الإمام الحسين- شاغل الدنيا
سعيد رشيد زميزم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعيد رشيد زميزم

إن شخصية الإمام الحسين الفذة قد شغلت أفكار شرائح المجتمع كافة من رجال سياسة ورجال علم وشخصيات دينية وصحابة أجلاء بما فيهم الخصوم إضافة إلى المئات من الشخصيات العلمية والسياسية من غير المسلمين وقد اخترنا قسماً مما قاله رجال الفكر المسيحي عن إمامنا العظيم الحسين بن علي (ع) وسيرته المباركة:
• يقول المفكر المسيحي (بولس سلامة) عن الإمام الحسين (ع) مما يلي:{لقد كان الحسين (ع) إماماً بارعاً تقياً صابراً مجاهداً راسخ القدم في السخاء نقي المعدن سليل الدوحة النبوية الشريفة قائد أعظم ثورة ضد أعتى الطغاة}.
• أما المفكر المسيحي (ميخائيل نعيمة) فيقول:{لقد خاض الحسين (ع) معركة الحق والكرامة ضد الباطل المتمثل بيزيد بن معاوية وزمرته الفاسدة التي استهترت وضربت عرض الحائط بكل الأخلاق العربية}.
• يقول المفكر المسيحي (جورج جرداق) عن الإمام الحسين: {أصبحت فاجعة كربلاء فاجعة بشرية غير اعتيادية وإنما هي شبيهة بفاجعات الأنبياء، وأصبحت تلك البقعة الملطخة بالدماء مكاناً مطهراً يحج إليها الناس الذين احيوا الحرية ورفضوا القهر والحرمان}.
هذه النخبة الطيبة من المفكرين العرب المسيحيين والذين ألفوا العديد من الكتب التي تتحدث عن التاريخ المشرف لآل بيت النبوة الكرام سلام الله عليهم وهنا لا بد أن نشير بأن الكاتب اللبناني (بولس سلامة) قد نظم قصيدة زادت عن خمسة آلاف بيت بحق الإمام علي (ع) سيمت بـ(ملحمة الغدير) كما أن الكاتب جورج جرداق قام بتأليف موسوعة رائعة عن الإمام علي (ع) تكونت من خمسة أجزاء. ونذكر نبذة مما قاله المفكرون والمؤرخون الأجانب عن الإمام الحسين (ع) وثورته الرائدة التي أعلنها ضد السلطة الأموية الجائرة التي أرادت تكميم الأفواه إلا أن ثورة الإمام الحسين (ع) العظيمة تمكنت من أن تزيل حاجز الخوف الذي كان يسيطر على المستضعفين من المسلمين فزادت من همة هؤلاء وما الثورات المتعاقبة التي حدثت بعد ثورة الإمام الحسين إلا دليل أكيد على أن الإمام الحسين (ع) أجج نار الثورة وجعل من المسلمين الذين استاءوا من النهج الذي سار عليه الحكام الظلمة لرفع راية الثورة. قال المؤرخون والفلاسفة الأجانب عن الإمام الحسين وثورته الجبارة:
1. يقول الكاتب الألماني (فلهاوزن):{لقد افتتح استشهاد الحسين عصراً جديداً لدى المسلمين}.
2. يقول الكاتب الانكليزي (براون):{كان أنصار علي (ع) قبل واقعة كربلاء ينقصهم التصميم والحمية نحو عقيدتهم وقد تغير الوضع المذكور بعد واقعة كربلاء}
3. يقول المؤرخ الانكليزي (جيبون):{إن مأساة الحسين المروعة بالرغم من تقادم عهدها وتباين مواطنها، لابد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساً وأقساهم قلباً}.
4. يقول المؤرخ الروسي الدكتور(مارونا ارسانيس) عن الإمام الحسين:{يجب أن لا ننسى أن نهضة الإمام الحسين الذي خرج لإصلاح أوضاع المسلمين في عهد يزيد ثاني ملوك بني أمية إلا أن يزيد وقف دون الوصول إلى أهدافه السامية}.
5. يقول الكاتب الهندي (رام روشن جي) عن الإمام الحسين(ع):{إن الإمام الحسين كان إنساناً صادقاً صالحاً طاهر القلب وأنه وهب كل حياته للإنسانية وفدى نفسه لأجلها}.
6. يقول المفكر الفرنسي (ببيرجون لويزار) :{إن الحزن الذي سببه مصرع الإمام الحسين(ع) وأصحابه ظل يرفد تياراً كبيراً من المتعاطفين مع أبنائه رغم جور السلطة الأموية خلال قرن كامل من حكمها، كما أنه لم يئن الراحة من المطالبة بالتغيير}.
عاشوراء الدامي:
في هذا اليوم الرهيب قامت زمرة قذرة يدها ملطخة بدماء عترة رسول الله (ص) وأبناء عمومته وأصحابه سلام الله عليهم بقتل الإمام الحسين(ع) وصحبه الأبرار وحرق خيام وسلب نساء آل بيت النبوة محمد (ص). إن هذه العصابة المجرمة التي قامت بهذه العملية الجبانة ضد العترة الطاهرة، ضد هؤلاء الرموز وهؤلاء القادة الشجعان الذين قاموا بخدمات جليلة وتضحيات من أجل تثبيت أركان الإسلام، لقد ضربت هذه الشرذمة الضالة المبادئ السامية التي نادى بها الإسلام عرض الحائط وقامت بفعلتها الغادرة ضد ريحانة رسول الله (ص) وحبيبه فاستحقت لعنة الله جل وعلا وبراءة رسوله الكريم (ص) من هذه الطغمة الفاسدة وبذلك خسرت هذه الفئة الباغية شفاعة رسولنا العظيم يوم الجزاء فإلى جهنم وبئس المصير لهذه العصابة المارقة التي استحقت لعنة التأريخ وذهبت إلى أقذر صفحات التأريخ السوداء إن المصير الأسود الذي ينتظر هؤلاء الأقزام سيكون ملبداً بالغيوم المعتمة وبزخات من النار الحاطمة، لما اقترفت أيديهم المشلولة هذه الأيادي القذرة التي لم تفعل الخير بل أنها كانت وعلى الدوام يداً سيئة شغلها الشاغل إيذاء المسلمين والسهر على عذابهم وهكذا كان هؤلاء القتلة أداة قمع وقهر للشعوب المظلومة المغلوبة على أمرها ومن هنا وجب علينا نحن الموالون لآل البيت أن نقف وقفة إجلال وإكرام لقائدنا وزعيمنا ورمزنا العظيم أبي الأحرار وسيد الشهداء إمام الحق الحسين الخالد (ع).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat