تأثير منصات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
اميرة كاظم شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اميرة كاظم شاكر

في بداية جانحة كورونا
كان الجميع خائف مترقب لما يحصل في العالم من موت وهلاك .
هذه الجانحة جعلت منا مدمنين لمواقع التواصل الاجتماعي.
نقضي أكثر أو قاتنا ونحن نتصفح ونقرأ ونشاهد آلاف البرامج يوميا .
مما قلل من وقت العائلة .
وابتعد الأفراد عن بعضهم رغم وجودهم في نفس المكان .
ومن بين هؤلاء كانت عمتي .
وهي المرأة.. الكبيرة في السن.
كانت تجلس على شاشة التلفاز طوال اليوم .
تشاهد إحدى القنوات الفضائية المختصة بنقل اخبار العالم .
لا حظت أنها كانت تتهستر، كلما جلس بالقرب منها أحد .
كانت تتحدث طوال الوقت عن الكوارث التي حصلت في العالم .
تنقل لنا الأحداث من موت وقتل وانهيارات وصواعق .
لقد أصبحت مكتئبة .
خائفة .
متشائمة .
مترقبة لما سيحصل ،من مصائب .
لم تكن عمتي بهذا الشكل من قبل .
لقد كانت امرأة محبوبة متفائلة مؤمنة دائمة الذكر والدعاء .
انقلب حالها بين ليلة وضحاها.
حتى قررت أنا أن أنهي مأساتها .
انتظرتها حتى خرجت من غرفتها .
دخلت وغيرت في اعدادات التلفاز .
وأغلقت جميع القنوات التي تنقل الاخبار .
وتركته على قنوات الأدعية والاذكار والمسلسلات الهادفة .
وعندما عادت بحثت عنها فقلت لها بأن هذه القنوات قد أغلقت .
عندها هدأت روحها ،
وعادت الابتسامة إلى شفتيها وهي تشاهد البرامج الجميلة الهادفة
وتستمع إلى آيات من القران الكريم.
عندها تذكرت افلام كارتون كانوا قد بثوه لنا ونحن صغارا .
كان هناك طفلان مشردان .
اخذتهما احدى الشركات المصنعة للأسلحة .
لتشركهما في تجربة . عبارة عن ارتدائهم جهاز يبث لهما طوال الوقت برامج .
كان الأول يشاهد برامج قتل ورعب ودمار .
أما الثاني كان يشاهد برامج جميلة ومشاهد مؤثرة ومحببة .
شاهدوا أن الاول كان كلما كبر اتسم بالعنف والقتل .
أما الثاني كان لطيف محب للجميع فقير متسامح يفعل كل ما يطلب منه . وهكذا صنعوا سلاح فتاك من الاول . قاتل محترف .
والثاني شخص متساهل يفعل ما يريدون دون تذمر .
وعندها عرفت أن ما نشاهده يؤثر على حياتنا ونفسيتنا وعلى المجتمع من حولنا .
والسؤال هنا ؟
هل كانت هذه الأفلام التي كانت تبث أمر اعتباطيا ام مشاهد مستقبلية مدروسة لما سيكون عليه المجتمع .
وفي الحالتين الإنسان هو المستهدف بها . لابد أن نحاول أبعاد اولادنا عن مثل هذه البرامج أن كنا نرغب بأن يعيش اولادنا الحياة الحقيقية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat