آيات وأحاديث وأقوال وحكم من وسط الحياة
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

وأنا أتنقل بين صفحات المواقع الإلكترونية من خلال هاتفي النقال ، ما بعد منتصف الليل، لأتابع ما يحدث في العالم، وقد استوفقني بعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الكريمة والأقوال والحكم وأبيات الشعر المؤثرة، وكانت بعضها تحاكي واقعنا الحالي، وما نعيش فيه، ولبعضها معان عدة لمن يتعمق بها، إذ؛ تحتوي على الكثير من الأوصاف والعبر لهذه الحياة الغامضة الزائلة ، وتاملاتها الصعبة، ومصاعبها القاسية لبعضنا ، و و و...إلخ !
ابتدأتها بقوله -سبحانه – وتعالى، في كتابه الكريم ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( صدق الله العظيم .
من الأحاديث النبوية الشريفة الكرييم الدالة على العمل وعدم التسول، قول رسولنا العظيم محمد (ص) : لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهرة ، فيبيعها ، فيكف الله به ، وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه .
وأنا اتابع، ما يحصل لسكان ( تل أبيب ) من هلع وخوف وهستيريا بسب عدوانهم على الشعب الإيراني وردهم المؤثر عليه، أتذكر ما حصل لأهلنا في مدينة غزة قبل سنتين وليومنا هذا، ودموع الأطفال وموتهم بين أحضان أمهاتهم، وألم وأنين كبار السن، وأيديهم المفتوحة للسماء بالدعاء ، ونعم بالله كان المستجاب لهم، فتذكرت قوله تعالى: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) صدق الله العظيم .
يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع) :
( إياك أن تحب أعداء الله وتفي ودك لغير أولياء الله، فإنه من أحب قومً حشر معهم ).
ويقول الشاعر أبو طيب المتنبي في مواضع عدة عن هذه الحياة:
لولا المشقّة ساد النّاس كلّهم فالجود يفقر والإقدام قتال
لعلّ عَتْبَكَ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُ فرُبّمَا صَحّتِ الأجْسامُ بالعِلَلِ
ويقول في موضع آخر:
ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر و يؤلم
ويقول قائل، من يطلب الابتعاد عن مشاكل الدنيا وما فيها، وأنا منهم:
بعد تقدمي في العمر اكتشفت إنني لا أرغب !
في الخلافات .....
أو المشاحنات.....
أو الضغوط من أي نوع !!!!
اكتشفت أني لا أبحث إلا عن صحة جيدة وراحة بال .
أحب أي مجلس راق أستقي منه فائدة ومتعة ....
أحب أن أكون بصحبة أناس قلوبهم بيضاء صافية !!!!
يعرفون معنى الحب في الله ..
أريد أن أكون مع من يرون أن الحياة جميلة.
وبصحبتي هي أجمل وأصفى !!!!
وفي حديث لعالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي رحمه الله في موضع التملق والنفاق :
ذهبت الى مجلس عزاء لأحد أقاربي، وكان قد دخل معي شخصا أعرفه موظف ( مرتش ولص) الكل يعرفونه، ويعرفونني، فاستقبل أهل العزاء المرتشي بحفاوة ! وكان سلامهم لي باردا عاديا ! فدخلت المجلس وقرأت سورة ( تبت يد أبي لهب وتب) وخرجت !
ونختمها بقول قائل يدعو الى الخير وعدم الرد على المسيء له :
إذا اختلفت مع أخ أو صديق أو قريب أو زميل عمل، وتخاصمت معه .... فلا تفكر أن تضربه أو حتى تمسه بسوء... فكر فقط إنك في يوم من الأيام كنت عزيزاً عليه.
نحن بين رحلة غياب وبين رحلة حضور، وبين مبارك عليك وبين أحسن الله عزاك.
من هنا تعرف أن الدنيا محطة عبور، وإنها لا تساوي جناح بعوضة!... فلا تسرق فرحة أحد ، ولا تقهر قلب أحد.
أعمارنا قصيرة ، وفي قبورنا نحتاج من يدعو لنا لا علينا... ستدفن مهما كانت قيمتك ، وستنسى مهما بلغت مكانتك.
لذلك اصنع اثرا جميلاً بحسن خلقك...
عودوا أنفسكم أن تكون أيامكم : احترام ، إنسانية ، إحسان ، تفاهم ، تسامح ، حياة صافية، فالبصمة الجميلة تبقى ، وإن غاب صاحبها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat