((النفيليم)) .قبيلة ابادون الملائكية تُنتج جيلا من الأشرار.معلومة قد تفيدك .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

في نص غير متجانس يجمع بين المادة والروح ليُنتج شكلا هجينا ثالثا يكون سبب كل الويلات التي تمر على الأرض وساكنيها تقول التوراة بأن الله الرب خلق خلقا كثيرا نثره على أديم كونه وفضاءه الفسيح وجعل لكل مخلوق دور يؤديه كجزء من حركة الكون المتجددة .ومن بين هذه المخلوقات الملائكة فجعلهم على شكل (ربوات) مجاميع أو قبائل لهم قدرات خاصة ولكل ربوة او قبيلة عملها الذي تقوم به وقد ورد في ادبيات المسلمين وادعيتهم ذكرٌ لذلك كما في الصحيفة السجادية حيث يقول : ((و قَبَائِلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ ، و أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ و الشَّرَابِ بِتَقْدِيسِكَ ، و أَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أَطْبَاقِ سَمَاوَاتِكَ)).
وكان من بين قبائل الملائكة هذه ربوة أو قبيلة (ابادون) التي جاء ذكرها في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 11 ((وَلَهَا مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكًا عَلَيْهَا، اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «أَبَدُّونَ»، وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ «أَبُولِّيُّونَ)) وكان أبدون رئيس قبيلة مرعبة موكلة بعذاب الناس كلهم جميعا (( إلا اللذين يحملون ختم الرب على جباههم)) .
تصف التوراة شكل قبيلة (أبدون) بأنهم على شكل الجراد ، كما في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 7 ((وَشَكْلُ الْجَرَادِ شِبْهُ خَيْل مُهَيَّأَةٍ لِلْحَرْبِ، وَعَلَى رُؤُوسِهَا كَأَكَالِيلَ شِبْهِ الذَّهَبِ، وَوُجُوهُهَا كَوُجُوهِ النَّاسِ. وَكَانَ لَهَا شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسَاءِ، وَكَانَتْ أَسْنَانُهَا كَأَسْنَانِ الأُسُودِ، وَكَانَ لَهَا دُرُوعٌ كَدُرُوعٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَصَوْتُ أَجْنِحَتِهَا كَصَوْتِ مَرْكَبَاتِ خَيْل كَثِيرَةٍ تَجْرِي إِلَى قِتَال. وَلَهَا أَذْنَابٌ شِبْهُ الْعَقَارِبِ، وَكَانَتْ فِي أَذْنَابِهَا حُمَاتٌ وَلَهَا مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكًا عَلَيْهَا، اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «أَبَدُّونَ»، وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ «أَبُولِّيُّونَ)).
وأبدون وهو من ارسله الرب ليجمع التراب ليخلق منه طينة آدم وكنتيجة لذلك اصبح مهيبا لدى الملائكة والشياطين وكافة المخلوقات. ولكن هذا المخلوق لم يصمد كثيرا اذ اخذه الزهو بنفسه فسقط من عين الرب واصبح له دور تخريبي يعتمد فيه على مجموعته البشرية الممسوخة التي ولدت من تزاوج قبيلته بنساء البشر وعلامتها انها لا تحمل ختم الرب على جبينها .
بعض دارسي الانجيل يقولون ان أبدون هو المسيح الدجال وهو من سيجمع الناس الى وادي خوسابات المذكور في الانجيل في نهاية العالم ليصطدم بقوتين عظيمتين لا قبل له بها هما يسوع والقائم ، ولكنه قبل أن يموت يُسخر اتباعه (النفيليم) الذين يعيشون بالقرب من البحر الاحمر الذين لم يملكوا السمة على جباههم ولا يسجدون على التراب ، فيُحارب هؤلاء يسوع والقائم حرب لا هوادة فيها فيكونوا لقمة سائغة لسيفه البتار.
من بين قبائل أبدون هناك قبيلتان شريرتان أيضا وهما ربوت أو قبيلة (رقب) و ربوة (رهب) وهما نوع من الملائكة تزوجت من نساء آدميات وانجبت خلقا متوسطا بين البشر والملائكة او الجن اسمهم النفيليم (اليهود) كانوا مصدر الشر في الارض. وقد تحدث عنهم كتاب اليوبيلات اليهودي كثيرا واعتبروهم هم ابناء الله المتحدرين منهم . ففي كتاب انوخ فان رئيس قبيلة الرقباء يدعى سميازا وانهم ارسلوا الى الارض لغرض مراقبة البشر ولكنهم سقطوا من رحمة الله حين عشقوا بنات البشر. وهم الذين علموا الناس الفلك والتنجيم والسحر وصناعة الأسلحة وعلموا النساء التبرج. وان ابناءهم النفيليم عاثوا في الارض فسادا كبيرا فارسل الرب الطوفان لإغراقهم ولكن النفيليم لا يزالون على الارض برغم الطوفان لأنهم ببساطة كانوا يختبؤون في دماء اخيار البشر (يخرج الخبيث من الطيب)
فماذا تقول التوراة عن هذا التزاوج الغريب الذي انتج جيل الاشرار؟
سفر التكوين 6: 2 ((وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،
أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
فَقَالَ الرَّبُّ: دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ ظُلْمًا. فَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ)).
فكما أن الرب قضى على قوم لوط ، ولكن اتباع هؤلاء لا يزالون يملأون الدنيا بشذوذهم إلى يوم الناس هذا، هكذا كان النفيليم اتباع ابدون وابناء رهب مسخ تزاوج أبناء الله الملائكة بالبشر لازالوا يتسللون عبر جيناتهم ويتناسلون ويتكاثرون حتى يأتي يوم الحصاد الأكبر حيث يقضي عليهم من ادخرهم الرب لذلك اليوم يسيّ والقائم ليسودا على الامم .
فلينظر كل إنسان إلى أعماله وسلوكه ويُراقب أفعاله فلربما هو من ((النفيليم)) الأشرار وهو لا يدري هؤلاء الذين لا يُراعون حرمة اخوانهم من البشر فيُمعنون فهم قتلا وذبحا وتدميرا وينتهكون حتى امواتهم ومقدساتهم ولا يهمهم ذبح الاطفال وقتل النساء وشق بطون الحوامل وارتكاب عظائم الامور وجسيمها . هؤلاء هم ((النفيليم)) مع انهم على هيئة صورة البشر ، إلا أن عندهم حقد عجيب على البشر جميعا ممن يقع خارج دائرة نفوسهم المريضة.
هذه هي قصة أبادون ونفيليم التي لم يجرؤا احد على تفسير السفر الحامل لأسرارها وإن كان في جعبتي المزيد ولكن تعوزني المصادر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat