صفحة الكاتب : علي حبيب

النبّاشـــــون 
علي حبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مثلما يُغرس الانسان في رحم الأمومة، ينغرس في رحم الأرض، ولهذا يُولد مرتين، وبالمقابل من ينبش بطن الأرض ليعبث بقداسة الموت، هو كمن يبقر بطن أمّ ليقتل الجنين، هو كمن يقتل الناس أجمعين، فهل يدرك النباشون أن النبش من أعظم الموبقات، ومن أكبر الذنوب...؟ وما يحيرني: كيف كانوا هم ساعة النبش؟ بأية صورة كان نبشهم ساعتها؟ ماذا كانوا يقولون لبعضهم، وهم ينبشون قبر الصحابي الجليل (حجر بن عدي الكندي)؟
:- لا تقلق... ليس جديداً عليهم النبش، فهم أحفاد من سعَوا لنبش قبر بنت رسول الله (ص) فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع)، ولذلك دُفنت في قلوب الشيعة بعيداً عن طيش الماكرين... 
:- لا تقلق... ليس الأمر غريباً عليهم، فهم أحفاد معاوية، جدهم أول من استفز الشعوب بوعيد مثبور طال حتى الدفائن، وقام بتوريث النعرات...
:- من المؤكد في ساعة النبش كان معهم (شهاب بن حوشب)، هذا الملعون الذي نبش قبر الشهيد زيد بن علي بن الحسين (ع)، ومن المؤكد أيضاً كان معهم كل الذين نبشوا قبر شاعر اسمه (منصور بن الزريقان)؛ لأنهم اكتشفوا بعد موته أنه كتب قصائد موالاة في حبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
:- من المؤكد أنهم ربطوا القلوب بحبال من مسد ساعة النبش، ليكونوا بعيداً عن أعين النهار، وما هم إلا كوة من ركام عفن... 
كنت أقول: علّ (الديزج) يسرهم بما جاد به النبش عبر التواريخ: 
(نبشت قبر الحسين (ع) سراً، فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين الطهر، وجدت فيه رائحة مسك فواحة يرف عطرها عند كل شهقة...).
الينابيع تسير على الأشواك دون أن يمسسها ألم مهما كان الشوك لعيناً؛ لأنها تروي قلوب الندى ليزهر الحنين... 
أيها النباشون... 
يُقال: إن أحد ولاة بغداد كان من أجدادكم، أراد أن ينبش مرقد الإمام موسى بن جعفر نكاية بقول الروافض بأن أجساد أئمتهم لن تبلى، فأشار إليه وزير أن انبش قبر عالم رافضي ليتبرهن لك القول، وقبر (محمد بن يعقوب الكليني) على بعد مسير، فنبشوا القبر، وإذا بهم يدهشون... قبورنا فتية لن تشيخ يا هؤلاء... الله أكبر حتى قبورنا ند لكل ما تملكون من لؤم وبطش وسطوة وحقد لعين... أنتم رأيتم بأعينكم جسد حجر بن عدي، فهل مسّ هذا الرجل شيء من ذبول؟ هذه بركة الولاية لو تعلمون؟ فمتى ستدركون أنّا أمة لا تموت؟ ومتى ستدركون أن حِجْراً شهيد، تدثر بدمه وقيده ونام مطمئناً، بعدما أتم ما عليه من جهاد، وعاد ليجاهد من جديد... وأما أنتم أيها النباشون فلم يبقَ لديكم سوى الخسة والندامة والذلة والعار الوبيل...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حبيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/20


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الحظ... بين الحقيقة والوهم؟  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : النبّاشـــــون 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net