صفحة الكاتب : هبه احمد هاشم

عقيلة الطالبين مفخرة النساء..
هبه احمد هاشم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  السيدة زينب وما أدراك ما زينب.. تلك المرأة الطاهرة المخدرة التي ألبسها الله تعالى جلباب الستر والعفاف، هي تلك الشريفة النسب والعالمة غير المعلمة، والفهمة غير المفهمة، هي مفخرة النساء عبر الأجيال، فكل صفحة من صفحات حياتها تفتح آفاقا واسعة أمام الإنسان، ليغترف ما يشاء من نبعها الصافي الفياض.

أخرست ألسنة الشامتين، عندما فُجعت بأخيها سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام).
الكل كان يظن انها ستصبح ضعيفة ومكسورة بعد هذه الفاجعة الأليمة، لكن ظنونهم باتت بالفشل والخسران.. سبحان الله قد وهبها الله تعالى من القوة والصبر ما أرهبت به سلاطين الكفر والنفاق.
 لقد كانت مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) في قلبها، تختلف عن غيره، فقد كان كل شيء في حياتها، حيث لا تستطيع مفارقته ولو للحظة واحدة؛ لأنه كان أخاها من جانب، ومن جانب آخر كان هو الإمام المعصوم في زمانها، فلو أخذنا جانب الاخوة بينهما، فأننا لا نستطيع أن نجد الكلمات والعبارات التي تعطي حق تلك الاخوة الصادقة المليئة بأسمى معاني المودة والرحمة.
 تُرى ماذا ترانا أن نكتب ونقول؟ جفت مداد الأقلام، وعجزت الألسن، وتحيرت الكلمات، وتاهت في ميادين الوفاء والتضحيات، وأعظم أدلة الحب والاخوة التي رسمتها علاقة الامام الحسين (عليه السلام)، والسيدة زينب (عليها السلام) في حياتهما الشريفة، هو أن الامام الحسين (عليه السلام) دخل ذات يوم الى بيت أخته زينب (عليها السلام)، فوجدها نائمة في باحة البيت، وأشعة الشمس قد لامست مولاتنا زينب (عليه السلام)، فأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) يظلل لها عن الشمس دون أن يوقظها، وعندما استيقظت وجدت أخاها وهو يظلل لها فقالت له: أنت اليوم تظلل لي عن الشمس، ترى من الذي يظلل لك في يوم عاشوراء؟
حبذا لو أخذنا الشيء اليسير عن العلاقة الاخوية الصادقة بكل ما تحمله الكلمات من معان وطبقناها في حياتنا؛ لنكون موالين حقيقيين لأهل البيت (عليهم السلام).
 إن الله تعالى يحبنا أن أنعمَ علينا بنعمة اهل البيت (عليهم السلام)، فواجب علينا أن نأخذ من معين سلوكهم وأخلاقهم، ونسقي به جفاف قلوبنا التي اصبحت قلوباً يملؤها الجفاء والحقد والضغينة، حيث أصبح الأخ لا يسأل عن اخته ويطمئن عليها، فبمجرد أن تزوجت كأن كل شيء قد انتهى، ذهب كل واحد الى طريق، فكأنما لم يولدا من اب وأم واحدة، ولم يتربيا في البيت نفسه، ولم يأكلا من مائدة واحدة.
وكذا عندما يتزوج الأخ، فأن الأخت تصبح في المرتبة الاخيرة في حياته..! انه الجفاء بعينه.. أهكذا علمنا أهل بيت النبوة؟ فلننهض من رقودنا الذي طال, ترى ماذا ننتظر؟ هل نحن حسينيون يا ترى؟ هل نحن نساء زينبيات؟
فلنسعَ لإصلاح أنفسنا ونشحنها بشحنات المودة والرحمة والعطف بين بعضنا بحيث يكون مصدر هذه الشحنات هو النهج الحسيني الزينبي. 
 هكذا نكون محبين وموالين قلباً وقالباً لأهل البيت (عليهم السلام).. إن مولاتنا زينب (عليهم السلام) قد تعثرت بالقبور وأنهكتها الرزايا والكربات، لكنها كانت قوية بلسانها الناطق بالحق، ونقية طاهرة بعفتها وحجابها.. وكانت تلك الاعلامية التي نشرت مظلومية أخيها سيد الشهداء (عليه السلام) عبر السنين.. إذ لازالت صدى درر كلماتها تتردد في أسماع الأحرار في العالم، خاصة عندما خاطبت الطاغية يزيد (لعنه الله) بهذ الخطاب: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحوا ذكرنا".
كلماتها هذه هزت بها اركان سلطان هذا الحاكم الفاسق الجائر الشارب للخمر، فكانت صرخة بوجه الظالم؛ دفاعاً عن المظلوم.. هكذا هم أهل البيت(عليهم السلام) فلنجعلهم قدوة لنا، ولندخل الى محراب الوفاء والعفاف؛ لنرتوي من عذب معينه، ليتدفق في عروقنا ودمائنا، لتكون مضرب الأمثال في تطبيق تعاليم الطريق الحسيني على مر العصور والدهور والأجيال كل من موقعه ومكانه؛ لنكون شيعة لأهل البيت(عليهم السلام) قولاً وفعلاً.. 
قال صادق أهل البيت (عليهم السلام): " كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقولوا: رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدب أصحابه".( سيرة الامام جعفر الصادق عليه السلام: ج1/ ص39)
ثبتنا الله تعالى على ولايتهم.. ورزقنا السير على خطاهم أمين..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هبه احمد هاشم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/27


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • قصة من سبايكر..  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : عقيلة الطالبين مفخرة النساء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net