كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

(( التكفيريين - غباء- جهل -عمى وخلط بين السيدة نرجس ام الامام عج وبين نصوص بالعهد القديم ترحيل واقحام للنصوص في غير محلها ))


 جهل تكفيري - غباء عمى فكري وترحيل مفاهيم و خلط بين السيدة نرجس ام الامام الحجة عج وبين صفة لنص بالعهد القديم نرجس ابنة شارون !!!! وسوسنة الاودية وهو قصيدة غزل وردت باسم نشيد الانشاد

الإصلاح الإلهي ووعد العدل والحق في الشرائع السماوية
فكرة الإصلاح الإلهي هي أحد أرقى المبادئ التي جمعت عليها جميع الشرائع السماوية حيث جاء الأنبياء والمصلحون ليذكّروا البشر بمسؤوليتهم تجاه الأرض والخلق ويقيموا العدل بعد أن ضلّت البشرية هذا الإصلاح ليس مجرد دعوة أخلاقية بل هو اللطف الإلهي الذي فرضه الله على نفسه للبشرية الذي يطال الأرض والناس على حد سواء ويعيد التوازن بعد الفساد والظلم فقد قال تعالى في كتابه الكريم مخاطبًا داود عليه السلام "يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ..." في هذه الآية تتجلّى المسؤولية الإلهية للبشر العادلين على الأرض وهي فكرة متكررة في جميع الأديان في التوراة يظهر وعد الله بمحاكاة نسل داود لإقامة العدل وفي الإنجيل يُنتظر المسيح المخلص ليحقق السلام وفي الإسلام يظهر المهدي المنتظر ليقيم حكم الله ويطهر الأرض من الظلم هذا الخط المستمر يعكس مبدأ إعادة الحياة والعدل إلى الأرض الميتة أو الضالة ونشر الرحمة الإلهية بين البشر وهو ما يربط بين جميع الرسالات السماوية
الآية التي استندت إليها الشبهة تقول "أنا نرجس شارون وسوسنة الأودية" (نشيد الإنشاد 2:1) والنص العبري الأصلي: אֲנִי חֲבַצֶּלֶת הַשָּׁרוֹן שׁוֹשַׁנַּת הָעֲמָקִים (Ani ḥavatzelet ha-sharon, shoshanat ha-amakim) التحليل اللغوي يشير إلى أن ḥavatzelet (חבצלת) تعني زهرة برية أو نبتة عطِرة أحيانًا تترجم "نرجس" أو "سوسنة" وليست اسم شخص وha-sharon (הַשָּׁרוֹן) اسم منطقة في فلسطين وليس نسبًا أو اسم عائلة وshoshanat ha-amakim سوسنة الأودية وصف شعري للنباتات الجميلة في المنخفضات النص إذن عبارة عن تشبيه شعري للعروس نفسها بالزهرة الجميلة المتواضعة في الطبيعة وليس تعريفًا باسم امرأة سفر نشيد الإنشاد قصيدة حب رمزية العروس تمثل شعب إسرائيل في اليهودية والكنيسة في المسيحية والعريس يمثل الله أو المسيح لا توجد أي إشارة إلى جارية ملك أو ولادة نبوية
تزعم الشبهة أن الآية تشير إلى امرأة تُدعى نرجس جارية للملك داود وأنها ستلد الملك الداودي المنتظر أو المهدي أو المسيح الدجال ويستدلون على التشابه اللفظي بين كلمة "نرجس" في النص واسم "نرجس" في الروايات الشيعية والرد العلمي واللغوي يظهر أن كلمة "نرجس" تصف زهرة وليست اسم شخص و"شارون" اسم منطقة في فلسطين والنص يتحدث عن تشبيه أدبي للعروس وليس ولادة ملك داودي والنص لا يشير للمسيح المنتظر سبب ظهور الشبهة يعود لترجمات عربية قديمة استخدمت "نرجس" للنبات ثم أُسيء تفسيرها وارتبطت لاحقًا برواية "نرجس أم المهدي" وهو ترحيل خبيث و خلط لفظي فقط وليس نصيًا أو تاريخيًا
النبوءات الحقيقية عن ابن داود تظهر في نصوص أخرى مثل إشعياء 11:1 "ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله" وإرميا 23:5 "ها أيام تأتي وأقيم لداود غصنًا بارًا فيملك ملكًا ويفعل حكمًا وعدلاً" هذه النصوص تشير إلى مخلّص من نسل داود الذكوري ولا تذكر اسم الأم أو أي شخصية باسم نرجس
في الروايات الشيعية اسم الأم نرجس بنت يشوع بن قيصر ملك الروم ألقاب أخرى ريحانة ومليكة نسبها رومية مسيحية من نسل شمعون الصفا زوجها الإمام الحسن العسكري ع ابنها الإمام المهدي م ح م د بن الحسن عج مكان الولادة سامراء سرًا القرن الثالث الهجري أي القرن التاسع الميلادي مقارنة بين النصين يظهر أن "نشيد الإنشاد" يستخدم وصف زهرة رمزي بينما "نرجس أم المهدي" اسم علم لرواية تاريخية-دينية شيعية الخطأ كان في اعتبار التشابه اللفظي رابطًا نصيًا أو تاريخيًا
حتى القراءة الرمزية تظهر أن النرجس في العهد القديم يرمز إلى النقاء والجمال والتواضع أمام العظمة الإلهية والعلاقة بين الله وشعبه أو المؤمنين بينما نرجس أم الامام المهدي عج في الروايات الشيعية تمثل الطهارة والامتداد الروحي للأنبياء ع والاستعداد لظهور المصلح العادل الذي يملأ الأرض عدلًا بعد ظلم فالخطأ كان خلط الرموز الأدبية بالعقائد التاريخية
الرد النهائي على الشبهة يظهر أن نشيد الإنشاد 2:1 ليس نصًا نبوياً ولا يحتوي على اسم امرأة وأي ربط بين "نرجس شارون" والجارية أو الملك الداودي المنتظر خطأ لغوي وتاريخي ونرجس أم المهدي ع شخصية لاحقة في الروايات الشيعية وليس لها علاقة بالعهد القديم والشبهة تسقط أمام التحليل اللغوي والأدبي والنقد التاريخي
تتضح من هذا المقال أن فكرة الإصلاح الإلهي واحدة من أسمى المبادئ التي جمعها الله في جميع الشرائع السماوية إقامة العدل إصلاح الأرض ونشر الرحمة ولأن هذه الفكرة رمزية وعملية في آن واحد فإن النصوص الشعرية والأدبية مثل نشيد الإنشاد لا تُعد تنبؤًا حرفيًا بل رمزًا للجمال والنقاء والحق الإلهي أما الشخصيات التاريخية أو الرمزية مثل نرجس أم المهدي ع فهي تجسيد لهذه الفكرة في التراث الإسلامي ولا يمكن إسقاط نصوص العهد القديم عليها في النهاية كل هذه الرموز والقصص تشير إلى الواجب الإلهي للعدل والإصلاح على الأرض وأن الإنسان العادل أو المصلح هو امتداد للوصية الإلهية في كل زمان ومكان سواء عبر الأنبياء أو المصلحين أو أولئك الذين يظهرون لإعادة الحق إلى الأرض لذلك لايمكن خلط النصوص واقحامها كي نسقط الاخرين بنص لانعرف مامدى صحة نقله ثم انهم اي الوهابية والتكفيريين بانفسهم يقولون ان الكتب السماوية جميعا محرفة الا القران الكريم فان الله قد حفظه ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) ولو اردنا ان نقحم نصوص من القران الذي لاياتيه الباطل وانه محفوظ لاستطعت ان اتيك بعشرات الايات في تكفير رموز تقدسها السنة علما وردت فيها روايات عن المعصومين تقول بكفرهم وردتهم وكذلك ارتداد الامة الاسلامية وجاءت واضحة وصريحة " افأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم " وهنا استخدم انقلبتم بصيغة الماضي اي حتمية الانقلاب ووقوعه فهل كفروا جميعا بهذا النص ؟ وهو صريح وبين وقراني والقران حسب ماقالوا انه لايتعرض للتحريف فعليه الانقلاب للصحابة قد تحقق !!! ومن هذه الافكار نقول ونكرر يجب ان نطرح الفكر الاسلامي النقي لجمع الامة الاسلامية تحت مفهوم الاسلام الاصيل القران وال البيت عليهم السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم " ( اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )
 
 

تكفيري.webp

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!