• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عندما النهار صرخ .
                          • الكاتب : محمد نوري قادر .

عندما النهار صرخ

 خرجت من جحورها خلسة حين أعلن الفرح وملكت الدهشة قلوب الملائكة وهي تهمس للشمس بعد أن توارى الذئب الذي أثار بمخالبه الفزع , ومن كانت تخشاه عند بعد ,وتسلقت أشجاره  ببركات من تتبع, وخطوات مزيفة تمسح غبارها بصليب أمي وعشقها للتراب , وأعلنت الوصايا بدموع الثكالى ومديح العاهرة , ومن دفعته ريح المصاهرة , لتسرق البسمة بثياب رثة يقشعر منها البدن تقرض ما زرع , وتجز الصوف جزا , يدها الموبوءة بالعاهة امتدت لتحطم القيثارة . 
*
 في الأزقة أشتدّ الصخب وتقهقر الفرح , طعنوا الزهور, امتدت شباكها لتصطاد من غفل , صبيانها رفعوا الحراب , تنابزوا على ما ملئ الطبق ووضعوا أقفاص للخراف ,هشموا قناني الخزف  وضعوا المئذنة فوق الزقورة لتقول إني عرشها , وعلى النوافذ الصدئة أسدلوا الستائر كي لا تفوح الرائحة ومنها يسترقون السمع بخشية لنشيد الأرض الذي افقدهم الصواب فرفعوا بوجهه الرماح , وأصبحت كجحورهم  رطبة مقززة تملئها القذارة وما سال من الدماء, وكما شاءوا لها أصبحت مقطعة الأوصال تبكي الخراب .
*
فقدت الألفة , هجرت الغناء وبأسنانها بعثرت التراب , علا مرة أخرى نباح الكلاب تتبعها الجراء ,تطارد من أعلن انه جاع  ومن أشار إليها بيده إن روائحها مقززة الأنفاس . انتشر البعوض وملئ سرير المودة , هجرت الطيور الواحة , والوحل امتد أكثر . صرخ النهار ,  فزعت تهمس للشحاذ أن يبسط يده , أن ينطق للرغيف ما توعدت به الجرذان, لكن الريح بعثرت القارب ومزقت شراعه لتكشف عورة الجرذ مهددة بالفناء وصخبها المقبل , بهلاك الملثم وزيف مساعيه , معلنة نهاية اللعبة   . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3867
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30