صفحة الكاتب : رضوان السلامي

أكبر مكتبة في الفرات الأوسط.. بين إهمال الأمس ونسيان اليوم
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ضمّت مدينة كربلاء المقدسة، عددا كبيرا من الآثار والمعالم المختلفة، الدينية والفكرية والثقافية، لأنها حظيت بشرف عظيم، ألا وهو وجود مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، فأصبحت مهوى للقلوب، وملاذا آمنا لكل من يقصد التبرك بهذه المزارات الطاهرة، وأنشئت المدارس العلمية، والمكتبات التي باتت هي الأخرى مصادر لنشر العلم والفضيلة، ومحل استقطاب الناس من أقاصي البلاد.

مكتبة كربلاء العامة (المكتبة المركزية) من المعالم الثقافية، التي يعود تاريخ إنشائها الى أكثر من ستين عاما، حدد مكانها في البداية في منطقة الجمعية، فبقيت الى قرابة العشرين عاما. بعدها انتقلت الى منطقة المخيم، ليكون هذا الموقع مقرها الأخير والذي تشغله الى يومنا هذا.
عانى هذا الإرث الفكري والثقافي الإهمال في زمن الدكتاتورية، وواجه محاولات الهدم والنقل لمرات عدة، لكن سعي أبناء المدينة الغيورين على تراثهم، كان وراء بقائه.
اليوم ونحن نعيش كما يقولون زمن الإنفتاح والتطور على جميع الأصعدة، نرى حالة من النسيان ولا نسميها إهمالا.. لأننا نرى سعيا لكنه بطيء جدا، لا يكاد يليق بمكانة المكتبة، وما تحتويه من مصادر ونوادر الكتب والصحف.
وللتعرف على مزيد من التفاصيل حول المكتبة، كان لنا هذه الوقفة مع إدارة المكتبة، 
الصدى: في البداية نسأل عن تأريخ تأسيس المكتبة، وعلى ماذا تشتمل؟
تأسست المكتبة المركزية في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1945م وانتقلت إلى هذه البناية الحالية في منطقة المخيم سنة 1971م، البناية مصمّمة كمكتبة عامة حسب تصميم (كولبك كيان) توجد فيها قاعة خاصة للرجال، وقاعة خاصة للنساء، وقاعة وسطية، وقاعتان لحفظ الكتب، وغرفتان للإدارة، ويوجد فيها طابق ثانٍ، يحتوي على عدة مكتبات، وصفان للحاسبات، ويوجد أيضا سرداب فيه أيضا صفان من الكتب.
 
الصدى: عناوين الكتب هل هي مختصة أم متنوعة وكيف يتم توفيرها؟
تضم المكتبة أكثر 15000 كتاب بجميع صنوفها الدينية والأدبية والعلمية والسياسية والتاريخية، تأتي هذه الكتب عن طريق الشراء أو الإهداء، ونقوم بجرد الكتب والعناوين التي لا نمتلكها، وهناك حاجة ماسة لها، فنسجلها وفق قوائم شراء رسمية، تقرّها لجنة مختصة، ليتم بعد ذلك شراؤها. وأيضا نستشير أهل الخبرة من مدرسي الجامعات والخبراء، ليعطونا أسماء الكتب الجيدة والمفيدة لهذه المكتبة، ونرفع نحن أسماء الكتب إلى لجنة المشتريات المتعاونة مع المحافظة ليتم تجهيزها.

علي الخباز, [12/06/2025 10:20 ص]
الصدى: هل شهدت البناية الحالية أي عملية تطوير؟
إن البناية الحالية لم تشهد أي تطوير كامل أو تغيير أو إضافة طابق جديد، ولكن أعمال الصيانة مستمرة من تبريد، وصبغ الجدران، وتبديل الأثاث، وتقطيع هذه القاعة أو تلك، أما بالنسبة إلى التوسيع، فلم تشهد هذه المكتبة توسيعا منذ بنائها لأول مرة.
أوعدنا المسؤولون بتطوير المكتبة، وذلك بعد السقوط، واتفقنا مع مقاول لكي يرتب المكتبة على الترتيب العالمي، ولكن هذا المشروع لم ينجز إلى وقتنا هذا، وأيضا وعدونا بحوالي 150 ألف كتاب، وبمائة جهاز حاسوب، ولكن لم يصلنا سوى 14 حاسوبا بمواصفات دون الوسط.. وحتى الآن نحن لا نملك انترنت، مع أن هذه المسألة بسيطة جدا ويمكن توفيرها، وهي مهمة للمطالعين.
الصدى: هل يمكن تصنيف خدمات المكتبة؟
إن مكتبة كربلاء شهدت تطورا في كتبها، وخدماتها بالنسبة إلى باقي المحافظات، فكثير من الطلبة الذين يفدون من العاصمة بغداد أو باقي المحافظات، يجدون لدينا كتبا لا توجد في مكتباتهم، ويرون خدمة لا توجد في محافظاتهم، ونحن في الإنتفاضة الشعبانية المباركة 1991م لم تفقد مكتبتنا كتبا كثيرة، لأننا حافظنا عليها، فلذلك ترى أن لدينا طبعات قديمة، تفيد طلبة الدكتوراه والهندسة و..و.. الذين يبحثون عن المصادر القديمة. ولكنك لا ترى هذا الشيء في باقي المحافظات، وهذا ما يميزنا عن باقي المكتبات في المحافظات الأخرى.
الصدى: رسميا المكتبة تتبع لأية جهة أو وزارة، وهل لها فروع في المحافظة؟
إن المكتبة تابعة إلى البلديات، وتوجد أيضا مكتبة الهندية، ومكتبة عين التمر، ومكتبة الحسينية، قد أغلقت وذلك لحدوث مشاكل في الإداريات، ومكتبة في الحر أغلقت أيضا وهي تابعة لنا.
المحرر: هل في النية تطوير المكتبة؟
لدينا مشاريع عديدة تهدف لتطوير المكتبة والخدمات فيها من ناحية المظهر الخارجي والداخلي، فمشاريع السور والحديقة أيضا هي قيد الإنشاء، ولا نعرف متى يبدؤون بالعمل بها. 
طموحنا بإتجاه التطوير، كجلب أجهزة الحاسوب، وجهاز الاستنساخ، من اجل تسهيل عمل الطلاب والوافدين إلى المكتبة، ونحن نطلب كل هذه الطلبات لزيادة الوافدين على المكتبة، وتقديم خدمات أكثر، لأنها تعتبر المكتبة الأولى في مدينة كربلاء المقدسة، ونقول إن المكتبات في العتبات المقدسة، شهدت تطورات كبيرة، بسبب الاهتمام الكبير بها، والإسراع بتوفير مستلزماتها، بالإضافة لكونها تقع في مكان مقدس، يؤمّه الآلاف يوميا، وأخيرا نشكر جريدة صدى الروضتين على هذا الاهتمام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/12



كتابة تعليق لموضوع : أكبر مكتبة في الفرات الأوسط.. بين إهمال الأمس ونسيان اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net