صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحليم العبادي

قبر سيد الشهداء الحسين (ع)
الشيخ عبد الحليم العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء أعرابي عاشق يبحث عن معشوقه، فوقف يبحث عن قبر سيد الشهداء الحسين (ع) بعد أن حرثه الطغاة زمن المتوكل العباسي، وأجروا عليه الماء لكي يخفوا معالمه عن زائريه... وعلى فطرة المحب، وصفاء نفسه البدوية، طفق يأخذ قبضة من التراب من هنا وقبضة من هناك، ويشمها حتى صاح:
أرادوا ليخفوا قبره عن محبه *  وطيب تراب القبر دلَّ على القبر
لقد تنشق عبير الشهادة، وشمّ فيها ريح رسول الله (ص) وريحانته السبط الشهيد، فعرف منها قبر الحسين (ع)، وانكب عليه يشبعه لثماً وتقبيلاً، ودموعه تسيل بزفرات حامية، فتروى النبت الذي غفل عنه الطغاة، وتفتح كتاب التراب الخالد.
وهذا الأعرابي بفطرته وحبه للحسين عرف القبر من تراب القبر، فهل عرف المسلمون قبر بنت نبيهم (ص) هل دلهم التراب على القبر؟ أم بقي مكانه لغزاً محيراً تتناقله الأقلام عبر العصور، فاستأثر به أهل البيت (ع) لأنفسهم ولخاصة شيعتهم.
 ولا يخفى ما كان للحكام الظلمة وأئمة الجور من مواقف معادية، ومثالب منافية ليس للدين فقط بل للأخلاق والإنسانية، ومخالفة لأبسط حقوق الشعوب على حكامهم، وهو حفظ تراثهم وبيان قبورهم، ليكونوا مشاعل ورموز للاقتداء والافتخار بهم أمام شعوب الأرض، ومن أولى بالحسين بأن يكون أمثولة ورمزاً سامياً، تهتدي به الأمة، وتفتخر على غيرها بسيد الشهداء (ع) الذي أبى إلا أن تأخذه السيوف ليستقيم دين الله الحنيف في الأرض، ولتخلد رسالة جده رسول الله (ص) والتراب يكبر بساكنيه، ويسمو بما يحتويه، ويتشرف بواطئيه، والراقدين فيه، ورب تراب يحوي جسداً طاهراً مقدساً، فيقصده الزائرون من كافة أنحاء المعمورة، وتراب يحوي جسداً أكلته الخطيئة، وخاض في دماء المسلمين الأبرياء، وقتل خير الناس في عصره، فهذا تلعنه السماء، وهذا ما رآه شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي:
قبران في طوس خير الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس عن قرب الزكي * ولاعلى الزكي بقرب الرجس من ضرر
فقبر الإمام علي الرضا (ع) منارة للزائرين، وعبرة للمتعظين من كل حدب وصوب، وقبر غيره يعبر عن صاحبه وطاغوته، وهو هارون الرشيد الذي قتل الإمام موسى الكاظم (ع) بعد أن حبسه عشرين سنة.
أخذت الزهراء (ع) قبضة من تربة النبي المصطفى (ص) وشمتها، ثم عفرت خديها بها، ووضعتها على عينيها، ثم أنشدت تقول:
ماذا على من شمَّ تربت أحمد  * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت عليَّ مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحليم العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/22



كتابة تعليق لموضوع : قبر سيد الشهداء الحسين (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net