وأنا بمعية الوفد الإعلامي للعتبة العباسية المقدسة لجبهات القتال في مدينة الموصل الحدباء بتاريخ 3/ 2/ 2017م، كشفت لي الكثير من المشاهدات الوجدانية لإخوتي المجاهدين في سواتر الثلج والصقيع، حيث خطرت في ذهني كلمات.. نسجت حروفها من تحت (بساطيلهم)، لتتركب عبارات بحق مقامهم الأثيل:
ثلجٌ يعلو الجباه، وظلامٌ موحش، وبردٌ قارس، ورصاصٌ غادر، يصطك في السواتر والاحشاء..
أي نموذجٌ أنتم أيها الأحبة؟ وأي عقيدة تحملون؟
كأني أرى يد الله تمسح فوق رؤوسكم!!
كأني برعد بنادقكم يخاطب العراق؟!
نم قرير العين يا حبيب، واحتضن مدفئة النار، لن ينالك ثلج السماء، ولن يوحشك الليل البهيم.. ولن تصبك رصاصات الغدر والأرجاس..
افرح يا بلدي من خلف النافذة.. فنحن نخشى عليك البرد القارس.. لوّحْ لنا يا عراق بكلتا يديك من بعيد، لا تقترب.. فالليل موحش والخائن يتربص بك، ومن لنا غيرك يا عراق.
ضع حمامات السلام تحت جناحيك.. واحفظ لنا ابتسامات الاطفال..
يكفي عويلا ونحيبا بين ذراعيك يا عراق.. لماذا باعوك؟ ولماذا خانوك؟ ولماذا قتلوك؟
اعطيتهم سماءً وأرضاً.. فأعطوك صحراء..
اعطيتهم هواءً وعشقاً.. فأعطوك قبورا..
اعطيتهم انهاراً تجري، اعطيتهم جبالاً ونخيلاً..
اعطيتهم الحياة واعطوك الموت..
لا تحزن يا بلدي لن تموت..! ضع فمك في فمي.. واستنشق الهواء من احشائي، فالهواء في داخلي لن ينتهي؛ لأنه منك وإليك..
لن نخذلك يا بلدي بسعير الحر.. ولن نخذلك بصقيع البرد..
وستعود قريباً كما كنت موطناً للكون أجمع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat