إسرائيل تمدّد حربها خارج غزة: من سوريا إلى الدوحة.. فهل يأتي دورنا؟
راجي سلطان الزهيري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
راجي سلطان الزهيري

اليوم، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع في العاصمة القطرية الدوحة، بحجة استهداف قيادات من حركة حماس، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب المدمّرة على قطاع غزة. هذه الضربة تمثّل سابقة خطيرة، إذ لم تعد إسرائيل تكتفي بعملياتها التقليدية في فلسطين أو سوريا، بل توسّعت لتصل إلى قلب الخليج العربي.
الهجوم على قطر ليس حدثاً منفصلاً، بل يندرج ضمن سلسلة طويلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف يومياً مواقع في سوريا، وتوسّعت قبل أشهر إلى مواجهة مباشرة مع إيران. واليوم بات الخليج العربي نفسه في دائرة النار. الأخطر من ذلك أن تل أبيب لم تُخفِ جرأتها، فقد أعلنت بوضوح أن الغارة على قطر جاءت بتنسيق أو على الأقل بموافقة دول "قريبة" – في إشارة إلى دول عربية لم تسمّها – ما يعني أن جزءاً من الغطاء السياسي لهذه الضربات مصدره من داخل المنطقة نفسها.
العرب بين الشجب والاستنكار
كالعادة، اقتصرت ردود الفعل العربية على بيانات التنديد والاستنكار، وهي بيانات لم تعد تقنع الشارع العربي، بل تحولت إلى لازمة مكررة أمام كل عدوان. فبينما تنشر إسرائيل طائراتها وتخترق سيادة الدول، يكتفي القادة العرب بالتحذير اللفظي أو الدعوة إلى ضبط النفس. هذه المواقف الضعيفة لا تردع إسرائيل، بل تمنحها شعوراً بالطمأنينة لمواصلة سياساتها التوسعية دون خشية من رد فعل عربي جاد.
إلى أين يتجه المشهد؟
إسرائيل، الكيان الصغير جغرافياً والضعيف ديموغرافياً مقارنة بجيرانه، تجرّأ على قصف عواصم عربية لأنه يعلم تماماً أن الدعم الأميركي والغربي سيبقى مظلة حامية له. وهو يراهن على تشرذم الموقف العربي وانشغال كل دولة بهمومها الداخلية، ما يجعله أكثر جرأة في توسيع عملياته.
اليوم قطر، بالأمس سوريا، وغداً قد تكون الأردن أو مصر أو حتى عواصم خليجية أخرى. لا شيء بعيد عن طموحات بنيامين نتنياهو الذي يسعى لتوسيع رقعة المواجهة من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وإظهار نفسه أمام الرأي العام الإسرائيلي كرجل قوي قادر على ضرب "أعداء إسرائيل" في أي مكان.
متى يأتينا الدور؟
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: إذا كانت إسرائيل لا تتردد في ضرب عواصم مثل دمشق والدوحة، فمتى يأتي الدور على بقية الدول العربية؟ هل سنبقى ننتظر لحظة استهدافنا لنفكر بعدها في رد الفعل؟ أم سنظل نلوذ ببيانات الشجب والاستنكار بينما يزداد نفوذ إسرائيل ويتعاظم خطرها؟
إن ما يجري اليوم ليس مجرد حرب على غزة أو مواجهة مع حماس، بل هو مشروع إسرائيلي لإعادة رسم معادلات القوة في المنطقة. وإذا لم يستفق العرب الآن، فإن الغد قد يحمل مفاجآت أكثر قسوة، ليس فقط على الفلسطينيين بل على كل العواصم العربية التي باتت في مرمى الطائرات الإسرائيلية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat