صفحة الكاتب : سعد محمد الكعبي

العـــراق إلـى أيــــن؟
سعد محمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تتجه الأنظار كلها نحو العراق مع اقتراب موعد الانتخابات، حاملةً معها تساؤلات ملحة حول مستقبل هذا البلد الذي أنهكته عقود من الصراعات والاضطرابات, الحكومة  الحالية، مثل سابقاتها، تجد نفسها أمام تحديات جسيمة، ولا تزال المخرجات الفعلية لدورها وخططها تثير الكثير من علامات الاستفهام.

مخرجات الدور الحكومي وخطط المستقبل,على الرغم من الوعود المتكررة بالإصلاح والتنمية، فإن المواطن العراقي لا يزال يرزح تحت وطأة العديد من المشكلات المزمنة, يمكن تلخيص آخر مخرجات الدور الحكومي في نقاط عدة.

الاستقرار الأمني الهش! في حين تقلصت العمليات الإرهابية الكبرى بشكل ملحوظ مقارنة بسنوات مضت، لا يزال القتل والسطو والاغتيالات ظواهر قائمة، مما يقوض ثقة المواطن في قدرة الدولة على بسط الأمن وسيادة القانون بشكل كامل, الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة ما زالت تمثل تحدياً كبيراً، وتؤثر على الاستقرار العام.

التهميش والذل الاقتصادي! يعاني المواطن العراقي من تهميش اقتصادي واضح، حيث تتجلى البطالة بين الشباب، وضعف البنى التحتية، وتدني مستوى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم, الفساد المستشري يلتهم مقدرات البلاد، ويحول دون وصول ثرواتها إلى عامة الشعب، مما يؤدي إلى تزايد مشاعر الإحباط والذل.

تبديد الثروات الوطنية! يرى الكثيرون أن خيرات العراق، الغنية بالنفط، لا تزال تذهب أدراج الرياح، إما عبر صفقات مشبوهة تستفيد منها أحزاب متنفذة أو عبر تحويلها إلى الخارج بطرق غير شرعية, هذه الظاهرة تحرم العراق من فرصة حقيقية لبناء اقتصاد قوي ومتنوع يخدم جميع أبنائه.

المشاريع المتعثرة! تشهد البلاد إطلاق العديد من المشاريع التنموية، لكن الغالبية العظمى منها تعاني من التعثر أو الفشل الذريع بسبب الفساد وسوء التخطيط وغياب الرقابة الفعالة, هذه المشاريع لا تساهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطن بقدر ما تستنزف الميزانية العامة وتزيد من الأعباء.

(إلى متى تبقى هذه الغمة)؟

إن هذا السؤال يتردد في أذهان الملايين من المواطنيين. إلى متى يستمر القتل والسطو؟ إلى متى يبقى المواطن مهمشاً ومذلولاً؟ إلى متى تُهدر خيرات البلاد وتذهب لجيوب الفاسدين؟ وإلى متى تبقى المشاريع مجرد حبر على ورق؟

الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في قدرة الحكومة القادمة على إجراء تغييرات جذرية لا مجرد إصلاحات تجميلية, يتطلب الأمر إرادة سياسية حقيقية لمواجهة الفساد بكل أشكاله، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس من الكفاءة والنزاهة، وتوحيد السلاح تحت قيادة الدولة، والابتعاد عن المحاصصة السياسية التي أضعفت الدولة ومكنت الفاسدين.

متى يتجدد العراق ويعود لسابق عهده؟ ,تجديد العراق وعودته إلى سابق عصره، كدولة رائدة في المنطقة ومزدهرة اقتصادياً وثقافياً، ليس حلماً مستحيلاً، ولكنه يتطلب,دولة مواطنة حقيقية, بناء دولة ترعى حقوق جميع مواطنيها على قدم المساواة، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو العرقية,سيادة القانون, تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، ومحاسبة الفاسدين أياً كان موقعهم أو نفوذهم,

اقتصاد متنوع ومستدام,التوقف عن الاعتماد الكلي على النفط، وتطوير قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي,تعليم وصحة متطوران, الاستثمار في رأس المال البشري من خلال توفير تعليم جيد ورعاية صحية شاملة,مصالحة مجتمعية شاملة, تجاوز الخلافات الطائفية والسياسية، والعمل على بناء نسيج اجتماعي متماسك يعزز الوحدة الوطنية.

إن الانتخابات القادمة تمثل فرصة، قد تكون أخيرة، للمواطن العراقي ليقول كلمته ويختار من يمثله بصدق، ومن لديه القدرة والرغبة الحقيقية في إخراج العراق من هذه الدوامة, فهل يستفيد القادة الجدد من أخطاء الماضي، ويضعون مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، أم تستمر الدائرة المفرغة؟ العراق يستحق مستقبلًا أفضل، والأمل معقود على إرادة شعبه للخروج من هذه الغمة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد محمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/28



كتابة تعليق لموضوع : العـــراق إلـى أيــــن؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net