ليست فاؤك كفاءِ أسمائنا الدنيوية، ولا ألِفك الملكوتية السابحة في غياهب الغيب، ولا طاءك المكسور ضلعها بين ألف الباب والمسندة بميم محمد، ولا ميمك كميم أسمائنا سيدتي، فأين لنا من تائكِ يا أم باب تاءات إناث العالمين...
نحن عاجزون قبال أبجدية أحرفك الكونية التي ليس لها كفؤا إلا أحرف (علي) و(محمد)، سيدتي يوم غبتِ عن عليٍّ اشتمل شملة الجنين، وصوتٌ من غار حراء أتاه مضمخا بأنين محمد، ولاحت قبضة يدٍ على قلبٍ رؤومٍ من سجوف الغيب لعلها خديجة، تلك التي حُرِمت من شباب فاطمة، وصدًى من السماء أن صوّت جبريل بأنْ رحلت ياعلي فاطمة،...
مذ غاب أبوها النبي عنها اعتلى صوت السقيفة وبنوا لهم دكّة وتقاسموا ميراث النبي والنبي لم يُقبَر بعد، فسرعان ما أفل نجمه انقلبت الأمة على أعقابها، وعلي يجهزه للدفن، وفاطمة لم تزل غارقة في حزنها المديد، وبلال أغلق مزامير داووده، واعتصم عن الأذان كي لايمر على اسم محمد في التشهد كيما يندمل جرح فاطمة، والكون كله يترقب أنين فاطمة، الذي أدمى قلوب المحبين وأقلق مضاجع المنافقين، يا لفدك فاطمة الذي بخسوه! ، وهل بقي ضمير يوم أنكروا حقّ فاطمة؟! ماذا قالت نفوسهم الأمارة بالسوء يوم دخلت فاطمة مسجد أبيها؟! إنهم منعوا حقها كي لاتتسلسل الوراثة في وُلْد فاطمة، أنكروا حقها من أول الميراث حتى لايثبتوا حق زوجها في الخلافة، فإن وافقوها فسيكون لهم الخضوع لمطالب فاطمة الأهم منها وهي الخلافة والخضوع لعمامة الكون وتاج الولاية زوجها وبنيها، أنكروا حقها المنصوص في الشريعة، وكسروا ضلع الوديعة، يالقباحة فعلهم، وأي فاطمة هضموا... وهي التي يرضى الله لرضاها، أي مقام وصلت إليه فاطمة حتى حسدها أرباب السقيفة عليه، وعلي بين هؤلاء القوم ملتزم بالوصية وهو بين العزاء والرزية، والمدينة لم يجف لها جفن بعد، ودار فاطمة المفخور من طين الفردوس غالقًا بابه على ساكنيه، حتى لايجرح أحد فاطمة، وعلي في الدار بينه وبين الغيب أسرار ووصايا، ورسائل النبي من العالم الآخر لم تزل تاتيه، وشعوره على فراق ابن عمه لا أحدَ يعلم فيه، والعصابة تحوك المكائد، ومغزل فاطمة ورحاها أوقفا دورانهما حدادًا وحزنا، وفضة تسند سيدتها، وضلعها لم يهدأ له ساكنًا منذ أن عصروه القوم وكسروه، والدم مازال على الحائط خلف الباب يحكي الجريمة، ودم المحسن مازال في السماء يحكي ظلم القوم لأمه فاطمة العظيمة، وفضة أتتها إشارة من سيدتها بصنع تابوت المنية، وعليٌّ يلفظ آهاته ودمعه وحيدًا فلا أحد يرى دمعه سوى البئر وربّ فاطمة، والحسنان وأختاهما كأفراخ طيرٍ لينة الزغب لم يشبعا من حضن فاطمة... يا لرزية أولاد فاطمة بفاطمة، يالوحدة علي من دون فاطمة...

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!