صفحة الكاتب : ايمان عبد الرحمن الدشتي

نحن من نُجيد البكاء على الأطلال، ونحن من نُجيد اللطم..!
ايمان عبد الرحمن الدشتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وكيف لا نجيدهما! وقد ترعرعنا في كنف مجالس حوتهما، أمدّتنا بالوعي والبصيرة، وتغذينا منها التضحية والصمود والإباء! غير آبهين بسلطان جائر يمنع، ولا بسوط شيطان يقرع، أما الأطلال فهي ديار الأحبة، التي خلت من أعظم وأطهر وأبرّ خلق الله، فكيف لا نبكيها ونبكيهم؟!

نحمد الله أن جعلنا نوالي من شرّفهم وجعلهم سادة على الخلق أجمعين، فلم نرضَ بمن دونهم بدلا! ولن نبغي عنهم حِولا! وما دام فينا عِرقٌ ينبض؛ فنحن ساعون لإعادة الحق إلى نصابه!
إعادة الحق كانت مفتقرة لدماء طاهرة زكية، تسقي طريق الإصلاح في أمة الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنقذ البشرية جمعاء من الوحوش والكواسر الإنسية؛ فكانت دماء سيد شباب أهل الجنة (بأبي وأمي) وقوداً يستمدّ منه مِرجلُ النفوس المحترمة الطاقة لرفض الذلّ والخنوع والمهان!
ما كان اللطم والبكاء غايتنا! رغم أنهما يستدرّان العَبرة على إمامنا المظلوم، الذي لم يتورع اعداؤه، في إنزال أقسى وأشد وابشع ما لديهم من إجرام بحقه وأهل بيته، فظلامتُه التي أبكت الحجر والمدر، كفيلة باستدرار الدمعة الطاهرة، وضرب الصدور الأبية مواساة لرضّ الجسد الطاهر بخيول اللعناء الأعوجية.
سنبقى نبكي ونلطم على ظلامة حسيننا الثائر، لأنهما الوسيلة لبلوغ غايتنا التي هي استلهام مبادئ الحسين، وعدل الحسين، وأحقية الحسين، ونهضة الحسين، وجهاد الحسين، وعنفوان الحسين، وثورة الحسين -رغم تقادم الأيام- حتى نصل بها إلى ثورة الإصلاح الكبرى! ثورة حسين زماننا الذي بتنا أقرب ما نكون إلى لقياه!
سنحيي في كل يوم عاشوراء، ما دامت كل أرض كربلاء وفيها صراع الخير والشر قائم، ومَن مثل الحسين لا يبايع مَن مثل يزيد، وسنظل نحن اللاطمون الباكون سداً منيعاً، بوجه المستكبرين والمستبدين والطغاة والمنافقين!
ستظل كل بقعة أرض فيها ولاء لعليّ وأولاده (صلوات الله وسلامه عليهم) منطلقاً للثائرين المقاومين، يصنعون اقتدارهم، وينظّمون صفوفهم، ويرفعون سيوفهم على عواتقهم، ليقولوا لابن الحسين، المغيّب الموعود: إننا يا مولانا جاهزون، فصلْ بنا صولتك الحيدرية الحسينية العباسية، بعاشوراء أخرى لا يبقى فيها متبرّك بسفك دماء آل محمد!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمان عبد الرحمن الدشتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/07



كتابة تعليق لموضوع : نحن من نُجيد البكاء على الأطلال، ونحن من نُجيد اللطم..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net