استقرت مواضيع الكاتبة منتهى محسن على بنية سردية في استحضار الرؤى الفكرية معتمدة على اسلوبية السرد الاستفهامي المفعم بعلامات الاستفهام المستقاة من بنية الواقع الخارجي واسئلة الواقع النصي التي تمثل حياتها وروحها النابضة على الورقة والسرد الاستفهامي يمثل اهم البنى الحقيقية للكاتبة ففي موضوع حكاية (جزاء الصابرين)تسرد لنا عن حيوية الحياة داخل الصحن الكاظمي وتنوع الحراك الموجود الذي يمثل عوالم دافقة المعنى حركة ناس يتلون كتاب الله وأطفال يركضون خلف اسراب الحمام واللافتات السود / النهر /السماء /القباب لتصل الى السرد الاستفهامي الذي غالبا ما يكون هو قلب السرد عندها أسلوب توصيلي يبعد الملل ويخلق حراك فكري
س:ـ (يا الهي كيف قضى الأمام عليه السلام عمره الشريف في طامورة مظلمة لا ضوء فيها ولا حياة ) ؟
نتأمل في هذه الشحنات الوجدانية الجمل الاستفهامية في سؤال اخر تقول (كيف تجرع ظلم الحكام وبغي السلطة الجائرة وضياع كل أوجه الحق والفضيلة ؟) النص فضاء تواصلي واستعمال أسلوب الاستفهام يدفع للوصول المتمثل الى أهدافه النقل الخبري واستعياب السرد والسيرة الغيرية .
ارتكزت الكاتبة في سرديتها على عدة محاور ترسخ القيم الايمانية نجدها تنظر الى الكد العاطفي كجانب من الجوانب الجمالية المهمة تستخدم دائما التعبيرات الحالمة
(وطاف علي في أروقة الحلم بشخصه الشريف مرتديا جبته الخضراء وعمامته السوداء )
تتحدث عن عالم الرؤيا في اغلب قصصها تخرج من الحلم بحلم حياتي اخر تمثل جوانب حياتها .
وفي رواية بطل العلقمي تنطلق الى قيم حياتية معاشة جذر دلالي في سيرة ذاتية للكاتبة موقف تعرض اخوها للاعتداء سارعت لتعاضده وتسانده فجاء والد المعتدي ليعتذر عن ما حصل تقول وقال لابي ان ابنتك شجاعة ذكرتني ببطل العلقمي
القصة الحقيقية عند الكاتبة منتهى محسن ليس فيما تقوله بل فيما تعنيه والأسلوب الاستفهامي يحقق سهولة الاجراء وتقريب المضمون واحداث التاثير في قصة (ام ابيها )
س:ـ (الن يحجبهم نورك الوضاء وانت ما بين الحائط والباب تتوارين عن الأنظار خجلة ؟ الم تشل أيديهم وتخرس السنتهم الوقحة وهم امام اعظم امراة ؟ فهل سلبهم التاج والديباج ادراك حقيقة انك ابنة المختار والبضعة ؟
الكاتبة تخاطب الرمز الفاطمي مباشرة وتحقق الأسلوب الاستفهامي ايجاز واقتصاد لبنية الخطاب كما تحقق توسعا في المعنى لتنتج دلالات كثيرة ومتنوعة كالتفخيم والتعظيم والتهويل وغيرها في حكاية الليالي الموحشة تسأل زينب عليها السلام
:- اخي حسن نور عيني يا حسين لماذا اطفأتم السراج هذه الليلة؟ وما لي لا اشم انفاس امي الزهراء ؟
أسئلة ناتجة عن وعي وتمكن ترسخ به التاثير الوجداني بقوة
:- ابي العزيز هل عدت ؟ بالله عليك اين امي الزهراء
وبعض الاستفهامات تكون في لغة ادراك لكشف الظرف الاجتماعي والخلفية المعرفية ففي قصة اللحظات الأخيرة معنى عرض السؤال
:-ماذا عساي ان افعل لاجلها ؟
لينفتح على تفسيرات وخلاصة المواضيع في ذهنية المتلقي يمكن ان نكتشف الحكاية كلها او ما يماثلها وتعاد قيمة الرؤيا في قصة الرؤيا المباركة عوالم تتحرك عبر استفهامية الرؤيا
:- هل حقا اني اراه ؟
:-هل استحق ان اراه ؟
ويتغلغل الاستفهام في الخطاب اليومي باستخدامها في وسط بيئة يومية ففي قصة ( الانفاس الشريفة)
:-لقد وجدت علاجا مناسبا لعيني مهدي اين هو ؟ هل هو نائم ؟
:-واي طبيب ذلك الذي سيعيد اليه بصره؟
ليظهر في الأخير ان الطبيب هو مولاي ابي عبد الله الحسين وبانفاسه الشريفة/
السؤال الاستفهامي له توجهات كثيرة منها القلق الذي يحقق الالفة
:-امي ما الذي ايقظك في هذا الصباح الباكر ؟
وتتحول استفهامات غضب واستنكار مع صديقتها فاطمة
:- لماذا لم ابادل امي الهدايا يوما ؟
لماذا اشيح بوجهي عنها ؟
لماذا لا امتثل لكلامها وافرح قلبها الحزين لاجلي؟
تميل هذه الاستفهامات الى الأساليب التربوية الناضجة وفي استفهاميات اعتناق تثير مسألة مؤثرة في علاقتها مع مستبصرة اجنبية مسيحية وتعطينا معلومة في غاية الأهمية وهي تكميلية تواصلية كحلقة متصلة بالموضوع
(قومي لا يطلقون اسم سيدة على أي من النساء لأننا نؤمن كما يقولون بان السيدة لا تستحق هذا اللقب سوى السيدة فاطمة الزهراء
:- وهل قومك يعرفون مكانة سيدة النساء ؟
يمكن لنا من خلال هذا السؤال ان ندرك معنى هذه المحاورة وأهدافها وقصد المؤلفة
أسئلة تعريفية تنفتح في اقصى مدياتها للسير الغيرية منطلقة من استفهام
:ـ بنية زينب نور عيني اين انت؟
يبدا السؤال الأكثر حرارة في التاريخ ويكشف عن جرح التواريخ كلها
:- الا من ناصر ينصرنا ؟
تنفتح السردية على مقومات العنوان في قصة هتاف الحرية التليد أسئلة متنوعة منها تربوية كيف لي ان اصوم لساني عن الغيبة ومنها رثائي
اتراك تسمع صراخي ولوعتي ؟
في الختام استطاعت الكاتبة عرض الكثير من الأغراض بواسطة الاستفهام فقدمت قصصا مبهرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat