العزاء الحسيني بين المنبر والمسرح
بدر جاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدر جاسم

العزاء الحسيني هو تذكير بقصة ذبيح الفرات، ذلك الإمام السبط الذي ضحى بكل ما يملك، لأجل أن يبقى للحق نفس، وللكرامة روح، فقد أقام عليه العزاء الرسول الأعظم وسائر الائمة (صلوات الله تعالى عليهم) عزاء يحمل قيم ومبادئ ذلك الثائر الكبير، لتكون منبراً لبث روح الصمود والصبر والتضحية والرفض أمام الطغاة، أما إدخال المسرح للعزاء الحسيني فهو تفريغ العزاء من العِبرة والعَبرة!
أقامت وزارة الثقافة العراقية مهرجان الأنشودة الحسينية الأول، كخطوة لتمييع القضية الحسينية، بدلاً من الحفاظ عليها، لأنها التي تعد من أعمدة الثقافة العراقية، عزاء على مسرح! والله إنه لشئ عُجاب.
العزاء هو لمصاب جلل، ولقد بكت الحسين (عليه السلام) السماء والأرض، ولطمته الحور في الجنان، فكيف الآن تريد وزارة الثقافة من جعله على مسرح الرشيد، الذي كثيراً ما عصي الله تعالى عليه!
يجيب أن يأخذ أصحاب المنابر والهيئات والمواكب الحسينية موقفهم، من هذه الخطوة الخطرة على قدسية القضية الحسينية، وإلا سوف لن تكون الأخيرة، كذلك على النواب والمحامين الشرفاء التدخل لمنع وزارة الثقافة، من تكرار هذه المهرجانات، وتقديم الاعتذار أيضا.
إن الطريقة المثلى للعزاء هو الاقتداء بطريقة السلف الصالح، مثلما دعت المرجعية إلى ذلك مراراً، فإن جر العزاء إلى المسرح، والعزف، والقراءة على رغبات الأوركسترا مرفوض! لذا نشجب كل الشجب ما اقترفته وزارة الثقافة العراقية، ومنبر رسول الله هو أفضل ما ينعى الحسين الشهيد (عليه السلام) عليه، وليعلموا أن الشعائر الحسينية خط لا يُسمح بالتجاوز عليه إطلاقا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat