إحياء الأمر ليس كإحياء الذكرى
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

قد نستذكر حادثةً معينة أو موقفاً ما بنحو من أشكال الاستذكار ، التصوري أو العاطفي والشعوري أو الطقوسي .. فهو نوع إحياء للحادثة ومستوى معين له ..
وقد لا يتوقف الإحياء عند هذا الحدّ للحادثة ولا يكفي استحضارها في ذاكرة الأفراد والشعوب فقط وإنما يتعدّى إلى استحضار روحها عند الفرد أو الأمّة وجعلها ضمن مؤشرات بوصلتها نحو أهدافها ومسارات حركتها ومسيرتها ..
الإحياء من النوع الأول لو نظرنا اليه من زوايا أخرى لوجدناه عبارة عن تحنيط لجثة هامدة وزيارة لمتحف تراث وآثار ، بل هو ترحيل تلك المواقف الى قائمة أساطير وخرافات ذلك الشعب وتلك الأمة بمرور الزمن .. خاصةً إذا تدخلت فيها فنون وإبداعات الشعر والقصة والرسم والتمثيل .. بينما النوع الثاني للإحياء ينظر الى تلك الحادثة كمخزون معرفي ومادة يستمد منها حماسه وقوته وعزيمته ، يرى نفسه امتداداً لها واستمراراً لنهجها واقتراباً من أهدافها .
ففرق - كما يقول أحد المفكرين - بين الأمة التي تعيش الماضي والأمة التي لها ماض ..! تلك أمة ميّتة ومتوقفة وهذا أمة حيّة ومتجددة .
بهذا المعنى للإحياء - النوع الثاني - ينبغي أن نفهم دعوة الإمام الصادق عليه السلام عندما قال : " أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا " .
وهكذا فهم عاشوراء الكثير من الثوار والقادة والشهداء ، جعلوا من أنفسهم أولياء دماءها فطالبوا بثأرها ، وأوصياء قادتها فاستمروا بإجراءات القضية حتى سجلوا أنفسهم بأحرف من نور في وثائقها ومستنداتها .. ولنا في قادة المقاومة وجنودها البواسل في ايران ولبنان والعراق واليمن الأسوة الحسنة ، ولا أعرف إحياءً لعاشوراء أفضل منه .. والحمد لله رب العالمين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat