أهمية وفوائد الاهتمام بدروس التربية الرياضية في المدارس الجزء الثاني
كامل حسين الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين الجنابي

أوضحت نتائج (29) دراسة أن ممارسة نشاط الرياضة البدنية لها تأثير إيجابي على مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، وهي تمثل نسبة (46.77%) من مجموع تلك الدراسات.. وقد دلّت نتائج (20) دراسة أن ممارسة الطلبة للنشاط الرياضي ليس لها أي تأثير على مستوى التحصيل الدراسي لديهم، وهي تمثل نسبة (37.26%) من مجموع تلك الدراسات.
أشارت نتائج (13) دراسة إلى أن لممارسة النشاط الرياضي تأثيراً سلبياً على التحصيل الدراسي للطلبة، وهذه الدراسات تمثل (20.97%) من مجموع تلك الدراسات؛ علاوة على ذلك أن الطلبة الممارسين للنشاط الرياضي لديهم دافع أقوى للتحصيل الدراسي عن أقرانهم من غير الممارسين، ويتوفر لديهم الدافع لإنجاز العمل.
من هذه الدراسات يتضح أن ممارسة نشاط الرياضة البدنية يرفع من مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة، علاوة على الفوائد الأُخر الكثيرة، مما يوجب ويحتم على مسؤولي العملية التربوية الاهتمام الجدّي بدروس التربية الرياضية ونشاطاتها من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
وأيضاً أكدت كثير من البحوث والدراسات العراقية والعربية على أهمية الرياضة للإنسان وخاصة شريحة الطلبة، الذين هم بأمسِّ الحاجة للرياضة في هذه المرحلة العمرية من حياتهم، ويمكن تلخيصها بما يلي:
إن النشاط البدني ينشط النمو الجسمي للطلبة، والصحة العامة لهم وبقية أفراد المجتمع، ويجعلها أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، ولهذا يؤكد الأطباء وينصحون مرضاهم على مزاولة بعض أنواع الرياضة البدنية المناسبة من أجل شفائهم من أمراض: السكري، والضغط، وأمراض القلب والشرايين، والأمراض النفسية والعصبية، وغيرها.
إن النشاط الرياضي البدني يؤدي إلى تطوير القوى العقلية المعرفية عند الطلبة، ويحفز الذاكرة، كما تساعد الرياضة على زيادة الطاقة، والتركيز والصفاء الذهني، ويدعم الملكة الفكرية، وكذلك إثارة الدافع النفسي للطلبة على العمل، واستعدادهم للتعلم من خلال نمو الذاكرة، والتفكير والتحليل والإدراك.
إن مزاولة الطلبة للرياضة تساعد وتساهم في تكوين وصقل السلوك الاجتماعي والأخلاقي الإيجابي للطلبة من خلال اللعب مع جماعة الفرق الرياضية، وما يتعلمه من معايير السلوك الايجابي الحسن مع الآخرين من خلال القوانين العامة والخاصة باللعب، من ضبط النفس، والصبر، والإحساس بشعور الآخرين واحترام حقوقهم، والعدل، والصدق، والأمانة، وبذل الجهد الايجابي... وبالتدريج تتكون هذه الصفات والسلوك الجيد لدى الطلبة، وبذلك يكونون عناصر جيدة ومتفاعلة ومؤثرة في المجتمع الذي يعيشون فيه سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع المحلي في المنطقة.
ومن الآثار الايجابية لممارسة الرياضة البدنية أنها تزيد من معدلات المواد الكيمياوية المهمة التي يفرزها المخ، والتي غالباً ما تقلل وأحياناً تقضي على حالات الاكتئاب والبخل عند الطلبة، والتخلص من الضغوط النفسية والقلق، وتساهم في إشباع حاجات الطلبة النفسية، والثقة بالنفس، علاوة على شعور الطلبة بالمتعة والبهجة والسرور والانشراح والاطمئنان النفسي عندهم.
إن ممارسة الطلبة للأنشطة وخاصة الرياضية منها في المدرسة تحبِّب المدرسة للطلبة، وتشدّهم وتحفزهم على الدوام والدراسة؛ وبذلك تقلل من ظاهرة تسرب الطلبة من الدراسة، وهي ظاهرة سلبية خطرة على مستقبل الأجيال القادمة، يجب دراستها والحد منها؛ لأنها تؤدي إلى تفشي الأمية بين أفراد الشعب.
وجاء الدين الإسلامي ليؤكد على العمل والحركة وعدم الكسل كما جاء في القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد (ص) وآل البيت (ع)، وكان الرسول الأعظم (ص) يطلب من المسلمين أن يتعلموا الرماية والسباحة والفروسية... وقد أقرَّ المسلمون مجموعة من الشروط التي يتوجب أن تتوفر عند ممارسة الرياضة وهي: الانضباط الشرعي، والالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والالتزام بتربية وتكوين الانسان الصالح، والتكامل والتوازن، والمردود الايجابي للفرد.
نخلص من ذلك أن كل هذه الفوائد الصحية والعقلية والاجتماعية وغيرها من الفوائد الكثيرة لممارسة الطلبة للرياضة، مما يلزم كل من وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة، وإدارات المدارس ومدرسي الرياضة الاهتمام بدروس التربية الرياضية، وتهيئة كافة المستلزمات الضرورية لمزاولة الرياضة البدنية من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة في صياغة أبناء المجتمع بصورة جيدة وقوية صحياً وعلمياً وثقافياً واجتماعياً وروحياً من أجل بناء العراق المتقدم العلمي القوي والمجتمع الآمن المرفَّه السعيد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat