قصة قصيرة.. حوار الاخوة الشهداء
ابراهيم الخفاجي

يأخذني الحزن الى عوالم التجسيد، لأرى فعل الألم كيف يكون عند التدوين، ربما يولد خيالا ابن واقع يحمل غصته عند مرافئ الجراح.. ماذا يا ترى يقول الآن الشهيد عادل جواد كاظم، وهو يحمل الى مثواه الاخير قرب قبر ابن عمه الشهيد حسن حميد كاظم الذي سبقه الى مرتقى الشهادة قبل أيام؟
 ألم أقل لك انتظرني يا حسن، لنلتحق بالركب الحسيني الى جنات الخلد، فها أنا كما وعدتك، جئت اليك محمولاً على اكتاف إخوتي، وهم ينادونك: حسن لقد جاءك رفيق صباك، قررت ان لا اتركك بمفردك، أتعلم يا بن العم أن معارك الموصل ذُهلت لقتالي وأنا ألج محارقها، اقتحم وأقاتل قتالاً يذهل الرجال بعدك؛ لأنني كنت اقاتل عني واقاتل عنك، ولهذا وعدتك اني سأتبع اثرك.
 حسن.. هل تركت لي مجالاً بالقرب منك، فأنا لا استطيع أن ابعد عنك، سنجلس ونتحدث عن امور كثيرة، فأنا أحمل لك اخباراً كثيرة عن الاهل والاخوة والأحباب، احمل اخبارا عن امك التي ما هدأ لها انين، لقد انهكها البكاء يا حسن، عذبها كثيرا بعدك العويل، فهي تنحب منذ اليوم الاول للرحيل، وأبوك انكسر ظهره بفقدك، وكأن الأربعين يوما أصبحت أربعين عاماً بفقدك يا حسن، والأصدقاء في الجبهة يسألوني عنك، لم يمر حديث دون ذكرك يا حسن، الجميع يعرف ان مصيرنا واحد، ولقد اقسمنا سوية على ان نروي تراب الأرض بدمنا، وسنأوي الى تراب الأم ليغدقنا بالحنين، سنعيد ايام طفولتنا مثلما كنا نلعب.
 أيعقل أن نترك التراب حين يعطش لدمنا؟ وأما أنا تركت ابي مريضا، لقد انهكته العلل يا ابن العم، واخشى ان لا يتحمل فراقي، فلقد عذبه فراقك كثيرا، وهو يدري ان الشهادة هي المصير، قم يا حسن، واستقبلني انا بقربك الآن تعال، تعال الي يا حسن..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم الخفاجي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/26



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة.. حوار الاخوة الشهداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net