صفحة الكاتب : اكسير الحكمة

هل العزوف عن الانتخابات يمثلُ حلاً؟!
اكسير الحكمة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ أن خاض العراق تجربته الانتخابية قبل عشرين عامًا، شهدنا تحولات كبيرة في ميزان القوى السياسية. صعدت أحزاب وفشلت أخرى، وتبدّلت التحالفات، حتى أنّ رؤساء أحزاب كبرى غيّروا أسماء قوائمهم الانتخابية أكثر من مرة، في محاولة واضحة للتكيّف مع مزاج الناخب العراقي.

وهذا وحده كافٍ ليدلّ على أن صوت الناس هو العامل الحاسم في المشهد، وأنّ التغيير ممكن من داخل العملية السياسية لا من خارجها.

الذين يظنون أنّ “الوجوه نفسها تتكرر دائمًا” يغفلون عن حقيقة أنّ التكرار لا يحدث إلا عندما يترك الناس صناديق الاقتراع فارغة، فيسمحون للفاسدين بالعودة بسهولة!
أما حين يشارك المواطن بوعي، فإنّ الخريطة تتبدّل، والرسالة تُسمع، والمجتمع يفرض إرادته تدريجيًا.

في المقابل، أثبتت التجارب العراقية والعالمية أنّ الانقلابات لا تبني دولًا ولا تصنع استقرارًا؛ بل تُدخل البلاد في دوّامات دم ودمار، وتُفقد المؤسسات شرعيتها، وتُعطّل التنمية.

ويعلم المؤمنون عظيم الجرائم التي حصلت بحقهم حين مُنعوا من المشاركة في استحقاقهم الديموقراطي سابقاً، وعدم تمثيلهم تشريعياً وحكومياً، وحتى بعد قيام النظام الحالي الذي مُثّلوا فيه نوعَ تمثيل، بقيت الأصوات الطائفية ضدّ أبناء المكون الأكبر عاليةً من بعض المأزومين الطائفيين، لذا عليهم أن يحددوا مصلحتهم بكل وعيّ وتبصّر، ولا يفرّطوا بما يحفظ حقوقهم من خلال اختيار المرشح الصالح الأمين.

والإصلاح الديموقراطي التدريجي، كما في تجارب دول عديدة، هو الذي يصنع تراكم التجارب الناجحة سياسيا واقتصاديا، ويهيّئ الأرضية لتغييرٍ راسخٍ ومستمر.

إنّ الحفاظ على عملية (التداول السلمي للسلطة عبر الطريق الأسلم وهو الانتخابات) لا يعني التغاضي عن إخفاقات العملية السياسية، بل يعني الإيمان بأنّ العلاج يكون من داخل العملية، عبر تطوير القوانين الانتخابية، ومحاسبة المقصرين والفاسدين، وتجديد الطبقة السياسية بالصندوق لا بالسلاح والانقلابات!

والإنفاق الكبير الذي نراه في الحملات الانتخابية يؤكد أنّ السياسيين يدركون تمامًا أنّ العامل الأساسي هو صوت المواطن.
فكل دينار يُصرف في الدعاية هو اعتراف صريح بأنّ القرار بيد الناس، وأنّ التغيير يبدأ بورقة اقتراع لا بالتذمّر والصراخ.

ورسالتنا التي نؤكد عليها دائماً: إنّ المشاركة الواعية ستصنع الفارق وتدفع عجلة الإصلاح والتقدم إلى الأمام، وأمام الناخبين الكرام الفسحة المقبولة قبل يوم الانتخابات، وهي مدة كافية جداً لاختيار من يمثلهم.

ما قرأته في هذه السطور هو الذي يدفعنا للتوضيحات بشأن الانتخابات، وليس لنا أي مصلحة مع أي مرشحٍ أو كيان، كما هي سيرتنا منذ ما يقرب من عشر سنوات، ولا نعبأ بسوء الظن وكيل الاتهامات!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكسير الحكمة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/23



كتابة تعليق لموضوع : هل العزوف عن الانتخابات يمثلُ حلاً؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net