كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

عندما النهار صرخ

 خرجت من جحورها خلسة حين أعلن الفرح وملكت الدهشة قلوب الملائكة وهي تهمس للشمس بعد أن توارى الذئب الذي أثار بمخالبه الفزع , ومن كانت تخشاه عند بعد ,وتسلقت أشجاره  ببركات من تتبع, وخطوات مزيفة تمسح غبارها بصليب أمي وعشقها للتراب , وأعلنت الوصايا بدموع الثكالى ومديح العاهرة , ومن دفعته ريح المصاهرة , لتسرق البسمة بثياب رثة يقشعر منها البدن تقرض ما زرع , وتجز الصوف جزا , يدها الموبوءة بالعاهة امتدت لتحطم القيثارة . 
*
 في الأزقة أشتدّ الصخب وتقهقر الفرح , طعنوا الزهور, امتدت شباكها لتصطاد من غفل , صبيانها رفعوا الحراب , تنابزوا على ما ملئ الطبق ووضعوا أقفاص للخراف ,هشموا قناني الخزف  وضعوا المئذنة فوق الزقورة لتقول إني عرشها , وعلى النوافذ الصدئة أسدلوا الستائر كي لا تفوح الرائحة ومنها يسترقون السمع بخشية لنشيد الأرض الذي افقدهم الصواب فرفعوا بوجهه الرماح , وأصبحت كجحورهم  رطبة مقززة تملئها القذارة وما سال من الدماء, وكما شاءوا لها أصبحت مقطعة الأوصال تبكي الخراب .
*
فقدت الألفة , هجرت الغناء وبأسنانها بعثرت التراب , علا مرة أخرى نباح الكلاب تتبعها الجراء ,تطارد من أعلن انه جاع  ومن أشار إليها بيده إن روائحها مقززة الأنفاس . انتشر البعوض وملئ سرير المودة , هجرت الطيور الواحة , والوحل امتد أكثر . صرخ النهار ,  فزعت تهمس للشحاذ أن يبسط يده , أن ينطق للرغيف ما توعدت به الجرذان, لكن الريح بعثرت القارب ومزقت شراعه لتكشف عورة الجرذ مهددة بالفناء وصخبها المقبل , بهلاك الملثم وزيف مساعيه , معلنة نهاية اللعبة   . 
 
طباعة
2011/03/07
3,652
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!