أيها المشاركون في الزحف الحسيني، أياً كان تصنيفكم في هذا المسير المبارك: زائرين، خدم، منظمين، أمنيين، ناقلين وأي تصنيف آخر...
أين تعهداتنا لأبي عبد الله (عليه السلام) التي ألزمنا بها أنفسنا بالأمس في عاشوراء؟! ألم نعلن له سلمنا لمن يسالمهم، وولاءنا لمن يواليهم؟! فكيف يُقاد موالياً مظلوماً بـ"اسم الاتفاقات الدولية" إلى مقصلة ...
وكيف لا نجيدهما! وقد ترعرعنا في كنف مجالس حوتهما، أمدّتنا بالوعي والبصيرة، وتغذينا منها التضحية والصمود والإباء! غير آبهين بسلطان جائر يمنع، ولا بسوط شيطان يقرع،
أَمِنْ العدلِ أيها الزمانُ أن تخونَ الصُحبة؟! أم مِن الإنصافِ أن لا تُهيَّمَ بصاحبِك العظيم! قُلْ لي أرجوك.
كم عظيم أن يُنسب الإنسان إلى جهة ذات قداسة، ويعنون بانتماء يكون موضع فخر وتفاخر! هنا يكون لزاماً عليه أن يراعي انتماءه،
يفتخر الفخر بأنه ميزانه، ويفتخر الموالون بأنهم أتباعه، قد عُجنت طينتهم بفاضل طينته، وأُشربت بماء محبته، وتنورت وجوههم دون سواهم بنور ولايته، وكيف لا يكون كذلك وقد قال
كل عزاء لآل المصطفى عزائي ومصابي فأنا ولي الدم!
لقد رحل سيد المقاومة عن عيوننا؛ لكنه خالد في ضمائرنا! رحل عن الدنيا الفانية لكنه باقٍ في سجل الخالدين! رحل ولم يألو جهداً
هل من مُجازٍ يدوم جزاؤه بدوام نور الحسين؟!
ما أن يحلَّ موسم التضحية الحسينية (على مشرِّفه آلاف التحية والسلام) حتى يكثر الحديث عن "أكلة القيمة" في المنازل، والأزقة،
وضّحَ الجليل في مُحكم التنزيل، طريق الحق بلا تعقيد ولا تأويل! من كان يوالي الله والرسول الأمجد، فليس سوى عليٍّ للنبي وصياً ووزيراً وإماماً مُسدَّدا!
ما أعظمه من انتساب تتزاحم فيه الفضائل والمفاخر وأسمى آيات البرّ! فينعقد لأجله في اعناقنا العهد والعقد والبيعة.
يُقال أنّ لكل قاعدة شواذ، وقد شذَّ سفراء دول الإستكبار عن البروتوكولات الدولية، وهذه المرة بالشذوذ الأخلاقي!
تكررت الإساءات وما زالت، مستهدفة الجنوب العراقي بعقيدته وقيمه وعاداته، وموروثه المناطقي والعشائري وأبنائه
الفن هو الأسلوب المشوق الذي يستهوي المتابع في إيصال رسالة ما، فيؤسِر منه عاملين الأول وقته، والثاني وهو الأهم فكره وعقله الباطن!
أنتم يا من قدَّمتم مجهودا عظيما ليلةَ رأس السنة؛ لتنالوا القُربَ من الشيطان الرجيم، والذي هو بكل ممنونية أثابكم واحتضنكم!
لأيِّ جرح سيدي نستصرخك؟! ولأيِّ فاجعة يا أمل الدنيا نندبُك؟!
كلما حلَّ موسمُ الحج لاح للمسلمين عطر الديار المقدسة في مكَّة المكرمة والمدينة المنورة، وفاح طيباً محمدياً محفوفاً بأنفاس الوحي وشذا الرسالة الإسلامية السمحاء،