كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

من مذكرات نخلة

 كنت انظر  اليه بقلق ، وهو يأتيني من اقصى  الجراح ، اترقب فيه هذا  الوله العجيب ، ايمكن  ان يذيب الانسان  روحه في نخلة  ، أتذكر  ذات يوم  جاء المتيم بصحبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يقول له هذه هي نخلتك... وصرت من يومها ارفع اسمي (نخلة ميثم ) آيات زهو وفخر واجلال ، وصار لا يفارق صحبتي ، يأتيني كل يوم ليروي لي حكايته العجيبة ،ويرحل ليعود  ،  بمرور الأيام عرفته ، ادركت  ان صهيل الجراح يحمل ذات  الهوية  ، هو ميثم بن يحي التمار من صفوة  أصحاب امير المؤمنين،كان عبدا  لامرأة من بني  اسد اشتراه امير  المؤمنين عليه السلام ، واعود لهذا الوجع  النبيل ، كل يوم  يأتيني ليفترش  ظلي ويصلي ،
ايه يا نخلتي ...قال لي امامي امير المؤمنين على جذعك اصلب واطعن بحراب الغدر وهنا ستخضب لحيتي ، ومن يومها  صرت اسمي  نفسي نخلة ميثم التمار ، لا يعنيني أمر مالك الدار شيئا فلا  عمرو  بن حريث  ، ولا دار بن مسعود ولادار بن حكيم  ..أنا نخلة ميثم  التمار  لاغير ، 
قالوا لأبن زياد :ـ هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام فسأله :ـ اين ربك ؟ أجاب  ميثم :ـ بالمرصاد لكل ظالم وانت منهم 
عجب ابن زياد لجرأته ، قال ابن زياد :ـ  تبرأ من ابي تراب  ، فاجابه :ـ  انا لااعرفه ، كرر ابن زياد :ـ تبرا من علي بن أبي طالب  قال ميثم :ـ وان لم افعل ؟ اجابه بن زياد:ـ  اذا  والله لاقتلك  فاجابه ميثم رحمته الله عليه  :ـ عندي خبر ذلك ، وهكذا صرت اعانق حكايته مذهولة بهذا الشموخ ، احاطه الجند من كل جزر القسوة والثبور ، اراه وانا  فخورة  بهذا الصنو الحبيب  ، امتدت الحياة  الى ياقوتة المعنى  ... علقوه  على جذعي  الحزين ، وانا استغيث  .. واميثماه سلام الله عليك ، عليك مني السلام  الجموك ليقتلوا حكمة الله فيك  .. ومن صمتك عرف معناه الكلام
 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!