أهمية اللعب في نمو شخصية الطفل (2)
كامل حسين الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين الجنابي

ماجستير- مناهج وطرائق تدريس
اللعب ومجالات النمو لشخصية الطفل:
يؤكد علماء النفس والتربية على أن اللعب يساهم على نمو فعال في بناء وتنمية الشخصية في مختلف جوانبها الجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والعقلية والمعرفية والأخلاقية وسمات الشخصية الأخرى..
يساعد اللعب الأطفال على إنماء قدراتهم الجسمية والحركية من حيث إنه النشاط الحركي الذي يتصل بالجسم وعضلاته، ووعي الطفل لذاته الجسدية، ومما يتطلبه الجسم من مهارات أدائية حركية تجعله أكثر قدرة على الإنجاز الحركي، وذلك من خلال ممارسة الألعاب مثل القفز والجري والتسلق والرمي والتسابق ...الخ كما يؤثر اللعب على النمو الانفعالي لدى الطفل من خلال ما تقوم به الألعاب الإيهامية من تفريغ للإنفعالات والمشاعر المكبوتة لدى الأطفال بفضل إسقاطها على أشياء من الواقع كما إنها تشجع حاجات الطفل المحرومة، فيشعر الطفل بالرضا والراحة وإن اللعب يساعد على النمو الاجتماعي من اللعب الجماعي التعاوني فيكسبه اتجاهات نحو تقدير الآخرين وتقدير أدوارهم والتعرف على نماذج سلوكية اجتماعية واحترام القوانين ويقيم علاقة اجتماعية جيدة ومتوازنة مع الآخرين..
ويؤكد الباحثون إن اللعب يؤدي إلى تطوير القوى العقلية المعرفية عند الأطفال الذين يمارسون اللعب بكفاية لأن الطفل أثناء ممارسته اللعب يقوم بعمليات معرفية على نطاق واسع فهو يستطلع ويستكشف أمورا كثيرة ومتنوعة، وهذا يساعد الطفل على إنماء القدرة على التفكر والتصور والتبصر والملاحظة والتحليل وإدراك العلاقات والتوقع والتنبؤ والتحكم وزيادة الفهم لطبيعة الأشياء، وأثبتت الدراسات التربوية: أن اللعب يسهم في تكوين النظام الأخلاقي لشخصية الطفل وذلك من خلال ما يتعلمه من معايير السلوك الأخلاقي، كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر واحترام القوانين والإحساس بشعور الآخرين، كما إن اللعب يؤدي دوراً كبيراً ومحورياً في النمو اللغوي وفي اكساب الطفل مهارات الاتصال اللغوي أثناء ممارسة اللعب، وإن اللعب التمثيلي لدى الأطفال يؤدي إلى زيادة استخدام اللغة ونموها كذلك يستخدم اللعب التمثيلي في معالجة الاضطرابات اللغوية وخاصة (اللجلجة- التأتأة).
وقد بينت نتائج الدراسات إن النشاط الحر المتمثل في ممارسة اللعب أدى إلى رفع المستوى والمهارات الحركية والأنشطة.
ويمكن التأكيد على أن ممارسة اللعب تؤثر على نحو إيجابي ومباشر في رفع مستوى مفهوم الذات في مختلف جوانبه ومجالاته لدى الأطفال. ويذكر الباحثون إن النمو لدى الطفل يبدأ بتكوين عادات إبداعية تنمو من خلال اللعب.. ويعتبر اللعب بشكل عام من أهم الوسائل التي تجمع على تنمية التفكر الإبداعي لدى الأطفال.
وأوصى الكثير من العلماء والباحثين بضرورة توظيف اللعب كنشاط تعليمي بهدف تنمية التفكر الناقد، فقد أثبتت الدراسات إن الذين تم تعليمهم من خلال اللعب التمثيلي كان التفكر الناقد لديهم أفضل من أولئك الذين تم تعليمهم بالطرق التقليدية.
وأكد الباحثون على موضوع القلق وكيفية تخفيضه من خلال تصميم البرامج المستمدة إلى ممارسة اللعب المختلفة.
وأثبتت الدراسات أن انخراط الطفل الذي يعاني من الخجل في مجموعات اللعب الموجه أو التدريب على المهارات الاجتماعية، يعتبر أحد الأساليب الهامة للوقاية من الخجل في جميع الجوانب الجسمية والحركية والمعرفية والاجتماعية والأخلاقية والانفعالية كذلك يساهم في تشخيص وعلاج بعض الأمراض النفسية للطفل.
تطبيقات تربوية:
يجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي:
1. إتاحة الفرصة للطفل للعب وفقاً لمستواه الخاص.
2. تنمية الهوايات عند الطفل.
3. تشجيع الرياضة الطبيعية الحرة مثل الجري والسباحة وإقامة المعسكرات.
4. توجيه الأطفال والاهتمام بالنشاط الرياضي والاستفادة من برامج التربية الرياضية في المدرسة.
5. توفير الألعاب المتنوعة التربوية النافعة التي تناسب عمر الطفل.
6. مشاركة الطفل بين الحين والآخر في لعبه وتعليمه لغرض إسعاده .
7. عدم ترك الأطفال يسبقون الزمن ويصبحون رجالاً صغاراً- بزجهم نحو عمالة الأطفال- قبل أن ينتهوا من طفولتهم.
8. ألا يتضايق الآباء والمعلمون من كثرة حركة الأطفال، فنشاطهم الحركي الزائد بحكم مرحلة النمو وإنه حالة طبيعية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat