سبل تطوير الواقع السياحي
منتظر العلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منتظر العلي

لا يخفى ما للسياحة من مردودات اقتصادية وثقافية كبيرة، تسهم إلى حد بعيد في نمو وتطور البلدان ذات الطابع والنكهة السياحية سواء الدينية منها أو الطبيعية، أو الآثارية.. مما تستدعي الحاجة لوضع تخطيط متكامل، وآلية فعالة لبث الحراك الإيجابي في مفاصل التنمية السياحية، بعدّها انموذجاً حضارياً للبلدان المستقرة سياسياً وأمنياً، وذات منظومة مهنية وعلمية في قراءة متطلبات العصر وروح التغيير..
وهنا ينبغي التدرج في عملية تطوير الواقع السياحي بدءاً من التنمية السياحية الداخلية وتطويرها، باعتبارها من أهم أنواع التنمية السياحية، ومن العوامل المساعدة في القضاء على البطالة، واستثمار الموارد السياحية في البلد بأفضل صورة ممكنة، وتوظيف أكبر عدد ممكن الشباب عن طريق تطوير المناطق السياحية وتوسيعها، وتوفير فرص عمل كبيرة في الفنادق والمنتجعات السياحية والمطاعم والأسواق والحرف الشعبية وغيرها، وهذا النوع من التنمية يركز على السياحة الخاصة بالإجازات والعطل الأسبوعية والسنوية.. وتعرف السياحة الداخلية على أنها المواقع التي توفر الاكتفاء الذاتي، وتتتوفر فيها أنشطة سياحية مختلفة، وخدمات متعددة لأغراض الترفيه والاستراحة والاستجمام.. فهناك منتجعات سياحية تركز التنمية فيها على دمج برامج استعمال الأراضي والتنمية الاجتماعية، مع عدم إهمال البعد الاقتصادي الذي يوفر فرص الجذب الاستثماري للمشاريع السياحية في المنطقة، وتحتاج إقامة هذا النوع من المنتجعات إلى وجود نشاط سياحي مميز أو رئيسي في الموقع مثل: مواقع دينية مميزة، ومواقع أثرية محددة بشكل جيد، وعليها لوائح تعريفية بتأريخ هذا الأثر القديم، مع الاهتمام بالأسوار والأبواب التي تحيط بهذه الأماكن الأثرية، ومواقع ترفيهية على ضفاف الأنهار، تضم مطاعم تحمل الطابع النهري في تصميمها، وفي ما تقدمه من وجبات الطعام، وقوارب سياحية صغيرة، والمقاهي وصالات الألعاب وغيرها..
إن كل هذه الأنشطة السياحية تعتبر مورداً اقتصادياً هائلاً، وكما نرى اليوم اتجهت الدول الأوربية الى توفير كل ما يتمناه المواطن من عناصر الجذب السياحي، من أجل خلق سياحة داخلية تعود بالفائدة على سكان واقتصاد البلد بشكل أكبر؛ فالسائح سينفق ماله في نفس البلد، وهذا مايسمى بالتغذية الذاتية لاقتصاد البلد.. نحن اليوم في العراق لانملك جزءاً بسيطاً من هذه السياحة المهمة؛ فهناك مواقع أثرية مهملة، هناك مواقع على ضفاف الأنهار مهملة.. على هيئة السياحة أن تعمل بشكل فعلي بالتعاون مع وزارة التخطيط على رسم مخطط سياحي كبير، يستثمر كل الموارد السياحية المتاحة في البلد عن طريق النقاط التالية:
1. التعاون مع المؤسسات والمنظمات السياحية والثقافية والهيئات العلمية والأكاديمية العربية والدولية، من أجل تبادل الخبرات والمعلومات في مجال الحفاظ على التراث والمواقع الاثرية والسياحية.
2. الاهتمام بالتعليم والتدريب السياحي والفندقي.
3. الاتصال بالمؤسسات والمنظمات الدولية السياحية والفندقية الرسمية وغير الرسمية على امكانية ارسال الكوادر المهنية العراقية في مجال السياحة والفندقة بدورات تدريبية قصيرة وبعيدة المدى، لاكتساب المعرفة والخبرة في المعاهد السياحية والفندقية للدول مثل سويسرا، فرنسا، انكلترا وايطاليا.
4. الاتصال بالدول المتقدمة في مجال التعليم السياحي والفندقي عبر الاتفاقيات الثقافية والبروتوكولات للاستفادة مما توصلوا إليه من وسائل وتقنيات حديثة.
5. إعادة تنظيم وتطوير المنظمات والاتحادات والمؤسسات السياحية بما يلبي من متطلبات المرحلة القادمة للعراق الجديد، وإفساح المجال بتأسيس شركات سياحية جديدة.
6. التنسيق والتعاون بين وزارة السياحة وكافة المؤسسات والمنظمات والجامعات والمعاهد والهيئات السياحية من أجل انجاز الخطط الموضوعة سلفاً لتطوير القطاع السياحي.
7. الاستعانة بتصاميم ومخططات من الدول الأجنبية لبناء المنتجعات السياحية وتطوير الواقع السياحي في العراق.
8. الاستعانة بخبراء الآثار الأجانب لاستكشاف المناطق الأثرية واستصلاحها والعناية بها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat