام أنتشر بالسيف وبالقوة!!؟ وتأتي مثل هذه التصرفات لتؤكد ذلك الأعتقاد والفهم الخاطيء الذي تحاول ترسيخه الدوائر الصهيونية في الأوساط الأعلامية العالمية بأن الأسلام جاء بقوة السيف وما المسلمين ألا ثلة من القتلة والجزارين!!.
3- أن واحدة من اسباب عدم قدوم الشركات الأجنبية بمختلف تخصصاتها للأستثمار في العراق أضافة الى الفساد المالي وعدم شفافية قانون الأستثماروالألية الأدارية المعقدة في دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية، هو حالة الأنفلات الأمني في العراق، فالمعروف أن رأس المال (جبان) ويحتاج الى بيئة آمنة لكي يعمل ويستثمر، ومن الطبيعي أن مثل هذه التصرفات والمواقف ومشاهد العنف ستزيد من أحجام الشركات من القدوم للعراق، لا سيما وأن هذا الفلم انتشر على كل مواقع التواصل الأجتماعي كما ذكرنا آنفا.
4- ان منظمات حقوق الأنسان ستجد في هذا الحادث ضالتها لتقلب الدنيا ولا تقعدها على العراق!، لا سيما ما عرف عن هذه المنظمات الدفاع عن الحقوق الأنسانية حتى للأرهابيين!!، فما بالك ماذا سيكون رد فعلها وتعليقها هذه المرة عن الحق الأنساني للمهندس البريطاني؟!!.
5- الملفت للأنتباه ان الفلم لم يظهر نهائيا أية أساءة صدرت من قبل المهندس البريطاني لصورة العلم الحسيني؟! سوى انه أوقف السيارة وأنزل من (البنيد) العلم الذي فيه صورة الأمام الحسين (ع) ونظر أليه ورتبه بكل أدب وهدوء ووضعه في السيارة!؟. وهنا لابد من الأستنتاج أن تصرف المهندس البريطاني نابع من الخوف! لأستهدافه من قبل تنظيمات القاعدة التي تستهدف المواكب الحسينية، وحسب ما نقل لي احد الأصدقاء الذي يسكن أقربائه في (طوز خرماتو) أن تهديدات وزعت الى أهالي المدينة بأن البيت الذي يرفع علم وصورة الحسين سيتم تفجيره!! وبالفعل تم تفجير أحد البيوت!.
6- لا يجوز أن نفرض طقوسنا الدينية على الأجانب مهما كانت قدسية تلك الطقوس، ولم يكن هناك من سبب لوضع صورة الأمام الحسين (ع) على سيارة الشركة الأجنبية؟!!.
7- أن ماقام به هذا النفر الضال لا يمت الى أخلاق الأئمة الأطهار (ع) بشيء بل فيه مغالاة وأكراه طالما حذر منه الأئمة الأطهار (ع). ولو كان هؤلاء الحمقى يعرفون أخلاق الأئمة الأطهار (ع) بصدق وعلى حقيقتها لما فعلوا ذلك؟! وكان عليهم أن يتذكروا حادثة أستشهاد الأمام علي بن أبي طالب (ع) الذي ضربه عبد الرحمن بن ملجم وهو يصلي وكيف أوصى الأمام ولديه الحسن والحسين عليهم جميعا أفضل السلام بعدم ضرب عبد الرحمن بن ملجم بعد أن ألقي القبض عليه؟! بل أوصاهم بأن يطعموه من نفس طعامهم وشرابهم!، قائلا لهم أن مت فضربة بضربة! لأنه ضربني مرة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت أخي رسول الله (ص) نهى عن التمثيل حتى ولو بالكلب العقور!وأن شفيت فأنا سأقتص منه!. أية أخلاق كبيرة وعظيمة هذه ياسيد الأئمة وامام العدل والتقوى! فأين أنتم أيها الحمقى والجهلاء من خلق الأئمة الأطهار وهل من العدل والحق والأنصاف أن تحسبون على شيعة الأمام علي وولده الحسين عليهم أفضل السلام، الا قبح الله فعلتكم المرفوضة هذه التي أساءت الكثير للعراق وللأسلام الحنيف وللطقس الحسيني الرائع الطهور.
أخيرا أذكر هؤلاء الحمقى المغالين الكذابين ومن يناصرهم على فعلتهم هذه! بقصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب وهو يخاطب الأمام علي (ع): لو جئت اليوم لحاربوك الداعون أليك وسموك شيوعيا!!!.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء كرم الله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat