مسمارٌ في حريةِ التعبيرِ والرأيِ الحرِ
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

حدثني صديقُ منْ إحدى الدولِ العربيةِ ذاتِ الديمقراطيةِ الجديدة. . .! المتخصصَ في الشأنِ السياسيِ والقانوني، بالقول: اتصلتْ بي إحدى مذيعاتِ القنواتِ الفضائيةِ المعروفة، وطلبتْ مني؛ المشاركةُ في برنامجٍ تلفزيوني، للتحدثِ للمشاهدِ الكريم، عنْ أحدِ المواضيعِ المهمةِ التي شغلتْ الساحةُ الداخليةُ وبعضُ الجمهورِ في الآونةِ الأخيرة، وتعددِت الآراءِ بشأنه، وازداد المحللينَ والمنظرينَ منْ المتخصصينَ وغيرهمْ ، ومنْ المتصنعينَ في الثقافةِ والعلومِ ، حتى وصل النقاش إلى بائعِ الخضرِ واللبن، معَ الاحترامِ لكلِ المهنِ الشريفةِ ، بحيثُ، أخذَ البعضَ منهم، يهدد، ويتهمَ ويتوعد، لذوي الرأيُ المخالفُ له..! مثلما يقالُ في المثلِ الشائع ( الكلَ يغني على ليلاه.(
فأجبتها بالقول: اتركيني بضعةَ أيام، قبل اللقاء، لأرتبْ سفرَ عائلتي، أولاً، إلى أحدِ البلدانِ المجاورة، للسياحةِ والاصطياف. .! خوفا على صحتهمْ من ارتفاعِ حرارةِ الصيف. .! واستحصلَ لهمْ سمةُ دخول، وإقامة، لمدةَ ثلاثةِ أشهر، معَ تهيئةِ تذكرةِ سفري بعد انتهاءِ اللقاءِ التلفزيونيِ مباشرةً في القناة، وبتاكسي الشخصيات السريعة، حتى لا أتأخرُ في التفتيش، لتوصلني بسرعة البرقَ إلى صالةِ المغادرة، لأسافرْ في أولِ طائرةِ متجهٍ لمكانِ إقامةِ عائلتي، ثم، أغلقَ هاتفيٌ الخلوي، وأتوارى عنْ الأنظار، للراحةِ النفسيةِ لمدةِ ثلاثةِ أشهر، عسى أنْ ينسونيَ، المعجبينَ والمحبينَ منْ (الربعَ ) ، وأعودُ لبلدي بعدها، بعدُ أنْ ينشغلوا بموضوعٍ ثان، فيلما أوْ مسرحية، وبإخراجً جديد.
قالتْ لي: هوَ مجردُ لقاءِ تلفزيوني، لمدةَ نصفِ ساعةٍ أوْ أقل، تعبر فيع عن رأيك بموضوع الحوار.
فأجبتها: بأنني سوفَ أقولُ الحقيقة، وأقدمَ مقترحاتي، للمشاهدِ للتهدئة بين نفوس أبناء بلدي، وهذا ما لا يعجب ا أو يتوافق مع رأي البعض .
فردتْ علي: هذا هوَ المطلوبُ يا استاذنا، لتوضيحِ بعضِ الحقائقِ كونكَ متخصصا بموضوع الحوار.
فأجبتها، أنَ قولَ الحقِ في هذه الأيام، يا ابنتي، يغضبَ البعض، وبديلاً عنْ الحوار معي، أنعتَ بالسبِ والتهديدِ ، وربما الاتهامُ بالخيانة.
فأجابتني: ألا، تعرفَ القولَ الشائعَ للأحرارِ والمناضلينَ منْ رفاقِ الثائرِ الكوبيِ (جيفارا): ( أقول الحقِ ولوْ على قطعِ رقبتي) أوْ ( لنقلِ كلمةِ الحق، ولا نخشى في اللهِ لومةَ لائمٍ ). أو قول شاعرنا المتنبي ( الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم).
قلتُ لها: يا عزيزتي: لقدْ ولى زمنُ المبادئ، وحلَ محلهِ زمنَ المصالحِ ، لقدْ تغيرتْ مفاهيم الإنسانية، وحلَ محلها العدوانية، أما المتنبيْ فهوَ ؛ لا يعرفُ عنهُ غيرُ فصاحةِ شعره ، ولمْ يدخلْ معركةَ قط.، ولا يمكنُ لأمريءْ عاقلاً : أنْ يتركَ أطفالهُ يتسكعونَ عندُ تقاطعاتِ المرورِ لأجل الحصول على لقمةِ العيشِ بعدَ موتِ أبيهمْ، باسمِ المبادئ، ثم، يعدْ بطلاً، ويمنح قطعة نحاسية تثبت فيه إنه بطلاً . نحنُ اليوم، سادنا القول: ( يروحَ ما بعدكَ روحٍ ) وأذكركُ بقولِ اللهِ – سبحانهُ وتعالى: ( وأكثرهمْ للحقِ لكارهينَ ) . ثمَ قالتْ لي، أشكركُ أستاذا، ليسَ بحاجةِ اليك، لدينا الكثيرَ منْ جماعةٍ (150) ألف، وسدلَ الستارِ وانتهى النقاش.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat