صفحة الكاتب : فلاح السعدي

السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، (173-201 هـ)،
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هي فاطمة بنت الإمام الكاظم وأخت الإمام الرضا وشقيقته، وعمة الإمام الجواد عليها السلام. تعد أفضل بنات الإمام الكاظم، وورد أيضا أنها أفضل أولاد الإمام الكاظم بعد الإمام الرضا (عليهما السلام) ...

 

في أيام الخلافة العباسية، كانت المدينة المنورة تزينت بوجود ابنة الإمام الكاظم عليه السلام، السيدة فاطمة، التي لقبت بـ "المعصومة" لحصانة نفسها وعلوّ شأنها. كانت عالمةً تقية، تفيض بحب الله والعلم، وقد ورثت علم أبيها وأجدادها الطاهرين.

 

كان قلبها معلقاً بأخيها الإمام الرضا عليه السلام، الذي أجبره الخليفة المأمون على الخروج من المدينة إلى خراسان ليكون ولي عهده ظلماً. اشتاقت فاطمة لأخيها اشتياقاً شديداً، ولم تطق فراقه. فقررت أن تقوم برحلة شاقة عبر الصحراء من المدينة إلى خراسان لتلحق به.

 

اجتمعت بعائلتها وخدمها، وارتحلت القافلة وهي تحمل في قلبها أمل اللقاء. لكن المشقة كانت بالمرصاد، فوعورة الطريق وحر الصحراء كانا أقل التحديات. وعندما وصلت إلى منطقة "ساوة"، واجهت مأساة كبيرة. فقد هاجمها أعداء أهل البيت، فقتلوا من قتل من مرافقيها.

حتى حوصر الركب فقتل وشرد كل من فيه، وجرحوا هارون أخا الإمام الرضا (عليه السلام)، ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه.

 

وكان ذلك كله بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فقد شاهدت مقتل إخوتها وأبنائهم، ورأت تشرد من بقي منهم، فماذا سيكون حالها آنذاك؟

في خضم هذه المأساة، مرضت السيدة فاطمة مرضاً شديداً حزناً على ما جرى ولمّاً بشوقها إلى أخيها. وسألت: كم بيننا وبين قم؟ فأخبروها أنها قريبة. فطلبت أن تحمل إليها، فقد سمعت أن فيها شيعةً موالين لأهل البيت.

 

فأحضرها أهل قم بترحاب شديد، ونزلت في دار "موسى بن الخزرج" وكانت تقضي أيامها في العبادة والدعاء، لكن مرضها اشتدّ.

 

ولم تمكث في قم إلا (سبعة عشر يوماً) فقط، ثم فارقت الحياة وهي تغالب الحزن والمرض، ولم تتحقق أمنيتها بلقاء أخيها الإمام الرضا (عليه السلام).

 

دُفنت في قم، في حديقة بابلان

فكان قبرها نوراً أضاء المدينة، وأصبح مرقدها الشريف قبلة للزوار ومحطاً للقلوب من كل أنحاء العالم، تنتظر بذلك الفرج واللقاء الحقيقي مع أخيها في عالم الخلود والرضا.

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

١. كشف الغمة للإربلي

٢. بحار الأنوار للمجلسي،

 

أسأل الله أن ينفعنا ببركاتها وشفاعتها.

falah72n@yahoo.com

فلاح السعدي

١٠ _ ربيع٢ _ ١٤٤٧هـ

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/03



كتابة تعليق لموضوع : السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، (173-201 هـ)،
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net