أهمية وفوائد الاهتمام بدروس التربية الرياضية في المدارس الجزء الأول
كامل حسين الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين الجنابي

من المعروف في العصر الحديث حالياً، أن أيَّ دولة تعمل على صياغة الموارد البشرية قوية وعلمية ومتقدمة، تساهم مستقبلاً في بناء الدولة والمجتمع بشكل علمي ومتطور في جميع المجالات، أن تعطي الاهتمام الكبير والجدي والعملي على محورين أساسيين هما:
أولاً: الاهتمام بالتربية والتعليم.
ثانياً: الاهتمام بالدراسات والبحوث العلمية التطبيقية في جميع المجالات.
ففي مجال التربية والتعليم، تقوم كلتا الوزارتين بإعداد جميع المستلزمات التربوية المتطورة الحديثة، من مناهج ومقررات دراسية، وبنايات، وإعداد الكوادر التدريسية وتدريبهم، والمختبرات، وغيرها من الأمور اللازمة للعملية التربوية.
ومن مفردات المقررات الدراسية، هي دروس التربية البدنية والأنشطة المدرسية، في المراحل الدراسية كافة، من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية؛ ومن المؤكد الأثر الواضح الكبير الإيجابي لبرامج الأنشطة المدرسية والجامعية المختلفة على الطلبة، حيث تعتبر مُكمِّلة ومُساندة ومُعزِّزة للدروس النظرية في البرامج الدراسية، لتحقيق الأهداف التربوية.
وتعتبر دروس التربية الرياضية من أهمِّ الدروس والتي هي مهملة في كثير من المدارس التي تؤثر على صحة ونفسية ونمو الشخصية المتكاملة للطلبة؛ فممارسة الرياضة ترتبط ارتباطاً تاماً بجميع مجالات النمو والصحة في الشخصية الإنسانية صغاراً وكباراً، وهذا أهمّ ما يحتاجه الطلبة في هذه المرحلة العمرية من حياتهم، فالرياضة البدنية للطلبة تقوّي أبدانهم بصورة عامة وعقلهم بصورة خاصة؛ وذلك لأن الأنشطة الرياضية تدفع الدم بكثافة في جميع أجزاء الجسم بما في ذلك المخ، فعندما يتزوّد المخ بالدم النقي المحمل بالأوكسجين يقوي التركيز، وتزيد سرعة التفكير، والقدرة على استيعاب المعلومات، وحل المشاكل عند الطلبة.
ولكن من الملاحظ حالياً رغم إهمال كثير من المدارس لدروس التربية الرياضية، فأن معظم الطلبة يقضون كثير من أوقاتهم في البيت في الألعاب الالكترونية في الحاسوب، ومشاهدة التلفزيون، وعدم وجود نوادٍ وساحات لحركة ونشاط الطلبة في المناطق السكنية، مما يؤدي إلى قلة الحركة والنشاط البدني فتشل حركتهم، وتشدّ أعصابهم، وتعرضهم إلى الضغط والتوتر النفسي، والخمول، وتوارثهم العصبية غير المبررة، والسمنة المفرطة في بعض الأحيان؛ لأن طاقتهم مختزنة داخلهم، والشحنات العصبية لم تأخذ حيز التنفيس، ناهيك عن أثر هذا الخمول والركود سلباً على النمو العام والصحة العامة، وعلى الذكاء والتحصيل العلمي للطلبة.
هناك مقولة معروفة هي (العقل السليم في الجسم السليم)، فممارسة الرياضة حتماً تحسن صحة الإنسان، وعندما تتحسن صحة الطلبة الذين يمارسون الرياضة البدنية، يكونون أقدر من غيرهم على النمو المتكامل، والتحصيل العلمي الدراسي؛ لأنهم يتمتعون بصحة جيدة.
فقد أجريت كثير من الدراسات والبحوث العلمية على تأثير ممارسة الرياضة البدنية على الطلبة، فأوضحت النتائج لتلك البحوث والدراسات أنها تؤدي إلى: (زيادة التحصيل العلمي عند الطلبة الذين يمارسون الرياضة البدنية على غيرهم من الطلبة الذين لا يمارسون الرياضة البدنية عند وجود تنظيم الوقت بين التحصيل العلمي (الدراسة) وممارسة الرياضة البدنية).
فقد أُجريت (62) دراسة مقارنة، قام بها كل من (شافر، وآرمر، وكيلنج، ووندي، وتيري شو، وويلبور، وديغز، وبيرجر، وكيسل) على الطلبة الممارسين للنشاط الرياضي، والطلبة غير الممارسين للنشاط الرياضي، وأثرها على التحصيل الدراسي بالمدارس الثانوية وبالكليات بالجامعات الأمريكية المختلفة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat