صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(حوار مع شاعرة بردة الرضا "عليه السلام"، الشاعرة وفاء الطويل / تاروت) (7)
علي حسين الخباز

 يقول أهل النقد أن للتفعيلات أصوات تؤلف أنغاما بعمق العويل.

صوت خطوات داخل عقل الشاعر، روحه ورؤاه وعند التوق تصير مرافئ من حنينا...
لا عشق دون هذا الصوت، دون رعدة الشغف المتنامي في روح المعنى، تشتعل الروح عند ركب اليقين، تتسع خطوات التوق وهي تحث الروح إلى المصير، امتزاج الأصوات بأنين القلب...
وما بين القصيدة والطف يصحو السبيل...
الفكر والشغف يحول الغربة ألفة، إلى الدمع المغفور له حين تسمو به البهجة إلى كربلاء، أنفاس زائر تحت أقدامه الأرض تسير، جوهر الحزن الكامن في أعماق الولاء، "لبيك يا حسين" يقظة يصحو لها الحنين، عند "ركضة طويريج" في عاشوراء...
يمتد الحرف بلهفة القلب، وخطى التوق تعبر التلال الحزينة والوديان والحلم المعد بالنداء، "وا حسيناه"، ويتكرر السؤال...
- هل سرتِ "بركضة طويريج"؟ أم هي في كل روح تعطر الذاكرة بــ "أبد والله ما ننسى حسينا" ويبتدأ المسير...
ـ "ركضة طويريج" شعيرة من عمق الوجدان الحسيني، مسيرة فيها أمنية قلب يخوض الطقس بخفقة...
ذلك الطوفان البشري العاشق للحسين ومبادئه، الموقن أن دم الشهادة لا يخبو...
واقعا لم أسِرْ...
إنما في داخلي وقع ركض أعرفه، وقع يشبه حلم عشته في عالم الملكوت، جسدي الملموس لم يهرق عرقه في زحام الركضة، إنما الأثيري فعل ذلك...
شعور فوق وصف الشعور، لا يوصف...
كأني أسمع صوت الإمام الحسين "عليه السلام" ينادي الآن، والعشاق تهبُّ للتلبية بسيل وجد وجداني جمعي...

"أنا لم أَسر"

أَنَا لَمْ أَسِرْ...
لَـٰكِنَّمَا سَارَتْ خُطُى قَلْبِي عَلَى ذَاكَ الطَّرِيقْ

أَنَا لَمْ أَسِرْ...
لَـٰكِنَّمَا عَثَرَ الفُؤَادُ بِرَكْضِتِي
وَتَزَفَّرَتْ رُوحِي مِنَ الحُزْنِ العَمِيقْ

وَأَنَايَ أَضْنَاهَا الشَّجَا
وَالدَّمْعُ أَجْهَدَ مُقْلَتِي حَدَّ الشَّهِيقْ

أَنَا لَمْ أَِسرْ...
لَـٰكِنَّ قَلْبِي حِينَ صَاحَ الفَوْجُ "يَا حَوْرَاءُ"
أَيْقَظَ فِي دَمِي المَأسَاةَ، وَالوَيْلاتَ، وَالوَجَعَ العَرِيقْ...

مَا كُنْتُ فِيهِ
غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبْصُرُنِي
إِذَا الْتَهَبَ النِّدَاءُ "أَيَا حُسَينُ"
بِقَافِلاتِ الدَّمْعِ وَالعَطَشِ الغَرِيقْ...

أَنَا لَمْ أَسِرْ...
لَـٰكِنَّمَا سَارَتْ خُطَايَ... وَمَا اسْتَطَعْتُ تَرَقُبِي
وَهَفَوْتُ فِي عَجَلٍ عَلَى جَدَثِ المُعَفَّرِ وَالسَّحِيقْ

أَنَا لَمْ أَسِرْ...
لَـٰكنَّ حُزْنِي فِي دَمِي
مَازَالَ رَجْفَةَ عَاشِقٍ لِحُسَيْنِهِ شَقَّ الطَّرِيقْ.
 ***
 أنا ادرك المضمون، يمكن أن يطرق الإنسان باب الطف، من أي بلاد الله يكون، وما أقرب تاروت وخفقة القلب غدير يروي العطاشا في كل حين.

ـ أو بعد هذا، هل من شرط يوجب أن أكون هناك لأكون في ركضة (طويريج)؟
وهل تقاس المشاعر بالخطى؟
هي ميثاق وجداني في دمي كلما اهتز بداخلي نداء "ألا هل من ناصر؟"
وحين تهتف الجموع "يا حسين" يردد قلبي معهم، وتركض روحي
وتهتف بما لا تستطيع العقول إدراكه، وما برحت تركض، وإن كانت ساكنة بتاروت، هي ساجدة هناك.

ـ تقبل الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/15



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع شاعرة بردة الرضا "عليه السلام"، الشاعرة وفاء الطويل / تاروت) (7)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net