صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مجلس حسيني ــ الفتنة والضلال في الاسلام
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ = متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ

نُشاهدُ في عَينَ اليَقينَ حَقيقَةً ///// فيه  مضى طِفلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ

وَأَوَّلُ ما تَبدو نَدامةُ مُسرِفٍ = إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ

وَيشهدُ مِنّا كلُّ عُضوٍ بِفِعلهِ ////  وَليسَ عَلى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ

يا لَيتَ شِعري ما نَقولُ وَما الَّذي = نُجيبُ بهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ

إِلى اللَهِ نَشكو قَسوَةً في قُلوبِنا =  وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ

لِلَّهِ كم غادٍ حَبيبٍ وَرائحٍ ////////////// نُشَيِّعهُ لِلقَبرِ وَالدَمعُ يُسكَبُ

نَهيلُ عَليهِ التُربَ حَتّى كَأنَّهُ ////////عَدوٌّ وفي الأَحشاءِ نارٌ تَلَهَّبُ

والحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى = وَبِالجُملَةِ الأَمثالُ لِلنّاسِ تُضرَبُ

لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ = وَلَو بَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ

بسم الله الرحمن الرحيم

 {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ *فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }" صدق الله العلي العظيم (العنكبوت: 2)

ما معنى الفتنة..؟ الفتنة سنة كونية ، لا تخلو منها امة من الأمم أو الفرد   جاء في قوله تعالى:{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} والفتن شر ينزل بالإنسان ,وأحياناً ينزل عليه خير فتعرف سريرته كيف يتصرف ،وهو قوله تعالى:{ونبلوكم بالشر والخير فتنة}.

لفظ (الفتنة) ورد في القرآن الكريم بصيغ عديدة كقوله تعالى:{والفتنة أشد من القتل}، وفي موضع اخر قوله سبحانه:{ للذين هاجروا من بعد ما فتنوا}.لأهمية هذا اللفظ في القران، نعود للأصل اللغوي لمعنى الفتنة  الأصل اللغوي لمادة (فتن) يدل على ابتلاء الناس واختبارهم. ومعنى الفتن: إدخال الذهب في النار؛ لتظهر جودته من رداءته ،لذلك اشار القران للانسان الذي يفشل في الفتنة قال تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} اذن الفتنة هي : وصول الذهب الى درجة غليان المادة هذا هو الأصل اللغوي لمادة (فتن) اما التي وردت في القرآن الكريم فهي عديدة، نذكر منها:الفتنة بمعنى (الابتلاء والاختبار) وهو قوله تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} معناه: أن الله سبحانه لا بد أن يبتلي عباده  ويختبر المؤمنين حسب ايمانهم كقوله{وفتناك فتونا} أي: اختبرناك اختباراً حتى صَلَحت للرسالة الخاتمة .وكلمة الفتنة بمعنى(الشرك) كقوله تعالى:{والفتنة أشد من القتل}أي: ان الشرك بالله أعظم من أي فعل آخر. جاء قوله سبحانه:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}ويكون الدين لله: حتى لا يكون شرك، والفتنة بمعنى (الكفر)وقتل الناس بفتن المجتمع. .

**في عصر أمير المؤمنين{ع} حين التقى جيش الامام مع خصمه كان كلٌّ منهما يرفعون الاذان ويصلون .وإذا حلّ شهر رمضان، يصومون وتسمع أصداء تلاوة القرآن الكريم من المعسكرَين .عدد كبير من اهل الكوفة كانوا يعتبرون من يصلي ويصوم خلاص يعتبر مؤمن . ليس عندهم وضوح اكثر من هذا، فكانت الأسئلة والشبهات تبرز بين حين واخر.اخطرها في معركة صفّين .بعضهم انطلت علفيهم الشعارات التي تملأ الأجواء، إلى الدرجة التي جعلت أمير المؤمنين{ع} يكرّر القول مراراً: "لا يحمل هذا العَلَمَ، إلا أهلُ البصيرةِ والصبر" المقاومة والشعارات والاذان لا تكفي وحدها، بل يلزم الوعي والذكاء هذا ما كان يحرص عليه أمير المؤمنين{ع} وتألم الامام من ذلك في مكان اخر جاء رجل في يوم الجمل يسال في أمر عليّ   والحسن والحسين عليهم السلام ,وطلحة والزبير وعائشة، حدثته نفسه: كيف يمكن أن يكون مثل طلحة والزبير وعائشة على الخطأ؟!فذهب إلى الإمام وسأله :أيمكن أن يجتمع الزبير وطلحة وعائشة على باطل؟!...فقال (ع): (إنك ملبوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله).أي لا تغتر بشهرة الرجال وسمعتهم، وتظنّ أنهم على حق ولا يخطؤون{ هذه ام الكوارث في الاسلام} لا تغمض عينيك وتتبعهم دون تميزك الحق مِن الباطل - كما هو شأن كثير من الجهلاء في عصرنا الحاضر، بل اعرف ما هو الحق وما هو الباطل؟ حتى تعرف الناس ببصيرتك لا بالسمعة فكثير مِنهم على الباطل!.هذه النصيحة من مولانا أمير المؤمنين (ع) صالحة لكلّ زمان، فلنعرف الحق كي نعرف أهله، ولنعرف الباطل كي نعرف أهله!! .

 نحتاج إلى توضيح مجموعة نقاط حول الفتنة :أوّلاً: معرفة الفتنة وكشفها كان الإمام عليّ {ع} يدقق في موقف الافراد ودورهم في الفتنة  فكان ينبه اصحابه وشيعته إلى ضرورة معرفتهم فيقول لهم: "لا يقولنّ أحدكم: اللهم إنّي أعوذ بك من الفتنة... ولكن من استعاذ، فليستعذ من مضلّات الفتن، فإنّ الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ عنه (ع)قال:في حديث - إن من الصبر بالله معناها أن يصر العبد على المعصية ويتمنى على الله المغفرة، قال: وسمع رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فقال: أراك تتعوذ من مالك وولدك، يقول الله تعالى:﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن).

إذاً، الخطوة الأولى التي وضعها الإمام{ع}على الطريق الصحيح؛ هي ضرورة امتلاك الوعي والفهم لحقيقة الفتنة التي ينتج عنها مضلّات الفتن. لذلك، يلزم كشفها، روي عن رسول الله {ص)قوله: "ليغشينّكم من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً،ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل".

•ثانياً: كيف تؤدّي الفتنة إلى الضلال؟ : تعدّ مضلّات الفتن من الأسباب التي تضع الإنسان على حافّة الهاوية، فيتعرض للسقوط في الفتنة. هناك اسباب عديدة تمنعه من الثبات على الدين , اهمها مصلحته الشخصية. فاذا عدل من عقيدته  الى مصلحته فشل في الاختبار .وسقط في الفتنة. واحيانا المنشأ والبيئة والبيت  والتربية  وكل الامور تؤثر فيه . تجر الانسان للوقوع  في الفتنة.

{مرت وظيفة تعيين الخلفاء} بمراحل ثلاثة من الفتن تغيرت من خلالها  كافة النظم الاسلامية : الاولى: لما أعلن عمر عند وفاة النبي{ص} اكتفاءه بكتاب الله ،ومنع  النبي ان يكتب كتابا لن يضلوا بعده ابدا .فقال حسبنا كتاب الله.. والمرحلة الثانية :ولما ولي الخلافة قرر ان كتاب الله وسنة النبي {ص} غير كافيتان. فاستحدث تشريع اجتهاده {راي الخليفة }.

فغير كثيرا من الاحكام القرآنية .كان يقول: ذلك على عهد رسول الله وانا احرمها واحاسب عليها . الثالثة: حين مات استحدث موضوع جديد في الاسلام  بالقران والسنة . وهو طريقة الشيخين . بهذا اصبح كتاب الله وسنة نبيه لا يكفيان الا إذا أضيف إليهما سنة الخليفتين. واول من وقف بوجه هذا التمدد هو الامام علي بن ابي طالب{ع}.قال عبد الرحمن لعلي وعثمان في جلسة الشورى لاختيار خليفة : أيكما يخرج نفسه من الخلافة، ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين؟ فلم يتكلم منهما أحد، فقال عبد الرحمن: اشهدكم أنني قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار احدكما. فبدأ بعلي (ع) وقال له: ابايعك على كتاب الله وسنة رسول الله وسيرة الشيخين: أبي بكر وعمر فقال علي{ع}:«بل ابايعكم على كتاب الله وسنة رسوله (ص) واجتهاد رأيي.» فعدل عنه إلى عثمان، فعرض ذلك عليه فقال: نعم ابايعك..!!. فعاد إلى علي (ع)، وأعاد عبد الرحمن قوله ثلاث مرات. وعلي يرفض. فلما رأى أن عليا (ع) غير راجع عما قاله، وأن عثمان ينعم له بالإجابة صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين.!! هذه هي الشورى في رايهم .فقال له عليا (ع) «والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دق الله بينكما عطر منشم.» ففسدت العلاقة  بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى ماتا...ما هو عطر منشم :؟ قال الجوهريّ: أنّ منشمَ امرأة عطّارة بمكة· كانت خزاعة وجرهُم إذا أرادوا القتالَ تطيّبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك تكثُر القتلى فيما بينهم، فكان يقال: أشأم من عطر منشِم! وفي رواية انها كانت تصنع طيباً لزوجَها، ثمّ إنها صادقت رجلاً وطيّبتْه بذلك الطيب فلقيَه زوجُها، فشمّ ريحَ طيبِها عليه، فقتله،

ثم اقتتلت العشيرتان وقتل رجال كثير. فيقال اشأم من عطر منشم . وهو دعاء الامام {ع} عليهما { دق الله بينكم عطر منشم} .يصف احد الفقهاء  إنّ الفتنة كالغبار الذي يتحرّك الناس في فضائه عيونهم مغلقة، تجعلهم لا يعرفون بعضهم بعضاً، فيرفع الأخ سيفه فيقتل اخيه ينزلون ذبحاً وتقتيلاً ببعضهم بعضاً!.كما هي فتنة الحكام والشعوب العربية هذه الايام تؤيد اسرائيل ضد اخوتهم في غزة وفلسطين من اجل المصلحة والبقاء في الحكم لترضى امريكا واسرائيل. هؤلاء تشير لهم سورة التوبة بقوله تعالى.{ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49التوبة).اجواء الاية والظروف التي نزلت فيها.. قال بعض المفسرين: إن النبي (ص) كان يعبئ المسلمين لمعركة تبوك بينما هو على حال التعبئة إذا برجل من رؤساء عشيرة" بني سلمة " يدعى " جد بن قيس " وهو من المنافقين،جاء إلى النبي (ص) مستأذنا أن لا يشهد المعركة، متذرعا بأن فيه شبقا إلى النساء، إذا ما وقعت عيناه على بنات الروم سيهيم بها  ولها وينسحب من المعركة!! فأذن له النبي {ص} بالانصراف. فنزلت الآية تفضح ذلك الشخص! فالتفت النبي (ص) إلى بني سلمة وقال: من كبيركم؟ فقالوا: جد بن قيس ،وهو رجل بخيل وجبان،  يبين اسباب النزول أن الإنسان متى أراد أن يتنصل من تحمل المسؤولية يسعى للتذرع بشتى الحيل، كما تذرع المنافق جد بن قيس لعدم المشاركة في الجهاد مع النبي{ص} بتبوك .مدعيا انه تأسره الوجوه الجميلة من بنات الروم يخطفن قلبه، فينسحب من المعركة ويقع في إشكال شرعي!! .يذكرني قول جد بن قيس بكلام بعض الضالعين انظموا في ركاب الطاغوت صدام ،صارت مصالحهم الدنيوية اهم من دينهم ومذهبهم .إذ كان يقول: ننتمي للحزب نخاف على انفسنا.. كانت تجربة صعبة وفتنة كبيرة سقط كثير من الشيعة فيها. بعضهم حارب الحسين {ع} وكتبوا تقارير ضد ابناء مذهبهم .حاربوا الشعائر الحسينية بكل قواهم اكثر من ابناء العوجة كنا نعاني في زمن  الطاغية ايام محرم وشهر رمضان من البعثيين الشيعة وهم بدون منصب . اكثر من البعثيين السنة اذا كان جد بن قيس الذي وصفه القران بالنفاق . لانه يتذرع بحبه للنساء الجميلات. .

الان نسمع بعض شكاوى النساء اللاتي يراجعن بعض الدوائر من اجل حقوق ازواجهن الشهداء والذين غيبتهم سجون صدام . نسمع من بعضهن ان المسؤول الفلاني يراودها عن نفسها, بعنوان المتعه لتمشية المعاملة , أي فائدة باسلام ذلك الموظف اذا صلى وصام. اما الذين يستخدمون القانون الذي يخولهم بتطبيقه على الناس . فلا يطبقون الواجب الا على من يدفع رشوة أي قيمة لدينهم وعبادتهم؟ هذه هي الفتنة. فكثير من الرجال والنساء يتذرعون انهم ملتزمون بالعبادة. ولكنهم يضعفون امام النساء. والنساء امام الرجال. فتتزين  وترتدي ثيابا حاكية وتبدي زينتها .

عن أبي بصير عن الصادق{ع} قال كل آية في القرآن في ذكر الفروج فهي من الزنا إلا هذه الآية (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)  فإنها من النظر فلا يحل لرجل مؤمن ان ينظر إلى فرج أخيه ولا يحل للمرأة ان تنظر إلى فرج أختها وفي رواية أبي الجارود عن الباقر (ع) في قوله: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)فهي الثياب والكحل والخاتم وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس وزينة للمحرم وزينة للزوج، فاما زينة الناس هو الوجه، واما زينة المحرم فموضع القلادة فما فوقها والدملج ( السوار) والخلخال وما أسفل منه. واما زينة للزوج فالجسد كله.  

**من جهة أخرى:آل الزبيرين وخصوصاً عبد الله بن الزبير عملوا على إزالة كلّ فضل وذكر لرسول الله(ص) وآلة الأطهار؛ حسداً وحقداً ونصباً كما هو معروف عنهم طمعا في دنياهم .. .بما أنّ الناس تبع لملوكهم فقلّدهم العلماء ثمّ الخطباء أئمّة المساجد؛ فانتقل هذا الداء إلى المجتمع الان وانتشر بينهم كالهشيم في النار، إضافة إلى أسباب أخرى جعلت الصلاة البتراء تنتشر بين الناس بشكل واسع، منذ طمس الخلفاء السُنّة النبوية. وسيف الحجاج وبسر ابن ارطاة ومعاوية ثم بني العباس خاصة ابو جعفر المنصور الذي سجن الامام الصادق ثم قتله بالسم بعده سجن الامام موسى بن جعفر{ع} وقتله بالسم ثم الامامين العسكريين.

هناك فتنة تتعلق بالمال. المعروف ان الاوامر القرآنية تجمع بين اقامة الصلاة واتيان الزكاة .والزكاة ضريبة مالية . اقيموا الصلاة (وآتوا الزكاة) من أموالكم إذا وجبت، ومن أبدانكم إذ الزمت،(الصلاة نؤديها بدون بذل جهد ولا مال. ولكن المشكلة في الزكاة ' يقول الفقهاء ان الزكاة واجبة في اربعة اشياء في الأنعام: الغنم بقسميها المعز والنعاج، والإبل، والبقر ومنه الجاموس. وفي النقدين: الذهب والفضة .وفي الغلّات: الحنطة والشعير، والتمر والزبيب.كنت اقرأ في احد الاقضية بالبصرة في زمن الطاغية فكانوا يأخذوني بسيارة عصرا ونقيم المجلس ليلا بعد الصلاة . فصادف يوما ان تمشينا في بستان كبير جدا معمر بالنخيل والاشجار ولكن رأيت النخيل كله ضعيف وسعفه اصفر وثمره قليل اما الاشجار ليس فيها ثمر,ترى الشجرة واقفة ليس فيها ثمر.سالته عنها هل كانت تثمر .؟ قال نعم . قلت ما السبب في هذا الضمور العام بالارض .قال لا اعرف بذلنا كل ما نستطيع ولم يتغير الحال. سالته هل تخرجون زكاة التمر..؟ ابتسم وقال لا . حسب علمي لا يوجد من يخرج زكاة التمر في هذا القضاء الا ثلاثة او اربعة اشخاص. وفعلا ارضهم خضراء والاشجار محملة بالثمار.

ظاهرة اخرى : البلاء الجهاد وتحمل المصاعب والتهديد والوقوف بوجه اعداء الدين لا يقوم به كل مسلم .لذلك فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة. وفي اية اخرى{اجرا عظيما} ولكن البعض يستغل هذا الجهاد ويجيره لنفسه  فقط . وانه هو الحريص على مصالح الدين ويجب ان نقدم له احترام وفضل لانه مجاهد.هذه اصبحت ظاهرة عامة..بعض المتدينين يعتبرون انفسهم اوصياء الله على الناس فيتعالون على المجتمع..بعضهم يتم اختياره ليكون بطانة لمكتب معين, او يتوصل بأساليبه الملتوية ليكون خادما ضمن خدام المكاتب او رؤساء الكتل السياسية ,

{الحاشية }هؤلاء يسمونهم بطانة او يشتغلون في المكاتب ومعنى الحاشية تأتي في معاني عديدة حسب السياق، تشمل: تعليقات تُكتب على هامش الكتاب أو أسفله، هذه الكتابة تسمى حاشية .كذلك الأهل الخاصة المقربون منك والحاشية أطراف  الثوب، وصغار الإبل ..

هنا يعشعش التكبر. .والتكبر معناه رفعُ النَّفسِ فوقَ الاستحقاقِ، يصبح الرَّجُلُ مزهوّا، أي: رفَعَ قَدْرَه في نفسه فيتعالى. هؤلاء فترة وجودهم في تلك المراكز يقعون في الفتنة فتصرعهم نفوسهم . يشمخون بانوفهم ويعتبرون انفسهم افضل واحسن من بقية الناس, يعاملون المجتمع بغير عقيدة الاسلام يسيئون للاسلام , لانهم فشلوا حين وقعت نفوسهم صرعى الفتنة كذلك اهل المناصب التي تحكم الناس ضمن قانون خاص.فيستغل ذلك القانون لمصالحه فيعمل بإسلام المصلحة.

 ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب[ع]قوله: "إن لله عباداً يختصم بالنعم لمنافع العباد، فيقرها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، ثم حوّلها إلى غيرهم". وهذا يعني أن حاجة الناس إليك هي نعمة من الله، وتستوجب شكر الله ورعايتها، فإذا استجبت لها وقضيتها لله، أقرّها الله لك ودام دوامها. أما إذا لم تقم بما يجب من شكرها، فقد تتحول إلى نقمة وتزول منك.ـــ  في نهج البلاغة: قال الإمام علي{ع}لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم، وبكتمانها لتظهر، وبتعجيلها لتهن. عن الامام الحسين{ع}إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم. قال الصادق{ع}: إن لله عبادا من خلقه يفزع العباد إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون يوم القيامة ــ.اما ان ينتقم الوالي او الخليفة هذا ليس في ديننا ابدا. انظر الى عاقبة يزيد بن معاوية وصفته العقيلة زينب.{ع}بقولها "فشمخت بانفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا" تصفه متفاخرًا متغطرسًا، تعني "فشَمَخْتَ بأنفِكَ" أن ترفع أنفك اعتزازًا وكبرًا، ونظرت في عِطفِكَ" تنظر في جانبيك بافتخار ،فترى الجالسين ساكتون في حضرتك .أما كلمة "جذلان مسرورًا" فتصف حالة الفرح والبهجة نتيجة التكبر والسرور نقال لمن يهز اكتافه من الفرح جذلان مسرور. هذا قمة الغرور والفتنة في نفسه. فيرقص. ثم سحبت البساط من تحت قدميه حين ذكرته بأصله. امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك وسوقك بنات رسول الله قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن. تحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد.. الخ

وينك يالجبتني من المدينه ـــــــ  شو غاب الگمر ماهل علينه

خويه يا چفيلي وأيسينه  ـــــــ ـــــــ لمن طحت خويه نولينه

عساني بكربله ضليت ميته ـــــــ ولا شمات يجرحني بكلمته

للديوان  اطبن   ما حسبته ـــــــواشوف ايزيد يتشفه بضحكته

خلاني الدهر بدموع عَبره ـــــــــ وتمنيت الگمر سالم وخبره

وبزينب علي اشوصاه أذكره ــــــــ واكلله  زماني  جار غدره

تكله وحقك ما شفت راحم وناصح ///وشمر بالسوط يضربني وناصح

لو ان حاضر ياخو زينب وناصح/////  جا  ما جسر واحد علي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/11



كتابة تعليق لموضوع : مجلس حسيني ــ الفتنة والضلال في الاسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net