بعض الاسئلة تؤسس لموضوع، الصحاح الستة.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

الحقائق تبقى حقائق وإن لم تعجب البعض.
سألتني أحد الأخوات في تعليق على موضوع التلمود. فقالت : لماذا اصبحت الصحاح عند السنة ستة ولها هذه القدسية الكبيرة ؟
الشيعة عندهم الكتب الأربعة ولم يعطوها قدسية ولم يطلقوا عليها صحاح.(1)
الجواب:
أن أهل السنة جعلوا صحاحهم ستة مثل اليهود المعتمدين على التلمود وملحقاته الخمسة فأصبح عندهم ستة كتب تُعتبر اهم من التوراة.(2) وفي الإسلام مع الاسف نرى أن أهل السنة قاموا بتقليد اليهود مع نهي القرآن عن ذلك بقوله : (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء).(3) وكذلك نهي النبي عن ذلك في حديثه المشهور (ستتبعون اليهود والنصارى شبر بشبر).(4) ولكننا رأينا شيئا عجبا ، ذلك أن أهل السنّة اتبعوا اليهود في كل شيء وأهملوا اتباع النصارى (المسيحيين) مع أن القرآن ذم اليهود ذما قبيحا ووصفهم بأشد الاوصاف نزولا إلى درجة وصمهم بالقردة والخنازير وعبد الطاغوت وقتلة الأنبياء. ومدح النصارى وقال أن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون. وأن النبي محمد باهل النصارى لأنه رأى فيهم خيرا ولم يُباهل اليهود . لا بل أن النبي جعل للمسيحية دور مهم في آخر الزمان حيث ينزل عيسى ليُقاتل جنديا في جيش (القائم). (5) ولكننا رأينا العكس يحصل عند هذه المذاهب.
وأما تقديس هذه الصحاح مثل تقديس التلمود وملحقاته فقد اعتمدوا على أحاديث وضعوها على لسان النبي تحث على اتباع اليهود واجاز لهم الرواية عنهم. والحديث يقولون فيه أن النبي قال : (قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، أنَتَحدَّثُ عن بَني إسرائيلَ؟ قال: "نَعمْ، تَحدَّثوا عن بَني إسرائيلَ ولا حرَجَ).(6) طبعا فاتهم أن هذا الحديث يتعارض مع نهي القرآن والنبي لهم باتباع اليهود. ولا أدري لماذا استثنى النبي المسيحية فلم يأمر اصحابه بالحديث عنها ، مع أن القرآن مدح المسيحية وذم اليهود فلم نسمع النبي يوما يقول : (حدثوا عن المسيحيين ولا حرج). ألا يدل هذا على الاختراق اليهودي المبكر للإسلام، عبر مجموعة من الصحابة المتهودين المتهوكين. وأن ما نراه اليوم من خذلان بعضهم البعض ومهادنتهم لليهود دليل على ذلك.
ملاحظة:
الصحاح الستة ليس كل ما فيها سيئا ، بل فيها أحاديث فلتت من مقصّ الرقيب ، ولذلك نرى كتب شيعية اعتمدت عليها في كشف الحقائق مثل كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستة).
المصادر:
1- اليهود قالوا بأفضلية التلمود على التوراة. واهل السنة لم يقولوا ذلك ولكنهم اشاروا له من طرف خفي فقالوا مثلا عن البخاري : (أنه اصح كتاب بعد كتاب الله القرآن).انظر كتاب الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح
المؤلف: عبد المحسن البدر.الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الطبعة: الثانية.ذكر فيه العلماء الذين قالوا بصحة البخاري بعد القرآن.
2-كتب الحديث كثيرة عند أهل السنة ولكن الصحاح الستة المعتمدة هي : 1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود 4- الإمام الترمذي 5- الإمام النسائي 6- الإمام ابن ماجه. وأما الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه. قالوا عنها (الكتب الأربعة) ولم يطلقوا عليها الصحاح.
3- سورة المائدة : 51.
4- مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 10827 - أخرجه أحمد (10827) واللفظ له، والحارث في ((المسند)) (754)، والبزار (8411).
5- طبعا وهذا مذكور في الإنجيل من أن يسوع المسيح سيأتي مع شخص اسمه (القائم) كما نقرأ في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 12 (يقول إشعياء: سيكون أصل يسوع والقائم ليسود على الأمم، عليه سيكون رجاء الأمم).
6- أخرجه مسلم رقم الحديث (3004) ، وابن ماجه (37) ، وأحمد (11092). والغريب أن الصحاح الستة تذكر هذا الحديث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat