سيدُنا العباس عليه السلام قمة البلاغة
سعيد رشيد زميزم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعيد رشيد زميزم

اتصف آل أبي طالب (ع) بالفصاحة والبلاغة وحسن التعبير، بدءاً بسيدنا أبي طالب (ع)، ومروراً بسيد البلاغة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وولديه الإمامين الجليلين الحسن والحسين (ع)، ومن ثم أئمة آل البيت (ع)؛ وبما أن سيدنا قمر بني هاشم (ع) هو الابن البار لخليفة رسول الله (ص) إمام الحق علي بن أبي طالب (ع)، فقد كان أحد أعلام البلاغة، وأحد فرسان بني هاشم (ع).
لنشير في بحثنا الموجز هذا، لواقعة حدثت بين سيدنا العباس (ع)، وأحد أزلام بني أمية في معركة الطف الخالدة، حين خاطبَ هذا النفر الضال سيدنا العباس (ع)، وهو يدعوه الى الاستسلام مندداً به، فردّ عليه الفارسُ الهمام سيدنا العباس (ع) بهذه الكلمات المدوية التي تنمّ عن البلاغة العالية حيث قال (ع):
(إني أرى كلامَك يا هذا كالسراب الذي يلوح، فإذا قصد صار أرضاً بوارا، والذي أملته مني، بأن استسلم لك، فذلك بعيد الحصول، صعب الوصول، واني ياعدو الله ورسوله، معوّد للقاء الأبطال، والصبر على النزال، ومكافحة الفرسان، وبالله المستعان.. ويلك أليس لي اتصال برسول الله (ص)؟ فأنا غصن متصل بشجرته، وزهرة من نور ثمرته، ومن كان من هذه الشجرة، فلا يدخل تحت الذمام، ولا يخاف ضرب الحسام، وانا ابن علي بن أبي طالب، لا أعجز عن مبارزة الأقران، ولا أملّ من الضرب والطعان، وما أشركت بالله لمحة بصر، ولا خالفت رسول الله (ص) فيما أمر، وأنا منه كالورقة من الشجرة، وعلى الأصول تنبت الفروع، فاصرف عنا ما أمّلت، واقطع منا ما رجوت، فما أنا ممن يأسى على الحياة، أو يجزع من الوفاة، فخذ في الجد، واصرف عنك الهزل، ثم أنشأ يقول:
صبراً على جور الزمان القاطع * ومنية ما أن لها من دافعِ
لا تجزعنّ فكلُّ شيء هالك * حاشى لمثلي أن يكون بجازعِ
فلئن رمانا الدهرُ منه بأسهم * وتفرّق من بعد شمل جامع
فلكم لنا من وقعة شابتْ لها * قممُ الأصاغر من ضراب قاطعِ
ما ان انتهى سيدنا العباس (ع) من رجزه هذا، حتى انقضّ على هذا البائس، واجتث رأسه العفن، ثم استمر يستأصل رؤوس هؤلاء الخونة الذين تصدوا له وهو يجتاز نهر الفرات، بعد أن فرّق شملهم واستمر يطاردهم الى أن نال الشهادة (ع).
المصادر:
1- أسرار الشهادة للدربندي
2- قصص العباس ص164
3- قمر بني هاشم ص61
4- الكفيل ص14
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat