كيف حافظ السيد الخوئي على دماء الشيعة
جعفر الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جعفر الحسيني

على عكس ما تفعله الأحزاب الشيعية اليوم.. كيف حافظ السيد الخوئي على دماء الشيعة ، ورفض التضحية بهم من أجل مشروعه شخصي..
عام 1991 ، اندلعت الانتفاضة الشعبانية في العراق ، وكاد نظام صدّام أن ينهار ، لكنه عاد واستعاد المبادرة وقمع الانتفاضة بوحشية أدّت الى استشهاد مئات الالاف وإلى زجّ عشرات الالاف في السجون.
في ذلك الوقت كان المرجع الأعلى للشيعة وزعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف هو السيد أبو القاسم الخوئي . هنا، أدرك السيد حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه وهي الحفاظ على أرواح المؤمنين وعلى ما تبقّى من الحوزة العلمية من بطش صدام
فقام السيد ، غير مكترث بما سيراه الآخرون وَهنًا وضعفا وذلّة أمام العدوّ ، باتخاذ الموقف الذي سيسجلّه التاريخ . فقام بالذهاب إلى صدّام (بعد التعديل والتصحيح : السيد لم يذهب من تلقاء نقسه ، حدث هجوم على بيت السيد الخوئي وأُجبر على الذهاب لعند صدّام. كان بإمكان السيد عدم القبول، لكنّه تجاوب مع المهاجمين للحفاظ على أرواح الشيعة )
وعقد لقاءا معه طالبا منه التخفيف من بطشه بالمؤمنين. السيد الخوئي يدرك بأن حرمة المؤمن عند الله أعظم من الكعبة ، وبأن الحفاظ على النفوس هو من أوجب الأمور
لقد مثّل هذا الموقف قمّة الشجاعة ، فلقد كان بإمكانه رفض عقد هذا اللقاء، لكنّه يعلم بأن رفضه هذا، وإن أدّى الى تمجيد وثناء الناس عليه، وتخليده كبطل في ذاكرة الجماهير، لكنه سيورّط المزيد من الأبرياء
لقد جسّد السيد مصداق الشجاعة التي عرّفها الشيخ النراقي في كتابه "جامع السعادات " بأنها إخضاع القوى الغضبية والشهوانية للقوى العاقلة عند الإقدام على الأمور الهائلة .
كما تجنب التهور الذي عرفّه النراقي: بأنّه الإقدام على ما لا ينبغي الخوض فيه من المهالك والمخاوف طلبًا للسمعة وإشباعا للغرور
وهكذا فإن السيد الخوئي المقتدي بأئمته صلوات الله عليهم الذين أدّبوا شيعتهم بعدم التهوّر وبالحفاظ على النفس لن يُخلّد كقائد ضحّى بجماهيره ليحافظ على مجده ، بل سيُخلّد كمرجع أعلى للطائفة ضحّى بكل الاعتبارات والمجد الشخصي من أجل الحفاظ على أرواح المؤمنين والحوزة العلميّة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat