صفحة الكاتب : راجي سلطان الزهيري

تسليم السلاح.. الطريق نحو الذل والخراب
راجي سلطان الزهيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في نهاية الثمانينيات ظن العراقيون أن صفحة الحروب قد طُويت وتنفسوا الصعداء قليلًا لكن سرعان ما جاءت الأوامر بدخول الكويت تلك المصيدة الكبرى التي لم يخرج منها العراق إلا محطمًا.

دخل صدام حسين الكويت وهو يظن أن العالم سيقف صامتًا أمامه لكنه سرعان ما اكتشف أن الثمن كان باهظًا. انتهت الحرب وخضع العراق للحصار ثم جاءت فرق التفتيش لتدخل حتى غرف نومه وصواريخه فجرت أمام عينيه وسلاحه الذي تباهى به لسنوات أصبح خردة.

كان يعتقد أن الأمريكيين سيبقونه في الحكم طالما أنه استسلم وسلم كل شيء لكنهم بعد أن تأكدوا من قصّ جناحيه هاجموه وأسقطوه ودخلوا عليه في حفرة ذلّوا بها تاريخه وكل من كان يهابه ثم أعدموه إعدامًا ما بعده إذلال إذ قتلوه بعد أن قتلوا هيبته أمام شعبه وأعدائه معًا.

ثم جاء الدور على معمر القذافي حين ظن أنه بالمصالحة مع الغرب سيأمن شرهم فسلّم برنامجه النووي وفكك مفاعلاته وأرسلها إلى أمريكا وتخلص من صواريخه ظنًا أنه سيشتري بقاءه وعرشه لكنهم سرعان ما تخلوا عنه وأسقطوه وتركوه بين أيدي الناس يقتلونه بأبشع صورة بلا رحمة ولا كرامة ولا دولة تحميه.

واليوم يكررون السيناريو مع حزب الله. يضغطون بكل الوسائل ليسلم سلاحه. فإن فعل سيدخل عليه جماعة الجولاني أو داعش الجديدة بدعم أمريكي وإسرائيلي وسنشهد المجازر نفسها التي حدثت في السويداء وغيرها؛ سلب ونهب وقتل وذبح وتمثيل بالجثث وخطف النساء واغتصابهن أمام ذويهن لإذلال طائفة بكاملها وإسقاط إرادتها.

وإن رضخت إيران هي الأخرى وسلمت برنامجها النووي كاملًا بلا شروط وضمانات حقيقية فلن تكون حالها بأفضل من العراق أو ليبيا بل ربما ستكون الكارثة أكبر بكثير بسبب حجم الدولة وثقلها الإقليمي مما سيجعل تمزيقها هدفًا رئيسيًا لأي قوة غربية أو إقليمية تناصبها العداء.

أما بلدي العراق الذي تحوم حوله كل أجهزة المخابرات في العالم ليل نهار فإن حلّ الحشد الشعبي وتسليم سلاحه يعني ببساطة نهاية العراق الموحد إلى الأبد. سيعود الإرهاب والذبح على الهوية وستندلع حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر وستُسفك دماء الأبرياء في الشوارع دون أن يلتفت إليهم أحد.

إنها معادلة واضحة لا تحتاج إلى محللين وخبراء:

 من سلّم سلاحه سلّم رقبته وسلّم شعبه وسلم وطنه.

اللهم احفظ العراق وأهله من كل سوء

واجعل لهم سلاحهم حصنًا لا وبالًا

واجمع كلمتهم ووحد صفوفهم

فإن القادم مرعب

و"الله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين."


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راجي سلطان الزهيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/08



كتابة تعليق لموضوع : تسليم السلاح.. الطريق نحو الذل والخراب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net