صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

سؤال برئ جرّني إلى بحث مريع . هل المزبلة هي الفردوس ؟؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الموضوع متشابك ولكنه واقع نراه ونقرأه كل يوم في العهد الجديد (الانجيل) وقد تغافل عن تفسيره ( علمائنا) علماء المسيحية برمتهم متحاشين المرور عليه ، ولكنهم يقرأونه على عامة الناس لكي يُثبتوا لهم بأن المسيحية ( متسامحة) ولكنهم من خلال هذا النص يُثبتون بأن المسيحية مأوى كل مجرم محترف وانها مكان اللصوص والقتلة والسرّاق وأهل الخيانات وأنها بالاستشهاد بمثل هذه النصوص تُبرر للمجرمين اعمالهم. 

من عادتي أن لا انتقد الشيء وانا اسمع له تفسيرا منطقيا من (الآباء) ولكني عندما أرى تعمدا جنائيا لإخفاء الجهل الفاضح بمعاني الفقرات المقدسة للإنجيل اتعمد وضع الحقيقة وهذا جزء من عمليات الإصلاحات التي بُعث من أجلها كل الانبياء والمصلحين وماتوا من أجلها ، حتى لولم تعجب الحقيقة البعض ولكنها تبقى حقيقة ناصعة رغم انوف المعاندين.

سؤال برئ جرني إلى بحث مريع . كيف يدخل المسيحيون الفردوس؟ 

قلت له : يا قداسة الأب ما فائدة ((التعميد بالماء))؟ 

قال : التعميد هو بوابة الدخول إلى ((الفردوس)) وولوج الملكوت الأعلى. 

قلت له : كيف ؟ 

قال : لأنه يُطهرنا من الذنب الذي ارتكبه أبوانا الأولين. 

قلت له : وهل هو ضروري إلى هذه الدرجة ؟ وماذا عن الاشخاص الذين لم يُعمّدوا ماهو مصيرهم ؟ 

قال: سيبقون في المطهر (البرزخ) ولا يلجون ملكوت السماء ولا يرون الفردوس وإذا كانوا مجرمين سوف يُرمون في ((الجهنا)). (1)

قلت له : ولكن المجرم الخطير الذي صُلب مع يسوع ((لم يُعمد بالماء)) ولكن يسوع قال له سوف تكون اليوم معي في الفردوس . فكيف يكون ذلك وهذا المجرم حسب رواية الانجيل بقى إلى آخر يوم حياته مجرما لصا قاتلا لم يؤمن بيسوع ولا برب يسوع ولم يُعمد؟. هل دخل المجرم الجنة بجميع خطاياه وحاملا معه خطية ابويه الأولين آدم وحواء ؟ 

قال : أن الرب أعطى يسوع امكانية الغفران واسقاط التعميد عمن يشاء!! 

قلت له : هل هناك نص في الانجيل يدعم قولك ؟؟ ولكن المعروف أن يسوع لم يستثني حتى نفسه من التعميد فتعمد في نهر الاردن على يد يوحنا (2)، فكيف يُسامح غيره على شيء فرضه الرب عليه فرضا؟ ولم يُسقطه عنه ؟

سكت !!!!!!!!!!!!!!!!!.ثم قال سآتيك بالجواب. 

نصٌ فيه ارتباك مريع . 

التفت يسوع وهو على الصليب إلى اللص الذي صُلب معه فقال له : ((الحق أقول لك . اليوم ستكون معي في الفردوس)). (3) 

لم يكن هذا صحيحا لسببين 

السبب الأول : أن هذا النص تم وضعه لإعطاء قصة الصلب بعدا يجعلها حقيقة وهي وهم . 

لقد كان المجرم المعدوم مجرما بامتياز لصا قاطعا للطريق تسبب في مقتل ناس كثيرين وسلب أرواحهم واموالهم واحدث الرعب في اجزاء كبيرة من الامبراطورية الرومانية فصلبوا يسوع بين لصين اهانة له . فهل استوفى هذا المجرم القاتل المطالب والشروط التي تؤهله لصعود السماء ودخول الفردوس ؟ فمن أهم هذه الشروط هو أن الداخل إلى السماء يجب أن يكون ((معتمدا بالماء والروح القدس معا)). (4) اضافة إلى الشروط الأخرى وهي : الايمان بالرب الله ويسوع ، ثم الاستقامة والصدق والرأفة وأن يموت على الايمان. 

الأمر الثاني وهو الأهم ! هل كان يسوع صادقا مع المجرم عندما قال له : (( اليوم ستكون معي في الفردوس؟)) يسوع في هذا النص يؤكد بأن اللص سوف يكون معه ((اليوم)) في الفردوس ولكن يسوع بعد ((موته)) على الصليب لم يذهب إلى الفردوس لا بروحه ولا بجسده ولم يصعد إلى السماء في ذلك اليوم بل بقى على الأرض ثلاث وأربعين يوما قبل أن يصعد إلى السماء (5) حسب رواية الانجيل نفسه . فمن المستحيل أن يكون المجرم معه في الفردوس فلم يُبين لنا الانجيل حال هذا المجرم بعد اعدامه وما هو مصيره. وكل ما نعرفه أن اللصوص والمجرمين الذين يتم صلبهم تُرمى جثثهم خارج اسوار المدينة في مكان رمي النفايات (المزابل) لتأكلها الكلاب نكاية بهم وتأديبا لغيرهم. فهل كان مكب النفايات (المزبلة)هو الفردوس المقصود؟ وعلى هذا الأساس فإن كل من يموت ضمن تداعيات هذا النص سوف يكون في مزابل العذاب. لأن الفردوس ليس خان جغان. 

 

المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــ

1- عندما يذكر الانجيل (الجهنا) وحدها غير مقترنه بشيء فهو يقصد مكان خارج اسوار المدينة تُلقى فيه مزابل الناس ونفايات المدينة ثم تُحرق بالنار لتفادي الرائحة الكريهة.

2- قال يسوع كما في إنجيل متى 3: 11 ((أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ)) ثم تعمد في نهر الاردن : ((حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ)). إذن نستدل من ذلك انه حتى يسوع النبي ـ ابن الله ـ لم تنفتح له السماء حتى تعمد بالماء ، فكيف دخلها لص قاتل سارق أعدم بسبب جرائمه.؟ 

3- إنجيل لوقا ، الاصحاح 23 : 43. 

4- كما في انجيل يوحنا الاصحاح 3 : 3 ـ 5 .حيث يشترط الانجيل ذلك فيقول : ((إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله )). 

5- كما في سفر أعمال الرسل الاصحاح الأول : 1 ـ 9 : (( وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله )) اضافة إلى ثلاث أيام بقى فيها رهين القبر مغمى عليه حسب الرواية إلى أن جاء من ازاح الحجر واخرجه. —


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/13



كتابة تعليق لموضوع : سؤال برئ جرّني إلى بحث مريع . هل المزبلة هي الفردوس ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي محسن محمد ، في 2013/07/07 .

(جهنا) وهي ما جهنم المذكوره في القران الكريم وهي نار كبيره نارها سوداء يعذب الله بها الكافرين يوم القيامه وهذا النار عميقه جدا واستند في قولي هذا على قصه سمعتها من احد علماء الدين ان النبي محمد(ص) كان جالس هو واصحابه فسمعو صوت دوي فقالو ما هاذا يا رسول الله قال هذا صوت حجر رمي في نار جهنم يوم خلقت والان وصل الى قعرها فاصدر هذا الدوي عند ارتطامه بقعرها

• (2) - كتب : عبد الامير الصغير ، في 2013/06/29 .

السلام عليكم
ان الجميع يبحث عن الحق والحقيقة وما اجمل ان يظهر الباحث علمه حتى لو كان ضد عقيدته ليعرف الناس اين ليتبعة. جازاك الله خير الجزاء في الدنيا والاخره . مع جزيل الشكر




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net