فوائد لغوية (محمد)
الشيخ حمزه ابو العرب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حمزه ابو العرب

محمد
إن كلمة (محمد) (ص) مشتقة من الحمد، والحمد هو مصدر حمِد/ بكسر الميم، يحمَد/ بفتح الميم، ومعناه: ضد الذم، وهو يستعمل لصفة ثابتة في الشخص، وفيه معنى التعجب والتعظيم للممدوح.
تقول: حمدت عليا على شجاعته وإحسانه حمداً، أي أثنيت عليه، فهو محمود. وفي (المفردات في غريب القرآن) يقال: فلان محمود إذا حمد، ومحمد إذا كثرت خصاله المحمودة.
أما قوله عزوجل:{ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} سورة الصف آية:6، إشارة إلى النبي (ص) باسمه وفعله تنبيهاً إنه كما وجد اسمه (أحمد)، يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله. وخص لفظة أحمد فيما بشر به عيسى (ع) تنبيهاً أنه أحمد منه، ومن الذين قبله.
أما قوله تعالى: (محمد رسول الله) سورة الفتح/آية:29. فمحمد (ص) ها هنا وإن كان اسماً علماً له، ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه، و(محمد وأحمد {ص}) كلاهما أسمان منقولان عما كانا عليه من أصل. فمحمد (ص) في الأصل أسم مفعول مشتق من الفعل المضارع المبني للمجهول (يُحَمّد- بضم ياء المضارعة وتشديد الميم- وبعد حذف ياء المضارعة وإبدالها بميم مضمومة يصير الفعل المضارع أسماً أي: محمد (ص)، ثم نقل من معنى المفعولية إلى الاسمية، وسمينا به هذه الذات المقدسة ذات رسول الله (ص).
وكذا كلمة أحمد، حيث هي صيغة من صيغ أفعل التفضيل، نقلت من هذا المعنى، وسميت بها ذات محمد (ص) المقدسة، فأصبحت علماً عليه، ومن الجدير بالذكر إن صيغة أحمد صيغة منتزعة من قول العرب في أمثالها:{والعود أحمد}، أي أكثر حمداً.
وسمي في الجاهلية سبعة أشخاص بمحمد (ص) ذكرهم ابن منظور في (لسان العرب في مادة محمد) أما في القرآن الكريم، فقد ذكر اسمه الشريف (محمد) أربع مرات في أربع سور تلك هي:
1. سورة آل عمران/ آية 144.
2. سورة الأحزاب/ آية 40.
3. سورة محمد/ آية 2.
4. سورة الفتح/ آية 29.
بينما ذكر أسم {أحمد (ص)} في سورة واحدة تلك هي سورة الصف آية 6.
أما المسمي به (ص) بهذا الاسم (محمد) فهو جده عبد المطلب (كما جاء ذلك في السيرة الحلبية:1/115) فقيل له:{يا أبا الحرس ما حملك على أن تسميه (محمداً) ولم تسمه باسم آبائه...؟}
قال: {أردت أن يحمده الله في السماء، وتحمده الناس في الأرض}. يقول الحلبي في (سيرته :1/116) وهذا هو الموافق لما اشتهر إن جده سماه (محمداً) بإلهام من الله تعالى، تفاؤلاً بأن يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها... وإلى ذلك يشير حسان بقوله:
فشق له من إسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat