الأعداد في القرآن الكريم والسنة (اثنتا عشرة، اثنتي عشرة، اثنى عشر، اثنا عشر)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

قال الله تبارك وتعالى عن الرقم اثنتا عشرة "وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" ﴿البقرة 60﴾ اثنتا عشرة اسم، منه اثنتا عشرة عيناً: بعدد الأسباط، واذكروا نعمتنا عليكم وأنتم عطاش في التِّيْه حين دعانا موسى بضراعة أن نسقي قومه، فقلنا: اضرب بعصاك الحجر، فضرب، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، بعدد القبائل، مع إعلام كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى لا يتنازعوا. وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله، ولا تسعوا في الأرض مفسدين، و "مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا" ﴿المائدة 12﴾ اثني عشر اسم، منهم اثني عشر نقيبا: من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم، ولقد أخذ الله العهد المؤكَّد على بني إسرائيل أن يخلصوا له العبادة وحده، وأمر الله موسى أن يجعل عليهم اثني عشر عريفًا بعدد فروعهم، يأخذون عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله ولكتابه، و "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" ﴿الأعراف 160﴾ اثنتي عشرة: حال، منه اثنتا عشرة عينا: بعدد الأسباط، وفرَّقنا قوم موسى مِن بني إسرائيل اثنتي عشرة قبيلة بعدد الأسباط وهم أبناء يعقوب كل قبيلة معروفة من جهة نقيبها، وأوحينا إلى موسى إذ طلب منه قومه السقيا حين عطشوا في التِّيْه: أن اضرب بعصاك الحجر، فضربه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا من الماء، قد علمت كل قبيلة من القبائل الاثنتي عشرة مشربهم، لا تدخل قبيلة على غيرها في شربها، و "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" ﴿التوبة 36﴾ عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله: اللوح المحفوظ، إنّ عدة الشهور في حكم الله وفيما كُتب في اللوح المحفوظ اثنا عشر شهرًا، يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حُرُم.
جاء في معاني القرآن الكريم: عشر العشرة والعشر والعشرون والعشر معروفة. قال تعالى: "تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ" ﴿البقرة 196﴾، "عِشْرُونَ صَابِرُونَ" (الانفال 65)، وعشرتهم أعشرهم: صرت عاشرهم، وعشرهم: أخذ عشر مالهم، وعشرتهم: صيرت مالهم عشرة، وذلك أن تجعل التسع عشرة، ومعشار الشيء: عشرة، قال تعالى: "وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ" ﴿سبإ 45﴾، وناقة عشراء: مرت من حملها عشرة أشهر، وجمعها عشار. قال تعالى: "وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ" ﴿التكوير 4﴾، وجاءوا عشارى: عشرة عشرة، والعشاري: ما طوله عشرة أذرع، والعشر في الإظماء، وإبل عواشر، وقدح أعشار: منكسر، وأصله أن يكون على عشرة أقطاع.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: المراد من الأسباط أيضا قبائل بني إسرائيل و فروعها، الذين كان كل واحد منها منشعبا و منحدرا من أحد أولاد يعقوب عليه السّلام. قوله تعالى "وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً" (الأعراف 160). و قد كانت الينابيع هذه مقسمة بين أسباط بني إسرائيل بحيث عرف كل سبط منهم نبعه الذي يشرب منه"قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ" (البقرة 60). وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم معناه أي: طائفة وقطعة منه. يمكن القول بأن الذي يقاتل الحسين فإنه سيدخل في دائرة الذي يريد أن يقضي على نسل الرسول حتى قيام الساعة، أي سيكون بمثابة الذي يريد أن يخلع الشجرة بجذورها، وهذا قمة الفساد في الأرض. ونقرأ حول بني إسرائيل: "وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً" (الأعراف 160). من هذه الآيات يتّضح جيدا أنّ الأمّة تعني الجماعة، ولا تعني الدين، ولا أتباع الدين، ولو أنّنا لا حظنا استعمالها في أتباع الدين، فإنّما هو بلحاظ أنّهم جماعة.
عن الاستاذ الدكتور عبد الرزاق منصور علي كما جاء في موقع لنكد: يكمن الخلط والالتباس بينهم في الرقم "اثنا عشر" فهذا الرقم يمثل عدد الاسباط وقبائل اليهود من قوم موسى "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا" (الأعراف 160) وفي آية أخرى "وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون" (الأعراف 168). قوم موسى. هم مجموعة عرقية إثنية سماهم القرآن بالأسباط وهم ذرية أبناء يعقوب وعددهم اثنا عشرة سبطا أو قبيلة. ودائما ما يتكرر ذكر الاسباط بعد يعقوب ومعطوف عليه- وقد أنزل عليهم الوحي قبل مجيء موسى "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (آل عمران 84) وفي البداية لم يكن الأسباط يهودا أو نصارى "أمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ" (البقرة 140).
جاء في موقع هذا الاسلام للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري عن احصائيات القرآن الكريم: الأعداد الواردة في القرآن الكريم: اثنا عشر - أحد - اربع - الف - الفين - اثنان - احد عشر - اربعين - الف سنة الاّ خمسين - أُلوف - بضع - تسع - تسعة عشر - تسع وتسعون - ثالث - ثاني - ثلاث - ثلاثة آلاف - ثلاث مائة - ثلاثون - الثّلث - الثلثان - ثماني - الثّمن - حُقب - الخامسة - خمس - خمسة - خمسة آلاف - خمسين - خمسين الف - رابع - رُباع - الربع - سبع - سبعون - ستة - ستين - عشر - عشرون - عُصبة - مائة الف - مائتين - مثنى.
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم. (كفاية الأثر). وقال صلى الله عليه وآله (ان الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض، السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان). (يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل، الائمة بعدي اثنا عشر). صحيح البخاري: في الجزء الرابع في كتاب الأحكام في باب جعله قبل باب إخراج الخصوم، وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة (صفحة 175 طبعة مصر سنة 1355 هجرية)، حدَّثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبى: انه يقول: كلهم من قريش). أخرج الطبراني عن جابر بن سمرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش. يذكر الإمام الحسن عليه السلام ويؤكد على أن الرسول والأئمة من بعده هم مقتولون بالسم او مقتولين فيقول (والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول).
روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: معاشر الناس، من أراد أن يتول الله ورسوله، فليقْتدِ بعلي بن أبي طالب بعدي، والأئمة من ذريتي، فإنهم خزان علمي. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وما عدة الأئمة ؟ فقال: يا جابر، سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهرًا في كتابِ الله يوم خلقَ السماوات والأرض، وعدتهم عدةَ العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: "وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَـرَ نَقِيبًا" (المائدة 12)، فالأئمة يا جابر اثنا عشر إمامًا أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم المهدي عجل الله فرجه.
صحيح مسلم: في كتاب الإمارة في باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (صفحة 191 الجزء 2 ق 1 طبعة مصر سنة 1348 هجري) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حسين عن جابر بن سمرة قال: قال: سمعت النبي يقول: وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، واللفظ له حدثنا خالد يعني ابن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع النبي فسمعته يقول: (ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلام خفي عليَّ فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat