الإحتلال العثماني للعراق وترسيخ الفساد والظلم.
غالب الحبكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غالب الحبكي

بعد بسط الإحتلال العثماني سيطرته على العراق، وعلية وزع الاستعمار العراق الى ولايات وهي. ولاية بغداد ، ولاية الموصل ، ولاية البصرة .
هكذا قسمت سلطة الإحتلال لأجل الهيمنة الاستعمارية على حكم ولايات، والسيطرة الإدارية حيث أرسلت إستانبول الولاة لإدارة شوؤن العراق، حيث أعطت كافة الصلاحيات النافذه ليكون [ الوالي ] هو "رأس الحكم" ولديه سلطة مطلقه في إدارة شوؤن الولاية الحل والعقد، والفصل، في كافة القضايا فلا يهم أن كان الحكم عادلاً، أو ظالماً فاسداً، أو صلحت فيه الرعية أو فسادها ، المهم هو بسط السلطة، والنفوذ، وكسب الكثير من أكياس الخراج، من الذهب التي تجبى وترسل الأكياس الهميانيه بأنتظام دون عذراً وحجه .
التفسخ السائد سمة الحكم هو الفساد المالي والإداري هو أشبه بما يحدث اليوم في العراق مابعد عام 2003 و الغزو الأمريكي للعراق، والخطه الأمريكيه، وأمنية الكابوي أمريكي لجعل العراق نموذجاً للديمقراطية على طريقة راعي البقر الأمريكي، و بالتالي كان العراق قد خاض الأزمات قبل ذلك لفترة من صراع الانقلابات العسكرية، في الفترة السوداء، والتي كانت لا تنفرج إلا عن الأنظمة الاستبدادية شقت طريقها نحو كرسي الحكم، والسلطه بحصد الرقاب، وليبني عرش حكم بغداد على جبل من الجماجم ليتربع عليه الحاكم .
لذا فإننا من الطبيعي نجد شيوع هذا التفسخ الأخلاقي والفساد الإداري والمالي، و الذي كان سمة "حكم الإحتلال والاستعمار" والذي كان طبيعة إدارة، وعمل الأنظمة العميله في تاريخ العراق منذ حكم المماليك للعراق، وبهذا كان العراق يباع ويشترى فكل منصب في البلاد هو "حكم مزاد" المفتوح لمن يدفع المال أكثر، وبالتالي نجد الوظائف تباع وتشترى في كل مفاصل ولايات العراق .
يذكر المؤرخون فترة حكم العثمانيين ، غدت فية المشايخ النافذين يتوسطون في البيع والشراء فأي منصب يكون صاحبة معزولاً، أو شاغراً..!
، يحدثنا "الشيخ الألوسي" أن المشايخ كانوا يسعون بالتوسط أن صدر بحق صاحب المنصب العزل فمن الممكن إعادته ذلك المعزول بعد أن يعطيهم مبلغ كبير أو مقدار كبير من الذهب.
وبالتالي فإن أغلب الولاة لم يستطع من جمع الأموال التي أرسلها الى "استانبول" ذلك لأنه لم يجد من الوقت الكافي و متسع لجمع أمواله بسبب بيع المناصب، وهذا ما يدل على عدم بقاء الولاة لفترة طويلة، لكثرة الفساد والعزل تحت سيطرة النظام الفاسد المستشري في قلب الحكم العثماني الذي يرتدي ثوب الإسلام المزيف .
ففي عام 1210م نذكر لكم قصة لأحد الولاة هو الوالي "أحمد باشا" إنه قد سلم البلده الى "الأمير أسعد" فيما إذا لم تسلم ولاية الموصل له فكان طلبه أن يعطي مقابل تسلم ولاية الموصل المبلغ هو [ اربعمائة كيس من الذهب]
وقد قبل "أسعد بک" بذلك، وأرسل المال بعد أن جمع الذهب من الضرائب، من الأسواق، والتجار، والقبائل، وغيرهم...بعد ذلك تعهد أن ولي مرة أخرى على ولاية الموصل، أن تعهد بذلك لهم مرة أخرى وأخرى ؟
فلا غرابة في ما اذا كانت عمليات البيع، والشراء أن تجد"السوق رائج" إلا أنها كان ترتفع طردياً، وخصوصاً كلما كان نوع "المنصب والمراتب" و المهمة، لم يكن النظام الفاسد يضع ويلد إلا الفساد، وبالتالي يخلف، والفقر، والجوع، والأوبئة، والأمراض. ومن الطبيعي أن يسود وتستفحل فية الرشوة، والمحسوبية ويعيش فية طبقة الولاة والموظفين في الترف،و البذخ، وهم يبتزون الناس، وينهبون أموالهم تحت مسمى الحكم الاسلامي، و ترفع راية "الخلافة الإسلامية" وتدعي ورعاية حقوق المسلمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat