صفحة الكاتب : هاشم الصفار

وهج من شفتي إمام...  
هاشم الصفار

 حري على جميع المفكرين والعظماء في العالم، الرضوخ والتسليم أمام عظمة هذه التأملات العلوية، وهي تنساب من بين شفتي إمام، ما عرف له التاريخ نظيرا... وهم يتحسسون معان جديدة تطرأ على صعيد النفس التائقة للمزيد من هذا المعين الذي لا ينضب...
قال الإمام علي (عليه السلام): 
تَذِلُّ الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ.
بهذه الكلمات تتضاءل المقدرة الإنسانية، وتتلاشى أمام عظمة المقادير الإلهية التي لا ينفع معها عرّاف ولا عالم بالنجوم. حتى تأخذ الإنسان العزة بالتدبير، محاولا النيل من صروف الدهر ومعاوله التي تعرّي بني البشر من حيلهم وحبائل مكرهم، التي يعتبرونها رصيد بقائهم على أرض الخليقة، لأطول فترة ممكنة دون أذى. ألا يعلمون بأن التدبير لا ينفك يعلن عجزه ومخاوفه من سرعة القدر وتقلباته في لحظات، ولكن يبقى لطول الأمل النصيب الأوفر في دك حصون التدبير وقلاعه الحصينة، من خلال تخديره لبني جنسه وأتباعه الغافلين في بحر الثقة المفرطة بالعمر الزائل.
ولا ينكر أحدهم فضل المقادير في تقويم الأمت والعوج الذي يصيب التراخي الإنساني، جراء الإمعان بالعلوم الدنيوية، وجعلها الحالة القصوى في زحمة النكران والتنكر للحالة الروحية والإيمان بالغيبيات، والتي هي بمثابة حجر الأساس للمنظومة الفكرية في فهم العالم، وحقيقة نشوئه وانطلاقه بغايات سامية، ومترفعة عن دجل المشعوذين، الذين يدعون ولوجهم عوالم التدبير، وأنى لهم ذلك، وقد لجم القرآن أفواههم: (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى). وللتقرب من مفهوم الحتف الوارد في حديث الإمام (ع) نجد أن الموت من أجلى مصاديقه التي يحاول الإنسان أخذ الحيطة والحذر من الوقوع بين مخالبه حتى قال الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها     ألفيت كل تميمة لا تنفع
ولكن هل يخاف الموت من أعد له العدة، وتوجه إلى ربه بقلب سليم، وهو يحمل روحه على راحته، وقد سلم بقضاء الله وقدره، وآمن بقدومه على رب رحيم، يجزي المحسنين اجر ما صبروا على بلاء الدنيا، فيضحى الموت فرحة للقاء الرفيق الأعلى، وسعادة لنيل الثواب الإلهي، وأبو الحسن (ع) خير من ترجم ذلك الأنس بالموت حيث قال: (والله لابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/10



كتابة تعليق لموضوع : وهج من شفتي إمام...  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net