صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

التفاوت والانحياز الأعلامي في العراق ..صراع الأجندات ؟!
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو واضحا في الشان العراقي المثير للجدل أن هناك تفاوتًا في التغطية الإعلامية والاهتمام بقضايا الجرائم ومنها الانتحار في مختلف مناطق البلاد .

الجنوب الشيعي طالما كان المعني الوحيد في مثل هذه القضايا، بينما يكون الصمت المطبق في كردستان، والمناطق الغربية السنية بحجة انه لكل منها ظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخاصة التي قد تؤثر على كيفية التعامل مع هذه القضايا.

ربما اقول ربما يكون هناك تركيز أكبر على قضايا معينة في جنوب العراق بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الفقر وفق حجة المهتمين بهذا الشأن، فقضايا الانتحار في الجنوب قد تحظى باهتمام أكبر بسبب الظروف المعيشية الصعبة والتحديات التي تواجه السكان وهو امر مردود ذاك أن المناطق الغربية عانت من صعوبات جمة ومشاكل أعمق وحتى محافظات الإقليم الشمالي.

لكن من الواضح أن هناك تفاوتا في التغطية الإعلامية أو في كيفية تعامل منظمات المجتمع المدني مع هذه القضايا في مناطق مختلفة من العراق ونظرتها بعيون عوراء .

كردستان والمناطق الغربية "السنية" لديها تحدياتها الخاصة المتعلقة بالأمن، والسياسة، والاقتصاد، مما قد يؤثر على كيفية التعامل مع قضايا الجرائم والانتحار باخفائها وطمطمة قضاياها.

فيما تركّز منظمات المجتمع المدني على قضايا حقوق المرأة في مناطق معينة بالجنوب العراقي بناءً على الاحتياجات الملموسة والتحديات التي تواجه المرأة في تلك المناطق فقط ،

فالاهتمام بقضايا حقوق المرأة في الجنوب قد يكون نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على المرأة في تلك المنطقة وكأنها لاتعني مثلها المرأة في كردستان ومناطق الغربية .

اذا هنالك دوافع وراء تضخيم مقصود أو التغاضي عن قضايا معينة قد تكون متعلقة بالسياق السياسي، الاجتماعي، أو حتى الإعلامي في العراق.

َويبدو واضحا وجود أصابع خفية تدير الأمور في مثل قضية الضحية بأن زياد الاعظمي فدور بعض الجهات الأجنبية في دعم أو التأثير على هذه القضايا واضحًا لكن من دون أدلة محددة، وعادةً ما تكون هناك أجندات محلية ودولية تؤثر على كيفية التعامل مع قضايا حقوق الإنسان والجرائم في مناطق مختلفة.

أن قضايا الجرائم والانتحار تقع في مناطق العراق المختلفة، ويمكن أن تكون هناك أسباب متعددة تتعلق بالسياق المحلي والدولي لهذه القضايا.

المعروف ان منظمات المجتمع المدني في العراق تقسم الى قسمين قسم يعمل بإمكانيات محدودة وتبرعات ذاتية او استحصال بعض المشاريع من جهات دولية الكثير منها مجهولة من خلال تنفيذ برامج يفترض انها توعوية وبعض برامج التعليم، والصحة والدعم النفسي وغيرها من القضايا، والقسم الاخر يتبع لأحزاب تعمل بشكل رسمي او خفي ، لتنفيذ برامج موجهة.

لا يوجد حالة نقية مئة بالمئة في عمل هذه المنظمات داخل العراق وعملية وجود منظمات مجتمع مدني نقية يكاد يكون مستحيل حاليا في بلادنا وفي اغلب دول العالم، والمشكلة أن هذه المنظمات تستغل حاجة الناس في بعض الاحيان وتلبيها من خلال تمرير بعض الافكار والاتجاهات بناء على حاجة هذه المجتمعات، ورغم ذلك لا يعتبر عمل منظمات المجتمع المدني حالة سلبية كبيرة من خلال ممارسة جزء من المنظمات لأدوار سياسية

في الواقع هنالك

اكثر من 7000 الاف منظمة موجودة في العراق لحد هذا اليوم مسجل منها 5600 منظمة فقط والباقي منظمات وهمية، رغم وجود قانون وضع من قبل دائرة منظمات المجتمع المدني.

بعض الاحزاب خلقت منظمات وهمية من أجل الاستفادة المالية او خلق الفوضى وحتى تهديد الامن أو تغيير المفاهيم، مع ان دائرة منظمات المجتمع المدني تحاول محاربة هذه المنظمات الوهمية.

بالطبع هنالك وجود منظمات وهي تكاد تكون نادرة تعمل بجهد توعوي يساعد على تقديم المفاهيم السياسية للناس وتصحيحها لكي يكون هناك مستوى جيد من اليات الاختيار للعمل السياسي في العراق.

ان قضية بأن زياد الاعظمي ماكانت بتاخذ هذا المنحنى لولا انها تقع في جنوب العراق البصرة بالتحديد وهي بعد من الطائفة السنية وطبيبة، فما سمعنا يوما ان الضحية كانت ناشطة او لها دور سياسي او كانت من المشاركين بالحراك الشعبي لكن تم ربطها بقضية محسومة ومحكوم فيها بالإعدام على قاتل الطبية سارة ولان قالتها شقيق زوجة المحافظ اسعد العيداني، وهو محافظ مثير للجدل وعليه آلاف علامات الاستفهام بشأن إدارته للمحافظة.

القضاء والأدلة الجريمة و التحقيقات واعترافات ذويها ومن يعملون معها تشير إلى أن الضحية ماتت منتحرة وكانت تعاني من أزمة نفسية حسب اقولهم.

وان كانت جريمة فلم تكن لتتخذ منها ترند وقضية من قبل شخصيات تافهة لتصعد بالام العائلة المنكوبة وعلى دم صاحبة المصيبة.

لكن صراع اتباع الأحزاب السلطوية ومنها من هو فاسد مع منظمات مشبوهة التمويل وتاجيجها من قبل بعض الشخصيات النسوية الهاربة في الإقليم بحجة الدفاع عن حقوق الاعظمي هي من كشفت عوراها في الرؤيا بعين واحدة منحازة فيما تظل قضية مقابر غسل العار بالاقليم وجرائم مناطق الغربية بعيدة عن حقوق المرأة.

والمثير أكثر هو رفع صور الضحية في بلديات تركية طبعا باموال وليس مجانا والقيام بانشطة مثل إقامة ولائم وتعازي وحتى قبر رمزي في النجف أمور تؤكد ماذهبنا اليه من وجود اجندات خبيثة تمول القضية لتسقيط ابن الجنوب قبل إسقاط الحكومة واحزابها الغبية التي تنجر لمثل هذه المستنقعات السياسية .

ترى من يدفع هذه التكاليف الباهضة ومن له القدرة على ذاك سوى أن تكون مقدرة دول او جهات لاتريد للعراق وأبناءه في الجنوب خيرا.

فمن قضية قانون الأحوال الشخصية الجعفري إلى قضية الاختطاف المزعوم لإحداهن والتي تدعي انها ابنة المذهب بينما أفعالها تقول انها بعيده كل البعد عنه واخيرا قضية الراحلة بأن الاعظمي والتي لم تكون الأخيرة في مسلسل محاولات اسقاط صورة الجعفري والجنوب العراقي ، لكن لن يهدموا مذهبا تعهده الله ورسوله وال بيته الأطهار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/24



كتابة تعليق لموضوع : التفاوت والانحياز الأعلامي في العراق ..صراع الأجندات ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net