صفحة الكاتب : بدر جاسم

الإمام الحسين (عليه السلام) يُغربل أصحابه 
بدر جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الشيء الملفت في واقعة الطف هو عدد الأنصار، الذين هم بحدود السبعين، بكل تأكيد لم يكون هذا العدد هو نفسه، الذي خرج الإمام الحسين عليه السلام به من المدينة، لقد مر الأنصار بغربلة على طول الطريق، حتى لم تبقى إلا الصفوة.

إن الإمام الحسين (عليه السلام) كان له شرط لمن يصحبه أن يكون: «باذلاً فينا مهجته موطناً على لقاء الله نفسه» لقد أراد أن يكون الجميع على استعداد عالٍ، وأن لا يكون بينهم من الضعاف غير المستعدين للتضحية في سبيل الله تعالى.

الغربلة لم تتوقف حتى ليلة عاشوراء، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) (ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء غداً وإني أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حِل ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري، حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم) لقد أزال عنهم حتى العذر الشرعي، ومنحهم الرخصة في تركه، ولكن أبوا إن يتركوه.

هؤلاء الأنصار هم نموذج فريد جداً، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) «لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي» نحن كحسينون الذين يبعدنا الف وأربعمائة سنة عن الإمام الحسين، هل يحق لنا أن نلتحق به بأبي وأمي؟

بكل تأكيد نعم ، لكن علينا أن نحمل صفات وخصال هؤلاء الأبطال، الذين كانوا أهل بصيرة، فقد عرفوا الحق ولم يتركوه، بأي شكل من الأشكال، علينا أن نكون مثلهم أو نقترب منهم من حيث الإيمان والإخلاص والصبر والتضحية.

 

إن الغربلة لم ولن تتوقف ابداً، فمن يصفي نفسه اليوم، سيكون من أصحاب وأنصار الإمام المهدي المنتظر غداً، فالإمام المهدي هو إمامنا وسيدنا في الوقت الحاضر، وقدوتنا هم أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لذا فالنلتحق بقافلة العشق الحسيني، ونهيئ أنفسنا للإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بدر جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/28



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسين (عليه السلام) يُغربل أصحابه 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net