فوائد لغوية ألقاب العباس بن علي(عليه السلام) الكفيل
الشيخ حمزه ابو العرب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حمزه ابو العرب

الحلقة الثانية
اشتُهر هذا اللقب عن الشعراء وانتشر بين الناس، ولم يكن الشعراء الشعبيون مخطئين في تبني هذا اللقب، لأنهم كانوا قد استنبطوه من مسيرة الحسين ع بعائلته من المدينة إلى كربلاء، حيث كان لكل عائلة – في هذه المسيرة – كفيلها ومن يشرف على رعايتها، ولما لم يكن للعباس ع – في هذا الركب الحسيني – عائلة يلتزم حمايتها سوى أخته العقيلة زينب ع، كان من العرف، بل من المناسب أن يكون هو الكفيل لها – في هذه المسيرة الطويلة -؛ لأنه أخوها وابن والدها، بل هو الجزء الذي لا يتجزأ من أهل البيت ع، فقد أحبهم حبا لا تحده حدود، فكم من موقف وقفه في كربلاء ضرب به المثل الأعلى في هذا الحب المطلق، لأنه منهم، أليس هو الذي رفض الأمان الذي جاء به الشمر من عبيد الله بن زياد يوم العاشر من المحرم، لأنه لم يعرض على أخيه الإمام الحسين ع قبله؟ أليس هو الذي امتنع من شرب الماس إيثارا لأخيه الحسين ع، وقد خاض الفرات وأحس ببرد مائه؟؟ أليس هو الذي قدم إخوته فداء للحسين ع؟؟ بينما لم يفعل فعله غيره من إخوة الحسين – كعمر الأطرف وعبيد الله بن علي، فبان – يومها – الفرق بينه، وبينهما في عاقبة الأمور...
فهذا العباس ع – اليوم – مقصد الزوار من الملوك والرؤساء والناس أجمعين، تهفو إليه القلوب من كل حدب وصوب، تطوف طوائف المسلمين بشباك ضريحه طلبا للمغفرة والرحمة والبركة من الله سبحانه... هذا جزاء الله له في الدنيا، أما في الآخرة، فقد عبّر الإمام زين العابدين ع عنه بقوله: (.... وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة) (العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام) ص63.
بخ بخ لك يا أبا الفضل!! جميع الشهداء يغبطونك على منزلتك عند الله، أي يتمنون ما يعطيك الله من الثواب جزاء مواقفك الجهادية في حياة أخيك الحسين.
واليوم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين (2009) وبعد أربعة عشر قرنا من استشهاد قمر بني هاشم (الكفيل)، تنبثق مؤسسات ثقافية فكرية تحمل شعار (الكفيل)، تلك هي عاقبة الذين أخلصوا لله النية، ولأهل البيت الحب والولاء، فنعم أجر العاملين الصابرين...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat