كنت انظر اليه بقلق ، وهو يأتيني من اقصى الجراح ، اترقب فيه هذا الوله العجيب ، ايمكن ان يذيب الانسان روحه في نخلة ، أتذكر ذات يوم جاء المتيم بصحبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يقول له هذه هي نخلتك... وصرت من يومها ارفع اسمي (نخلة ميثم ) آيات زهو وفخر واجلال ، وصار لا يفارق صحبتي ، يأتيني كل يوم ليروي لي حكايته العجيبة ،ويرحل ليعود ، بمرور الأيام عرفته ، ادركت ان صهيل الجراح يحمل ذات الهوية ، هو ميثم بن يحي التمار من صفوة أصحاب امير المؤمنين،كان عبدا لامرأة من بني اسد اشتراه امير المؤمنين عليه السلام ، واعود لهذا الوجع النبيل ، كل يوم يأتيني ليفترش ظلي ويصلي ،
ايه يا نخلتي ...قال لي امامي امير المؤمنين على جذعك اصلب واطعن بحراب الغدر وهنا ستخضب لحيتي ، ومن يومها صرت اسمي نفسي نخلة ميثم التمار ، لا يعنيني أمر مالك الدار شيئا فلا عمرو بن حريث ، ولا دار بن مسعود ولادار بن حكيم ..أنا نخلة ميثم التمار لاغير ،
قالوا لأبن زياد :ـ هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام فسأله :ـ اين ربك ؟ أجاب ميثم :ـ بالمرصاد لكل ظالم وانت منهم
عجب ابن زياد لجرأته ، قال ابن زياد :ـ تبرأ من ابي تراب ، فاجابه :ـ انا لااعرفه ، كرر ابن زياد :ـ تبرا من علي بن أبي طالب قال ميثم :ـ وان لم افعل ؟ اجابه بن زياد:ـ اذا والله لاقتلك فاجابه ميثم رحمته الله عليه :ـ عندي خبر ذلك ، وهكذا صرت اعانق حكايته مذهولة بهذا الشموخ ، احاطه الجند من كل جزر القسوة والثبور ، اراه وانا فخورة بهذا الصنو الحبيب ، امتدت الحياة الى ياقوتة المعنى ... علقوه على جذعي الحزين ، وانا استغيث .. واميثماه سلام الله عليك ، عليك مني السلام الجموك ليقتلوا حكمة الله فيك .. ومن صمتك عرف معناه الكلام
|